• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بين زرباطية (وزر) الموصل..!! .
                          • الكاتب : فالح حسون الدراجي .

بين زرباطية (وزر) الموصل..!!

أحبتي القراء، هذه المرة ستكونون انتم الحكم بيني وبين الدجالين، الطائفيين، المفترين، وأنا واثق بعدالتكم، لأني أثق تماماً بوطنيتكم.

ولنبدأ القضية من دخول الزوار الإيرانيين الى العراق عن طريق منفذ زرباطية، وتجاوز بعض الزوار لوائح النظام في هذا المنفذ. وقبل كل شيء، فأنا أنتقد دخول الزوار الإيرانيين بهذه الطريقة غير المنضبطة، بل والفوضوية أيضاً، لأن دخول أربعة آلاف زائر إيراني بدون فيزا هو أمر غير صحيح بالمرة، على الرغم من أن ثمة تأخيراً قد حصل في عملية التفتيش، والتدقيق في هذا المنفذ كما يقول الزوار. لاسيما وأن جميع الزوار الإيرانيين جاءوا محملين بشوق اللقاء الى قباب سيد الشهداء الحسين، والمشاركة في أربعينية الأسى الكربلائي. وعلى الرغم من أن نوايا الزوار لم تكن عدوانية بالمرة، ولا تحمل مقاصد سيئة، حيث يعلم الجميع ان غاية هؤلاء الزوار هي الوصول بسرعة الى مقام الحسين وأخيه العباس عليهما السلام لا غير. ولكن، ورغم كل ذلك، فقد انتقدنا جميعاً هذا التجاوز الإيراني، ولم يتأخر في ذلك أحد منا، سواء أكان من الحكومة، أم الشعب، أم البرلمان..!
لكن المؤسف أن بعض النواب، والمسؤولين من الكتل السنية قد بالغوا في (النقد) والتنديد، وبالغوا أيضاً في الحرص على (السيادة الوطنية)، التي ثلمها الأيرانيون (خطية)، وكأن هؤلاء الزوار المساكين المحبين لأبي عبد الله الحسين قد إحتلوا الأراضي العراقية فعلاً أو أنهم فجروا منافذ الحدود بمفخخات الموت والتدمير، حتى أن أحد النواب طالب الحكومة بمنع الزوار الإيرانيين من الدخول للعراق مستقبلاً!!
فمثلاً ظافر العاني وحيدر الملا، وأحمد المجاري، وميسون الدملوجي، وزيتونة الدليمي والدايني وغيرهم من (النايبات) والنواب، فقد جاءهم هذا الحادث بمثابة (عيد وجابه العباس النه)!!
في حين أن النائب محمد الكربولي عبر عنه ببيان قال فيه:
«لا يمكن تفسير عبور الآلاف من منفذ زرباطية الحدودي دون تأشيرات دخول، إلا بأنه استهتار متعمد وعدم احترام لحرمة الأراضي العراقية وسيادة الدولة.. إذ كيف سيكون تصرف القوات العراقية، والحكومة الاتحادية لو أن أبناء محافظة الأنبار تجاوزوا عنوة جسر بزيبز، وهو داخل الأراضي العراقية وهم مواطنون عراقيون؟ هل كانت الحكومة وآلتها العسكرية ستسكت أم ستعتقل وتهدّد وتقتل؟»
وعدا بيان الكربولي، فهناك عدد من البيانات والتصريحات الأخرى، وحملات التشويه والتسقيط والإفتراء التي مارستها وسائل إعلام موزة وسلمان أبو الجوزة.. فالقناة العربية تقول مثلاً:
(إنّ مئات الآلاف من الزوار الإيرانيين تدفقوا عبر منفذ زرباطية الحدودي، بعد ان انتقدوا وجود حرس للحدود في المنفذ، فإعتدوا عليهم بالضرب، ما أسفر عن إصابة عدد منهم)!!
ولا أريد أن أضيف أكثر على الذي نقلته هنا في هذا المقال المحدود. ولكن، ورغم كل هذا الإفتراء، والكذب، والمقارنة الساذجة بين زوار الحسين الذين تدفقوا من منفذ زرباطية، (وبعض) النازحين المشبوهين بشبهات الإرهاب الذين تدفقوا من جسر بزيبز- بعضهم وليس كلهم- ورغم سوء نوايا سياسيي السنة من حادث زرباطية، إلاَّ ان الكثير من أبناء الشيعة العراقيين قد إعتبر إنتقاد الزوار الإيرانيين أمراً طبيعياً، بل وأمراً ضرورياً، خاصة وإن الحكومة العراقية ووزارة الداخلية، قد إنتقدتا علناً تصرف الزوار الإيرانيين في منفذ زرباطية.
واليوم يحدث في شمال العراق أمر آخر، هو أكبر، وأخطر من حادث زرباطية بألف مرة، وأكثر تجاوزاً للنظم، والقوانين، والسيادة العراقية بمليون مرة. لقد إجتازت القوات التركية حدود العراق السيادية، ودخلت الموصل بثلاثة أفواج مسلحة.. واليكم الخبر كما نشر عن أهل الموصل أنفسهم، وليس غيرهم:
(قال محمود السورجي المتحدث بإسم ما يسمى بقوات حشد نينوى،
"اليوم" الجمعة، أن ثلاثة أفواج من القوات التركية وصلت بأسلحتها الثقيلة إلى معسكر الزلكان على أطراف مدينة الموصل مركز محافظة نينوى.
وقال السورجي في تصريح لموقع اخباري أن "ثلاثة أفواج من القوات التركية مزودة بأسلحة ثقيلة وصلت لمعسكر الزلكان في أطراف الموصل)!!
وهنا أود ان أسأل السادة العاني والكربولي وزيتونة وميسونة وغيرهم من (الأشقاء)، وأقول لهم: لماذا لا ينطق سياسي واحد منكم، بكلمة نقد علنية، ضد دخول قوات عسكرية أجنبية مسلحة للأراضي العراقية، أو يصدر بياناً لاذعاً من بياناتكم المعتادة في هكذا أمور، ثم أين بات أمر (السيادة) الوطنية العراقية، أم أن أمر السيادة يشتغل على (سايد) واحد فقط: (سايد) زرباطية؟!
سأكتفي بهذا السؤال، وأضع الجواب مطمئناً عند ضمائر القراء الكرام الذين أثق- كما قلت - بعدالتهم، ونصاعة ضمائرهم الوطنية الشريفة..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=71075
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 12 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13