ماهي مهمة الدجال ومن الذي ارسله؟ من ناحية الكتاب المقدس فإن الدجال إنما بُعث لكي يقتل السيد المسيح وهذا ما نراه واضحا في كثير من النصوص والتفسيرات والاحاديث المسيحية لأن الخط الشيطاني المعاصر لمجيئ المسيح يعرف ان لا طاقة له بقدرات السيد المسيح وانه لابد من قوة تقف بوجه تكون متكافئة وهم يتهيئون لذلك ليل نهارويُعدوا الاسلحة والوسائل التي سوف يُجهّزون بها دجالهم اعلاميا وعسكريا واقتصاديا وهم ينتظرون مسيحهم الدجال لتنفيذ خططهم. (1)
ولكن سبق للسيد المسيح أن نبه اليهود لهذه السقطة فقال لهم كما في إنجيل يوحنا 5 : 43 ((أنا قد أتيت لكم باسم الله ولستم تقبلوني، إن أتى آخر بإسم نفسه فذلك تقبلونه)). فاشار السيد المسيح إلى أن هناك مسيحا آخر سوف يأتي يقبله اليهود.
ولا يوجد في العالم كله الآن من ينتظر المسيح الدجال المخرّب سوى اليهود وهم يهيأون له الارضية العسكرية والمالية وعيونهم تدور في كل مكان بحثا عنه. وهذا الشخص سيعظّم نفسه بشكل غير عادي وغير مسبوق فهو سيدّعى أنه إله ــ مع أنه يهودي ــ إلا أنه لن يبالي بالله، فهو في نظر نفسه إله. سيكون هو محور نفسه معجباً بذاته وبقدراته الخارقة، ربما غير عالم أنها قدرة شيطانية وستدفعه للهلاك ولكن إلتفاف الناس حوله وإعجابهم بقدراته ومعجزاته تجعله يتمركز حول نفسه ولا يبالي بشئ وهناك علامة أخرى عن هذا الشخص وهذه العلامة تشير أيضاً لأنه ربما كان هذا الشخص شاذاً جنسياً كما اشار إلى ذلك سفر (رؤيا يوحنا 8:11) ستكون(أورشليم) مقر هذا الوحش.
ولو اخذنا مسألة (شذوذه الجنسي)كعلامة من علامات دولة الدجال التي يذكرها المفسر المسيحي لرأينا أن ذلك ينطبق اشد الانطباق على الامم الغربية التي اقرت ومنذ سنوات ظاهرة الشذوذ الجنسي واعترفت بها وسمحت لهم قانونيا بممارسة كل افعالهم الشيطانية ومنها زواج المثليين في الكنائس . من خلال التحليل المسيحي نستطيع ان نقول ان الدجال يُمثل حضارة بكاملها تمتلك هذه الامكانيات الهائلة التي وصفوها لنا، ولكن هذا لا يمنع ان تكون بقيادة شخص يتم انتخابه من قبلهم للقيادة.
ولكن من وجهة نظر الاسلام فإن القضية تنعكس حيث يصبح هدف السيد المسيح الأول هو القضاء على بديله الزائف الدجّال والاحاديث متوافرة في ذلك ، حيث ان قدرات الدجال سوف تعجز الشعوب عن مجابهتها وسوف يأتيهم بألوان من الاعمال التي لا طاقة لهم بها ولا يستطيعون ان يجدو لها تفسيرا مما يدفعهم للشك بأنه الله الذي نزل فينشر الالحاد والكفر ويقوم بوضع علامة على اتباعه (السمة) فلا يستطيع احد ان يشتري شيئا ليأكله إلا اتباعه ، وهي وسيلة ضغط للذين يرفضون الدجال حيث سوف تدفعهم الحاجة لربما ان يستجيبوا له ، وهذه العلامة التي يضعها الدجال على اتباعه اتفق عليها الكتاب المقدس والقرآن.
ففي الكتاب المقدس نرى ذلك واضحا في سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 13: 17 ((وأن لا يقدر أحد أن يشتري أو يبيع، إلا من له السمة أو اسم الوحش أو عدد اسمه)).
وفي القرآن يقول في سورة النمل آية : 82 (( أخرجنا لهم دابة من الأرض تُكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون)).
