• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : الدفان وقاتل الهر .
                          • الكاتب : فلاح العيساوي .

الدفان وقاتل الهر

على عادته كان أيمن في المقبرة ، فهو يعمل حفار قبور ، وفي هذا اليوم حفر قبرا لرجل وافاه الأجل عن عمر خمسين سنة ، بعد إن أتم حفر القبر ، جاء أهل الميت وذووه وأصدقاؤه لتشيعه ودفنه ، وبعد انتهاء مراسم تلقين الميت ودفنه ، ذهب الجميع ...
أيمن كان معتادا على المبيت ليلا في المقابر فهو يملك قلبا لا يخاف ولا يعرف لهذه الكلمة معنى ، كان يجلس في منتصف الليل عند قبر قريب من قبر الرجل الذي قام بدفنه في النهار ، وهنا ظهر أربعة رجال قادمين من بعيد ، فأوجس منهم خيفة ، فاختبأ خلف القبر ، لم يكن أيمن مقصد الأشخاص الأربعة ، فوجهتهم كانت هي قبر الرجل الميت ، وهنا شاهد أيمن الأشخاص الأربعة واتضح له أنهم ليسوا رجالا !!،، بل هم قطط كبيرة جدا وحجم الواحد منهم بحجم الرجل البالغ !!،، وكانوا يحملون معهم رماحا رؤوسها حادة جدا وتلمع ، فحفروا القبر واخرجوا الرجل الميت وسحبوه !!...
قرر أيمن إن يتبعهم، فضل يتبعهم وهو يتخفى بين القبور خوفا إن يلحظوا وجوده، إلى إن وصلوا إلى باب سرداب مقبرة، فتحت الباب لهم ودخلوا ونزلوا إلى الداخل، فأقترب أيمن إلى باب السرداب ونظر من خلاله، وذهل من المنظر العجيب !، فقد شاهد قط وقطة وهما يجلسان على عرش مزخرف ومرصع وعلى رأسيهما تيجان من الذهب المزخرف ويقف خلفهما مجوعة من القطط بأيديهم رماح رؤوسها احد من سنان السيوف !!...
أيمن كاد لا يصدق عيناه مما يراه من غرائب وعجائب، فوقف يستمع إلى الحديث الذي دار داخل السرداب، إذ قامت القطط الأربعة بأفاقة الرجل الميت، فأفاق الميت مرعوبا وكأنه في حلم وكابوس مزعج !، وقال أين نحن ؟، هل أنا في عالم الدنيا أم في عالم الآخرة ؟، ومن انتم ولماذا أنا في هذا المكان ؟، فقالت الملكة: أليس اسمك ( أسامة )!، ألست أنت المولع بقتل القطط ؟!!، فقال نعم أنا، فقالت نحن من الجن وقد جئنا بك إلى هنا لنقتص منك فأنت قتلت ابننا الهر الصغير، فقال إنا قتلت الكثير من القطط ولا اعرف إنني قد قتلتم ابنكم وقد تكونون مخطأين !، فقالت انظر إلى ذلك الحائط !، وهنا ظهر على الحائط وكأنه عرض شريط سينمائي، وظهر أسامة فيه وهو يقتل الهر الصغير، انتهى العرض فقالت القطة بألم هل تذكرت ابني المسكين الذي قتلته بغير ذنب !، فقال أسامة وهو لا يستطيع الإنكار، نعم إنا قتلته لكنني نادم اشد الندم واخذ يبكي بقوة، فقالت الملكة لا تبك يا أسامة فاليوم هو يوم القصاص فسوف تعذب اشد العذاب وسوف لا تأخذنا بك رحمة أو شفقة. فأنت لم ترحم الهر الصغير ، فأشارت الملكة إلى القطط فأضرموا النار في لحد وادخلوا رؤوس رماحهم فيه حتى حمت ، فأخرجوها واتوا بها وادخلوها في جسد أسامة !، وأصبح أسامة يصيح ويستغيث من الألم، والملك والملكة يضحكان !، إلى أن أصبح جسد أسامة كالمنخل وحالته يرثى لها !، فأغشي عليه فقالت للقطط انظروا إليه ، فحاولت القطط إفاقته فلم يفق ، فقالوا مولاتي الملكة انه ميت !!!...
فقالت الملكة ، أيها الحرس أرجعوه إلى قبره ، فتحرك الحرس وسحبوا جثة أسامة وهموا إن يخرجوا ، فهرب أيمن واختبأ خلف قبر قريب يراقب ما يحدث ، فخرج القطط الحرس من السرداب وهم يسحبون الجثة وساروا وسار خلفهم أيمن إلى إن وصلوا إلى قبر وانزلوه وأهالوا عليه التراب وذهبوا !!!...
لم يستطع أيمن إن يخلد إلى النوم في ليلته العصيبة والغريبة حتى الصباح ، وعند حلول الصباح أسرع إلى أهل الميت أسامة واخبرهم بالحكاية الغريبة والعجيبة ولم يصدقوها به ، فطلب منهم إن يذهبوا معه إلى المقبرة ليشاهدوا حقيقة كلامه ، ثم أتوا معه إلى المقبرة وبعد نبش القبر وإخراج جثة أسامة شاهدوا المنظر البشع فصدقوا أيمن . 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=7229
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 06 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13