• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عن محاضرات بروفسور حلقة (8)M .
                          • الكاتب : عقيل العبود .

عن محاضرات بروفسور حلقة (8)M

في وصف المنبر الحسيني، ومنبر الخطابة الخاص بيوم الجمعة
 
يقول الله في محكم كتابه الكريم: ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين. 
 
هل يمكن تحويل المنبر الخاص بخطبة يوم الجمعة ومنبر آلامام الحسين الى منبر معرفي ثقافي، ما يفيد باستقطاب العدد الأكبر من المهتمين في شؤون الدين، والعلم، والمعرفة، بغض النظر عن مسالة الانتماء الى هذه الجهة، اوتلك؟
 
الجواب على هذا السؤال، متعلق بمعرض قولي هو ان المنبر الحسيني يجب ان لا يكون حكرا لمجموعة من الخطباء، يمتلكون قدرة ابكاء المستمعين، من خلال ما يتم تداوله عن موضوعات العزاء الحسيني، ومناسبات اهل البيت عليهم السلام ، انما هنالك إمكانيات وخبرات اكثر كفاءة في تنوير الجمهور، وكذا الامر فيما يتعلق بمنبر الخطابة الخاص بيوم الجمعة، حيث انه لا توجد تعليمات خاصة بتحديد انواع الموضوعات المنتخبة لذلك. 
 
الغاية من البحث هو انني أسعى في موضوعي هذا لان اطرح فكرة ربط المنهج الديني بالمنهج العلمي الأكاديمي العقلاني، حيث هنالك علم نفس الاديان، وهنالك الجانب البايولوجي، والسايكولوجي، وكلها تنوقشت في القران وفي مناهج اهل البيت، بناء عل منهج المفسرين والمعنيين بثقافة الدين الواعي. 
 
وحجتي فيما اقول، ان المنبر انما يراد منه عقلنة المنطق الديني، بناء على حجية العقل، التي اراد لها الشارع المقدس ان تأخذ طريقها الى التأمل والتفسير، حيث ان كثيراً من الأحكام أمضى عليها الشارع ،اي الدين، مثلما أمضى عليها العامة من الناس، فقد قيل:"تجارة عن تراض، والمؤمنون عند شروطهم" وهذه الأمثلة تنوقشت في كتاب المكاسب الخاص بالمعاملات للشيخ الأنصاري رحمه الله، ما يفيد اتفاق الشارع والعامة.
 
وبما ان خطابات الوعظ الديني والسياسي، خاصة هذه الايام أحيطت بها الأعاجيب، خاصة ما يتعلق منها بحكام العراق، ومستشاريه، حيث يوجد من الحكايات ما يندى له الجبين، ويشيب لها الراس، بما في ذلك سرقاتهم، التي قرات عن بعضها في مقالات الدكتور سليم الحسيني في كتابه إسلاميو السلطة، وقد أعجبتني كثيراً  طريقته الوصفية لحكاية الوزير المتمارض، هذا الذي اشاح بنفسه خجلا بغية الحفاظ على ماء وجهه بعد ان افتضحته حكاية السرقات التي بحوزته، يوم اكتشف أمره من لدن المسؤول عليه، ما يفيد:
ان الوزير بدلا من ان يكون صاحب خبرة في بناء الوطن الذي ينتمي اليه، صار صاحب خبرة في السرقة والكذب والنفاق، وهذا يحرمه الدين والعامة. 
 
 وبهذا تحول معارض ايام زمان، الى متمارض في هذا الزمان. وهذا يفيد في تبيانه على منبر العدل بغية الكشف عن الزيف، كما زيف غيره، ومثل هذه الامور ايضا، تعد عناوين للبحث في موضوع العدالة، وسلطة راس المال، وتوزيع الثروات وكلها موضوعات اقتصادية، لا اعتقد انها تتعارض لو تم ربطها من قبل الخطيب ،بمنهج الامام علي عليه السلام في سياسته مع الفقراء مثلا. 
 
المهم كثيرة هي احاديث السياسة والاجتماع والاقتصاد، والدين، ولكن قليلة جداً ممرات اوطرق التأثير التي تأخذ محلها الى عقل الجمهور. 
 
هنا سؤالان : الاول، انه اليس بالإمكان ان يكون منبر الخطابة الخاص بقضية يوم الجمعة منبرا للمعرفة الشاملة التي تستوعب مفردات البحث العلمي وعلاقته مع الدين؛ اليس بالإمكان ان يتحول منبر الدين الى منبر تنويري يمكن من خلاله دحض مخططات جهلة الدين واجلافه الذين يمشون قدما لتحطيم المنطق الحقيقي لمنهج الاخلاق والإنسانية؟
 
وهل هنالك إمكانية للاسترشاد بمنبر خطيب الجمعة للسير في طريق المعرفة التي من خلالها يصبح للعقل سلطة لتفسير الأحكام بناء على منهج المنطق الاخلاقي، بعيدا عن قضية الانتماء، والتحزب الى هذه الطائفة، اوتلك. وهذا يساعد على التعامل مع التاريخ على انه منطق علمي يمكن الوقوف على مشارف النقاط المختلف فيها بين الطوائف والأديان المختلفة، بغية الوصول الى تحليل علمي يتجاوب مع العقل، بعيدا عن عنجهية التعصب.      



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=72995
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 01 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13