• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إنحراف اليوم الأيديولوجي، صنيعة الامس! .
                          • الكاتب : محمد الشذر .

إنحراف اليوم الأيديولوجي، صنيعة الامس!

 ((وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ أَفإِنْ مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ))، الانقلاب هو تغير الشيء عن وجهه، اما الانقلاب العسكري، فهو تغيير لنظام ما، من قبل مجموعة، عادةً ما تكون منتمية لذلك النظام، لسنا بصدد تفسير الاية المباركة، ولكن لو نظرنا لها من باب الاحداث التي جرت بعدها!، لوجدنا ان الانقلاب حدث بشقيه، فالانقلاب من القول بنبوة محمد"صلى الله عليه واله وسلم"، وبأنه لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى، الى انه يهجر!، وحاشى له ذلك.

 
الانقلاب الثاني، هو الانقلاب العسكري، والذي خطط له في سقيفة بني ساعدة، ووضعت اولى لمساته في اختيار ابي بكر، كخليفة للمسلمين، تنافيا مع وصية يوم الغدير، اذ انقلبوا على خليفتهم الشرعي، علي بن ابي طالب "عليه السلام"، محدثي بذلك فجوة، عقائدية ومعرفية، ودينية، وانسانية، وخط الخطى لأولى الجرائم في البشرية، من الهتك والظلم، والتخلف والتعصب، والارتداد، بأسم الدين المحمدي، والذي هو برئ من كل هذه التهم، والايادي العفنة التي تنفذها، فهناك قد رسمت واعدت العدة، وما الاخرون، الا ادوات حقيرة، تنفذ ما خطه الاولون.
 
داعش صنيعة لتلك السقيفة، وما هدى سيرها، الا بهدى اتهام النبي "ص" بانه يهجر!، وما قامت به اليوم من الاعتداء على الاعراض، والممتلكات، وتهديم اماكن الحضارة، واولياء الل.. الصالحين، الا نهج انتهجوه، وملهمهم في ذلك نفس التعصب في البداوة الاولى، اذ ما اختلفا بشيء، وما الشعارات التي حملوها بأسم بيرق الدين، ان هي الا دين تخلف، ووثنية، ودين اعمى قائم على القتل، والسلب والنهب، وما وجد الا بعقولهم المتحجرة، والقابعة في الشرك والضلال.
 
جاء النبي الامي "صلى الله عليه وآله وسلم" ثائرا على كل اشكال التطرف، والجاهلية العمياء، ومصلحا للبشرية في الاخلاق، والاعراف، وكل مبتنيات الحياة، ومطلقا النور في عقول بدوية، لا تعرف غير الجاه والمال والنسب، وؤد البنات، ومناديا باحترام القيم النبيلة، والتعايش السلمي، ولا فرق الا بالتقوى، والسلوك الحسن، وبشاشة الوجه، وان الفضيلة، والعمل الصالح، من خير اسس الكمال للأنسان، ونحن نقف اليوم بذكرى استشهاده "صلى الله عليه واله وسلم" اذ نحتاج الى سيرته العطرة.
نستلهم من النبي "ص" العِبر في التعامل مع الغير، ونفهم اساسيات الدين القويم، ونميز بين من اعتلى بشهواته، وساق الدين لهواه، وبين الجوهر المتين للدين الحنيف، والذي يسعى لبناء الذات والانسان، بأفضل طرق الصلاح، والفلاح، فأنه خير حامل لرسالة ربه، وخير مبشر ونذير.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=71377
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 12 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15