قد يبدو الموضوع تكنولوجي ويخص برامج الكومبيوتر او المبايل والحقيقة ليس الامر كما يظن القارئ الحبيب فماذا يعني ... تابعوا معي.
يتسائل البعض لماذا بعض البلاءات في الحياة مستمرة وطويلة وكأنها لا تشير الى وقت محدد للانتهاء والبعض يتسائل ايضا متى سينتهي البلاء الذي تعرضت له مثل المرض او السجن او المعاناة من العوز والبطالة والفقر والخ من البلاءات واعود الى حياتي الطبيعية لأمارسها بصورة اعتيادية كما كنت افعل سابقا ...

والجواب ان الله عز اسمه قد سن قانون غاية في الروعة وهو قانون ((من صبر ظفر )) والظفر هنا يقصد به الفوز والربح كجزاء طبيعي لما صبرت على البلاء الذي ابتلاك به الله وفائدة البلاء كما لا يخفى على الجميع هو لبيان قدرة الانسان على التحمل من عدمه ولكي يعرف الانسان نفسه هل هو قادر على تحمل الصعاب والمسؤوليات ام انه عاجز وضعيف وكأن الله يدخل الانسان في رحلة تدريبية للبحث عن قدراته من خلال الابتلاءات المتكررة والمستمرة احيانا ..

والسؤوال يتكرر لماذا بعض البلاءات تستمر لفترة اطول وبعضها ينته بسرعة ؟؟؟

الجواب بسيط جدا ...حين نرجع لقاعدة من صبر ظفر نجد الجواب واضحا وجليا وهو ان بعض البلاءات جائزتها بعد الصبر عليها والتوكل على الله وتسليم الامر اليه وعدم الانزعاج والشكوى الا للخالق الذي ابتلاك هي جائزة عظيمة تحتاج الى وقت كبير لاتمامها واعدادها بشكل افضل وبعض البلاءات جائزتها بسيطة جدا لا تحتاج الى وقت بل يتم انجازها بشكل سريع جدا لصغرها وقلة جودتها ..

والان لنضرب مثال بسيط وعملي وواقعي نعيشه يوميا تقريبا .. وهو ما قدمته في عنوان المقال اعلاه

وهو ان في حياتنا اليومية وعند استخدامنا لبرامج الحاسوب والمبايل والاجهزة اللوحية والمكتبية نلاقي برامج ذات مستوى عال من الدقة والجودة ومفيدة بالعمل ولها خدمات غاية في الروعة والاتقان وامكانات فائقة ولنفترض مثل برامج مكافحات الفايروسات الذي يقر الجميع بحاجته اليه لأهميته القصوى في الحفاظ على خصوصيات حواسيبنا وللعلم اغلب النسخ الاصلية تباع بالدولارات وباهضة الثمن ولايوجد نسخة مجانية على الشبكة ولكن لو قال لك احدهم فجأة ان هذا البرنامج العملاق بكل امكانياته اصبح موجود ومتوفر مجانا على الشبكة ولكن حجمه كبير جدا يصل الى 10 GB ووقت تحميله يحتاج الى يومين او ثلاث شريطة ان لا تفارق حاسوبك كي لا تفقد البرنامج فماذا ستفعل وانت بقمة الحاجة اليه .. اكيدا ستجند نفسك لتحمل الوقت والانتظار وتصب كل طاقتك لكي تحصل على البرنامج الذي يشكل لك حماية لخصوصياتك في الحاسب الالي وستبقى تراقب تقدم التحميل وتحرص على ان يكون حاسبك الالي متوقد كهربائيا كي لا يطفى .. وقد تتعطل عن اعمالك وقد تضطر لاخذ اجازة من دوامك وتسهر الليل مع النهار وتستهلك 70 % من صحتك وطاقتك وجهدك وكل هذا من اجل الحصول على برنامج افتراضي يحمي خصوصيات افتراضية في الشبكة والحاسوب ولكن لها اهمية عندك ولكن تصور انك سئمت وانزعجت من طول الانتظار ولم تتحمل هذا العناء والجهد وزهقت نفسك وقمت بالغاء التحميل وهو لازال في النتصف فهل تتصور انك ستحصل على كامل البرنامج بكل قدرته ام انك في خيارين اما ان تفقده نهائيا وترجع الى الصفر او انك تحصل على البرنامج ولكن ناقص وغير مفيد او فوائده قليلة قياسا بالبرنامج الكامل ... الى هنا اعتقد وصلت الفكرة ... وهي ان بعض البلاءات تحتاج الى صبر كبير وتحمل وصرف طاقة صحية وجسدية وروحية ووقت كبير لكي يتم تحميل الفائدة منها فحين يبتليك الله ببلاء معين قد يحتاج الى ثلاث سنين مع مايترتب عليه من طاقة وتعب وجهد شاق فاعلم ان بعد انتهاء هذا البلاء ستجد المكافأة جدا عالية ومضاعفة وذات قيمة عالية ولكن لو انك لم تتحمل ونفد صبرك في منتصف التحميل فان الله سيرفع البلاء عنك ولكن جائزتك التي ستحصل عليها ستكون رخيصة جدا ولا تحمل اي قيمة معنوية او مادية ..

فيا عزيزي انتظر لحين اكتمال تحميل ملفات جائزتك الربانية وتحمل البلاء فالله عز اسمه اكرم من ان يبتليك ويتركك وشأنك بل يبتليك ليعظم قدرك ويعطيك اكثر مما صبرت عليه ويمنحك جوائز لا تقدر بثمن لذا اشكر الله وكن صبورا ..