* هيهات منا الذلة * احد الشعارات التي تم اطلاقها في تظاهرات التحرير الاخيرة والذي مهدت له جهات واضحة لا تحتاج الى بيان وهو ما اعاد اذهاننا الى الوراء وتتبع سير التظاهرات والتي طالبت الجماهير المرجعية بدعم التظاهرات وبسُبل عدة ولكن المرجعية اصرت على اخذ جانب الحياد ولا اقل بتوضيح انها مع كل مطالبة وتظاهرة خالية من راكبي موجتها من ساسة الفساد وذيولهم وعبيدهم وهذا ما حصل في التظاهرات الاخيرة حيث تم التنسيق مع رأس هرم الفساد والافساد لحضور تلك التظاهرة والملفت للانتباه والمؤلم حقا ً ان اصواتا ً نشاز لا تعلم اين مصلحتها قد نادت بالشعار المعروف ( علي وياك علي ) ؟! والمفارقة العجيبة ان جُل من يطالب بالاصلاح ومحاسبة المفسد هو بعينه ينادي بتلك الشعارات وعلى من اوصل البلاد والعباد الى ما وصل اليه .. ولعمري هي ميزة يتميز بها هذا الشعب الذي اختلطت عليه الامور
وبات واضحا ً انه يؤمن قلبا ً وقالبا ً بالمقولة المعروفة (لكل شيء وقت)) ؟..
فهو من جهة يطالب بمحاسبة المفسدين ومن اخرى يقدسهم ويتمسح بـ ..... !
وفي الاخير يأتي من يأتي من مثل هؤلاء النكرات ويطالب المرجعية بالعمل على
تخليصه من مثل هذه الطغمة الفاسدة وهو نفسه من يُبجل بهم ويُقدس ؟
نعم ... لقد جسدتم وصف الطرماح لأهل الكوفة حيث قال :
سيدي يا ابا عبد الله ان قلوبهم معك وسيوفهم عليك
فتبا ً لكم وترحا ً .. المرجع الاعلى قد خَبِر كُنهنا وما يُصلحنا وكأني به
متمثلا ً قول جده امير المؤمنين حيث : قال ( عليه السلام ) : . . . وقد عاتبتكم بدرتي التي أعاتب بها أهلي فلم تبالوا ، وضربتكم بسوطي الذي أقيم به حدود ربي فلم ترعووا ، أتريدون أن أضربكم بسيفي ؟ ! أما إني أعلم الذي تريدون ويقيم أودكم ، ولكن لا أشتري صلاحكم بفساد نفسي ، بل يسلط الله عليكم قوما فينتقم لي منكم ! فلا دنيا استمتعتم بها ، ولا آخرة صرتم إليها ، فبعدا وسحقا لأصحاب السعير . وكُنت اتفحص سبب عدم تحقق الاصلاح الى ان وقعت على قول ٌ لأمير الكلام والبيان وهو يختصر حالنا في الوصف حيث قال سلام الله عليه : لو أن الناس حين تنزل بهم النقم ، وتزول عنهم النعم ، فزعوا إلى ربهم بصدق من نياتهم ، ووله من قلوبهم ، لرد عليهم كل شارد ، وأصلح لهم كل فاسد .
وحسبنا الله ونعم الوكيل ... |