الكثير من النواب والسياسيين العراقيين يعتبرون أنفسهم أوصياء على الشعب العراقي كزنهم ألان في مواقع المسؤولية . فتراهم في كل مرة يظهرون من على وسائل الإعلام المتعددة ليدلوا بتصريحات يحاولون من خلالها ان يبينوا للشعب العراقي أنهم مهتمين بأمرهم أكثر من اهتمامهم بمصلحتهم الشخصية أو مصالح كتلهم أو أحزابهم ، وهذا بطبيعة الحال أمر جيد كونه إذا ما كان صادقا ينم عن الروح الوطنية التي لابد ان يتمتع بها نوابنا ومسؤولينا الكرام . ولكن على ما اضن فان الموضوع غير ذلك لان اغلب إذا لم نقل جميع ممن ذكرنا عندما يدلي بتصريح معين فانه لا يحسب حسابا لتبعات هذا التصريح ، وما يمكن ان تأتي النتائج بعد الإدلاء بالتصريح أو الحديث ..؟ فقد لاحظنا الكثير من المسؤولين تسببوا من خلال تصريحاتهم النارية إلى حدوث أزمات وخلق حالة من الإرباك في المشهد العراقي . اعتقد ان على من يكون في موضع المسؤولية ان يبتعد كثيرا وقدر ما يستطيع عن الإدلاء بأي حديث أو تصريح لا يعلم ما هي نتائجه ، وعليه ايضا ان يبتعد عن إثارة الخلافات والتشنجات والمماحكات التي ربما قد تحدث بعد ان يدلي بتصريحه أمام الإعلام . وعلى النائب أو المسؤول ان يكون أكثر حذرا ويدع مثل هذه الأمور للأشخاص المعنيين ( المتحدثون الرسميون ) حتى لا يقع هو في موقع اللائمة من قبل كتلته أو من قبل وسائل الإعلام نفسها عندما يخرج نائب أو مسؤول أخر يضرب التصريح الأول عرض الجدار بدعوى ان الأول لا يمثل رأي القائمة أو الكتلة أو الحزب وإنما يمثل رأيه الشخصي فقط ..؟! وبالتالي يكون ما أدلى به من تصريح وبالا عليه وكل ذلك بسبب تدخله في ما لا يعنيه لان ( من تدخل في ما لا يعنيه لقى ما لا يرضيه ) .
S_saad72@yahoo.com |