يصف الكاتب زهير الجزائري مدينة النجف الأشرف وناسها في كتابه “النجف..الذاكرة والمدينة” الصادر عن دار المدى، في إطار حديثه عن ذكرياته فيها. ويستهل كتابه في الحديث عن حياته في المنفى، واصفا مشاعره تجاه المدن التي زارها، حيث يرى أن هذه المدن “رغم اختلاف تفاصيلها هي ذاتها”.
ثم ينتقل بعدها الجزائري ليصف اللحظات الأولى لعودته من المنفى بعد أربعة عقود إلى مدينته “الأولى”. ويذكر في هذا السياق مخاوف ثلاث يجدها بانتظاره وهي النسيان، اللوم والموت، “فقد هجر المدينة أبناؤها القدامى إلى بغداد، مغادرين مدينة الكلام إلى مدينة النقود”، والباقون سيلومونه لأنه تركهم في أيام الفجيعة ويعود متأخرا “حين لم يبق غير الرماد والجنائز”.
كما يعبر الكاتب في مقدمته عن ترقبه “مثل كل زائر لمعة القباب الذهبية” في طريقه إلى النجف، ليتحدث بعدها عن الزوار الذين يتوافدون إلى المدينة.
ويروي الكاتب سيرته في هذه المدينة منذ أجداده وحتى عودته إليها، في 299 صفحة مقسمة إلى 28 عنوانا، يتناول كلا منها جانبا من جوانب المدينة مثل “الصحن والمحلات الأربع”, “وادي السلام”، “عاشوراء”، “المعممون والأفندية”, “المرأة”.. |