لا يمكن للحقوق ان تؤخذ بالاستجداء والتوسل ابدا من مال الله والصخي حبيب الله هذا للأسف هو اسلوب المرأة في كل تاريخها في العراق وكل الدول العربية لهذا لم تحصل على اي شي رغم مشاركتها الكبيرة ورغم تضحياتها الجسيمة في كل التغيرات التي حدثت بل تراجعت كثيرا عما كانت عليه قبل ثلاثين سنة او اكثر
والسبب في ذلك معروف وواضح لان المرأة لم تأخذ المبادرة بيدها وتتقدم الصفوف في المطالبة بحقوقها بانسانيتها فكانت دائما تكون خلف الرجل هو من يمثلها ويطالب بحقوقها وصدقت عبارة التضليل والخداع وراء كل رجل أمرأة
فالمرأة انسانة ليست مهمتها صنع الرجال بل مهمتها مساهمتها في بناء الحياة في سعادة الانسان فقيمة الانسان هو عمله مساهمته في صنع الحياة يقول الامام علي قيمة المرء ما يحسنه اي ما يعمله وكلما زادت مساهمته وابداعه كلما زادت قيمته وعلا شأنه واحترامه سواء كان رجل او امرأة
لهذا على المرأة ان تتخلى تماما عن اسلوب الاستجداء من الاخرين والتوسل بهم لمنحها بعض حقوقها ورفضه بقوة واعتباره وسيلة اذلال واهانة للمرأة وان هذه الوسيلة لم تحقق للمرأة اي شي ولم تدفعها الى الامام ولو خطوة واحدة بل العكس تماما افقدتها بعض ما كانت تتمتع بها من حقوق واعادتها الى الوراء خطوات
كما على المرأة ان تأخذ بيدها زمام المبادرة اي ان تتصدر الحركة وتطلق مطالبها بنفسها وترفض اي جهة اخرى مهما كانت ان تتحدث باسمها فمن يؤيد ويساند المرأة ان يكون خلفها ومؤيدا لمطالبها والا لا يسمح له ابدا ان يتحدث باسمها او يمثلها
وهذا يتطلب من المرأة تشكيل تأسيس تيار حزب خاص بالمرأة يمثل المرأة ويطالب بحقوقها الانسانية يضم كل النساء العراقيات من الشمال الى الجنوب ومن كل الاطياف والاديان والقوميات وعدم الركون الى اي حزب من الاحزاب او تيار من التيارات حتى لوكانت تتظاهر بانها من انصار المرأة ومن المدافعين عن حقوقها الانسانية
لا يمكن للمرأة ان تنال حقوقها الانسانية اي الاعتراف بها انسانة والانسان لا يمكن ان يكون انسان الا اذا كان حر العقل حر الارادة
يعني لا يمكن الحصول على الحقوق الانسانية كاملة للانسان سواء كان رجل او امرأة الا في ظل عراق ديمقراطي تعددي يحكمه القانون يضمن لكل العراقيين المساوات في الحقوق والواجبات ويضمن له المساوات في الرأي والعقيدة
وهذا يتطلب من المرأة ان تتحرك بقوة وشجاعة من اجل ترسيخ ودعم الديمقراطية
وهذا لا يأتي بالتمني ولايتحقق بكلمات تطلق من بروج مرتفعة بالتوصيات في صالونات وقاعات خاصة لا يسمعها ولا يشاهدها الا نخبة مرفهة منعمة اتخذت من هذه الصالونات والقاعات وسيلة للترفيه والتسلية ليس الا
فالمرأة العراقية ليست تلك النخبة من المرفهات والمنعمات زوجات الوزراء وبنات السياسيين او ممن لهن علاقات خاصة او عامة مع هذا السياسي اوذاك المرأة العراقية هي التي تعيش في الاهوار في الجبال في الصحراء المرأة العراقية التي تعيش في الارياف في الاسواق المرأة العراقية الملايين من الأميات اللواتي لم يدخلن الى اي مدرسة اللواتي عاطلات عن العمل الحر
فأين المرأة المثقفة المرأة التي تدعي انها تمثل المرأة وتدافع عن حقوق المرأة وكرامتها من هذه المرأة الامية العاطلة عن العمل فهذه المرأة لا تسمع خطب ووصايا المرأة المثقفة ولا تحب ان تشاهدها فظروفها وواقعها تمنعها من سماعها ومشاهدتها بل ترفضها وتعارضها بقوة والدليل لو رشحت هذه المرأة المثقفة لم ولن تنال اي تأييد وقبول من قبلها
فالمرأة الامية العاطلة عن العمل مقتنعة بواقعها وملتزمة به
لهذا على المرأة المثقفة التي تدعي انها تمثل المرأة ومدافعة عن حقوقها ان تنزل الى المرأة في كل مكان وتكون معها في افراحها في احزانها في كل مناسبتها الخاصة والعامة ورفع مستواها تدريجيا بدون الاصطدام مع ثوابتها بل الانطلاق من النقاط المضيئة في هذه الثوابت
ومن اول الاسس التي تنطلق منها المرأة المثقفة في رفع مستوى المرأة وخاصة الامية العاطلة عن العمل هي دفعها بقوة للعلم والعمل والوقوف معها في ازالة كل العراقيل والعثرات التي تحول دون ذلك ومهما كانت التضحيات والتحديات فكثير من السلبيات والانتهاكات التي تواجهها وتستسلم لها وتراها طبيعية تزول وتتلاشى اذا تعلمت وعملت فالعمل والعمل قوة وارادة تمنح المرأة الارادة الواعية والقوة الى رفض كل ما ينتهك كرامتها وانسانيتها
|