فيما مضى كانوا يأتون بجيوشهم لغزو بلادنا واستعمارنا اما الآن وضمن خطتهم الجديدة في ضرب أعدائهم بعضهم ببعض فقد عمدوا أولا إلى زرع زعماء خونة مأجورين يقومون بتنفيذ كل مخططاتهم حتى لو كانت بتدمير بلادهم واذلال شعوبهم ، ثم قاموا بزرع بذور الفتنة في ارضنا التي وجدوها خصبة لذلك فقمنا بسقي هذه البذور وعملنا على رعايتها وحمايتها .
ان ضعفنا وهوان انفسنا علينا فتح الباب على مصراعيه لكل حاقد وطامع للاعتداء علينا ونهب ثرواتنا واغتصاب اراضينا واغتصابنا واستباحة مقدساتنا،وقتلنا وذبحنا وتشريدنا. فقد فعلوا بنا ما فعلوا لأنهم استعانوا بأنفسنا علينا فوجدوا فينا العون لهم علينا. فأصبحت الشعوب مجرد كتل واحزاب واحزاب سياسية متناحرة تدير البلاد عن طريق المحاصصات السياسية والطائفية والقومية.
أما المجتمع الغربي برمته فهو غير مثقف ابدا ولربما هم شعوب جاهلة بمقاييسنا فهم يجهلون تماما أمور العالم والسياسة الا ما تم تعبئة عقولهم به من توجيه إعلامي مدروس ضدنا فالشعوب الغربية سريعة الاستجابة لحكوماتها نتيجة عملية غسيل الدماغ المحكمة.ومع الأسف هذا ما رأيناه أيضا في أحزاب كثيرة دخلت عالمنا الاسلامي وهي من صنع غربي بإمتياز حيث قامت بعملية غسيل دماغ لبعض الشباب الذين امعنوا في النيل من مقدسات عامة الناس وازدرائها ، تحت مفهوم الحرية أو حرية التعبير.
في الاديان هناك تشريعات يجب الالتزام بها ، وفي السياسة هناك اعراف يجد التقيد بها ، وفي الكياسة هناك الدبلوماسية وفي التقاليد والعادات هناك أخلاقيات يجب التحلي بها ، وحتى في العائلة الواحدة هناك حدود لا بل على مستوى الفرد أيضا هناك حدود فلا اعتقد ان شخصا يسمح لأي أحد بأن ينال من شرفه او كرامته او يمس شخصا من عائلته حتى لو كان الأمر يتعلق بوجوده في دولة أخرى فهل إذا حصل له ذلك ، نقول له يجب عليك ان تحترم تقاليد هذه الدولة ، أي دولة هذه واي ثقافة تمتلك وأي دين او حضارة التي تستخدم النيل من رموز مقدسة لأمم أخرى تحت ذريعة حرية الرأي او حرية التعبير .
إذا كانت حرية التعبير بهذا المستوى فعلى البلد السلام ، لأن الانحدار الاخلاقي يبدأ من الفرد الذي يُمثل المجموع الذي يُكون دولة ، فإذا قام الفرد بممارسة حرية التعبير من دون قيود اخلاقية او قانونية او دينية أو حتى عرفية فهذا من شأنه أن يعمم الفوضى.
لا أدري لماذا لا يستطيع اي غربي او اوربي وتحت عنوان حرية التعبير ان يمس أو يشتم رمزا يهوديا واحدا.
يقول جاك بيرك المفكر الفرنسي : (هل تجرأ أوربا بكل فنانيها ورساميها وكتابها وديمقراطيتها وحرية تعبيرها أن تمس رمزا يهوديا واحدا ؟؟ ).
فعلى ما يبدو أن حرية التعبير في الغرب لها حدود تقف على أعتابها ذليلة خاشعة ، هذه الحدود هي أمة اليهود ، اما أمة الإسلام فعلى كثرتها ووفرة ثرواتها وعديدها فعليها السلام.
1- يتم تعريف حرية التعبير على أنها الحرية في التعبير عن الأفكار والآراء عن طريق الكلام أو الكتابة أو عمل فني بدون رقابة أو قيود حكومية بشرط أن لا يمثل طريقة ومضمون الأفكار أو الآراء ما يمكن اعتباره خرقاً لقوانين وأعراف الدولة أو المجموعة التي سمحت بحرية التعبير ويصاحب حرية الرأي والتعبير على الأغلب بعض أنواع الحقوق والحدود مثل حق حرية العبادة وحرية الصحافة وحرية التظاهرات السلمية.
وتعود جذور حرية الرأي والتعبير إلى القرون الوسطى في المملكة المتحدة بعد الثورة التي أطاحت بالملك جيمس الثاني من إنكلترا عام 1688 ونصبت الملك وليام الثالث من إنكلترا والملكة ماري الثانية من إنكلترا على العرش وبعد سنة من هذا أصدر البرلمان البريطاني قانون حرية الكلام في البرلمان. ثم عمّ البلاء العالم حيث تم الاساءة إلى حرية التعبير بشكل كبير وفسرها البعض حسب هواه. |