زاد إصرارى على الاستمرار فى طرق الباب ، بعد ان جذبت إحدى بناتها بنطلونى ، فطرقت الباب مرتين بقوة ، بعد برهة.. إنفتح الباب
كان ( شعرها) كفارس خارج من معركة شرسة ، عيناها زائغتان ، على شفتيها بضع كلمات تساقطت قبل ان تفتح لى ، .. إنها شبه مذعورة يعلو وجهها صفرة غريبة.
ألقيت عليها السلام ، إنسحبت ابنتها الى الوراء لتعود للعب امام المنزل مع اختها ، اشارت لى بالدخول الى غرفة الاستقبال ، جلست على اول مقعد صادفنى ، طلبت منها كوب ماء مع رجاء ان يكون مثلجاً ، وكأننى القيت لها بطوق النجاة ، فهرولت من امامى .............
تأخرت لبعض الوقت ، إن زوجها قد سافر الى إحدى الدول العربية بحثاً عن نقود البترول ، وهكذا إستطاع بناء هذه العمارة التى يسكن فيها بالدور الارضى ويترك الثلاثة ادوار الاخرى للمستقبل، ولولا سفره ما كان هذا الصالون وساعة الحائظ ، ومنضدة الرخام ، وتلك السجادة التى تغوص فيها أقدامى الان والفيديو والدش .
كل هذا الوقت لإحضار كوب ماء ؟ .. ربما تصفف شعرها وتعدل من هندامها ، ولكن لا أدرى لماذا هذا الارتباك الذى أنتابها..،.. زوجها مسافر الان، لتدبيرتكاليف شراء قطعة أرض اخرى على أطراف مدخل (فاقوس ) من ناحية مضرب الارز ، وهو الان يجمع تكاليف هذه الارض النائية .
لاحظت عودتها الى الشقة ، جاءت اخيراً بكوب ماء وبه قطعة ثلج.
-أسفة ..(فالثلاجة) معطلة منذ عدة أيام
بعد أن شربت سألتها عن أخبار زوجها
قالت فى إقتضاب:- إنه بخير
لاحظت انها حافية القدمين.. !.. ومازالت فى عينها نفس النظره الزائغة
- لقد حضرت لاستعير (كاميرا) التصوير.. فاليوم عيد ميلاد ابنتى ، طبعاً ستحضرين
- طبعاً
قامت من جلستها دون ان اكمل حديثى ، أحضرت (الكاميرا)
- أسفة ، لقد تأخرت عليك ، ولكن أرجو ان تلاحظ ان بها أربع ( لقطات) من فيلم منتهى
- اذا.. لابأس ، لا داعى لها
-لا بل خذها ، أكمل ما فيها من صور.. فإن ذلك شئ عادى ، ثم إستخدم (فيلم) جديد
-نعم ، لكن...
-لا عليك
عندما كنت احدثها ، كانت تحرك اصابع قدميها ودائمة النظر الى ساعة الحائط ، ان هناك شئ غريبا فإنها ليست على عادتها ، .....
.مرت فترة صمت ، كانت الساعة الخامسة بعد العصر
قلت :- شكرا على (الكاميرا) وأسف على الإزعاج
قالت :- لا ابداً ، إنت تشرف
وعند خروجى من حجرة الاستقبال الى باب الشقة توقفت مودعاً ، فوقع نظرى على حجرة (النوم) فقد كانت فى مواجهتى تماماً ، وفى هذه اللحظة رأيت حذاء ابيضا رجالى ينسحب الى اسفل السرير ...
قلت :- شكرا جداً
وخرجت الى الشارع ، كان طفلتيها مازالتا تلعبان ، نظرت اليهما وأدركت لماذا سيتم شراء الارض علي أطراف المدينة .. وفى طريقى أيقنت لماذا إنتشر العمران فى بلدتنا وقلت خيراتها....!!
----------------------------------------------------------------------------------------------------------
الجدير باالذكر أن زهرة "الدفلى" موطنها الأصلي حوض البحر الأبيض المتوسط
وتحتوي على «جلوكوسيدات ونيروسيدات واولياندوسيدات» وجُلها تسبب قصورا في وظائف القلب، وقد يصاب الإنسان البالغ بالتسمم عند تناوله ورقة من هذا النبات، أو ملامسته السائل اللزج الأبيض الذي يخرج من السيقان والأوراق وتناول الطعام مباشرة دون أن يقوم بتنظيف يديه، كما أن الدخان المتصاعد من حرق السيقان والأوراق قد يصيب الإنسان أيضاً بالتسمم
|