أولا: قوله تعالى : (تكلمهم) يعني تجعل عليهم علامة يُعرفون بها كما ورد في التفاسير وهي مأخوذة من (الكلم) اي الجرح الذي يترك علامه في مكانه . (3)
ثانيا : عدم إيمان الناس بآيات ربهم التي سوف تأتي، لأنهم سوف يرون من الدجال آيات وعجائب مخيفة مهولة تجعلهم يشكّون بالآيات الأخرى ، لأنهم يرون آيات الدجال ويرونه كيف يصنعها، بينما يرون آيات الله ولا يرون من يصنعها ، ولربما يحسبون آيات الله أيضا من أعمال الدجال.
ولكن الغريب ان المسيحية تقول بأن كل (الدجالة) ظهروا من المسيحية وسوف تستمر المسيحية في انتاج المزيد منهم، إلا الدجال الأخير سيكون من اليهود. كما نرى ذلك في نص رسالة يوحنا الرسول الأولى 2: 18 ((أيها الأولاد هي الساعة الأخيرة. وكما سمعتم أن ضد المسيح يأتي، قد صار الآن أضداد للمسيح كثيرون. من هنا نعلم أنها الساعة الأخيرة. منا خرجوا)).
وفي ذلك يقول القس انطونيوس فكري : (وجاء في التاريخ كثيرين قاوموا المسيح والكنيسة ، وبحساب أرقام أسمائهم وجدوها 666 مثل دقلديانوس. ولكن هناك شخص محدد سيظهر في آخر الأيام، وسيكون مختلفاً عن كل المسحاء الكذبة وأضداد المسيح الآخرين، وسيكون رقمه أيضاً 666 أن من علامات الساعة الأخيرة ظهور ضد المسيح هذا. والسيد المسيح نبهنا أن لا نقبله وأعطانا علامات كثيرة لنستدل منها أنه هو ضد المسيح المقصود، ومن هذه العلامات أنه يمكننا أن نحسب عدد اسمه عند كتابته باللغة اليونانية. وأنه سيصنع آيات عظيمة فهو فيه كل حكمة وقوة وذكاء ودهاء ودموية وكذب الشيطان. وهذا الشخص سيظهر وسط (اليهود) وهم سيقبلونه. فهم أي اليهود مازالوا ينتظرون مجئ مسيحهم. وقال أحد قادة اليهود الصهاينة (نحن مستعدون للإعتراف بأي إنسان أنه مسيحنا إذا استطاع أن يوطد أقدامنا ثانية في أرض آبائنا).
وقد بدأ اليهود فعلا التمهيد لهذا اليوم من خلال حرمان الشعوب من التسلح او صنع الاسلحة ، فقد جعلوا كل ذلك بأيديهم فلا اسلحة نووية ولا اسلحة تقليدية والجميع رأى ماذا فعلوا باسلحة ومفاعلات القذافي ومفاعلات سوريا ومصر وما فعلوه بمفاعل تموز العراقي وكيف قاموا بتدمير كل اسلحة العراق وصواريخه وهم اليوم يفعلون بإيران نفس ما فعلوه بصدام حيث يمنعون إيران من الحصول على المفاعلات النووية حتى لو كانت سلمية.وكل هذه المؤامرات تخرج من فلسطين المحتلة وبتخطيط من اليهود.
والغريب ان توراتهم تحدثنا بذلك حرفيا كما نرى ذلك في سفر إرميا 6: 26 (( فخرج المخربون من فلسطين في ثلاث فرق. الفرقة الواحدة توجهت في طريق عفرة إلى أرض شوعال، والفرقة الأخرى توجهت في طريق بيت حورون، والفرقة الأخرى توجهت في طريق التخم المشرف على وادي صبوعيم نحو البرية. ولم يوجد صانع لئلا يعملوا سيفا أو رمحا.وكان في يوم الحرب أنه لم يوجد سيف ولا رمح بيد جميع الشعب)).
وأما العلامات التي وضعتها المسيحية لتحذير رعاياها من المسيح الدجال فهي كثيرة نقتصر على ذكر عدد منها مما يتفق تقريبا مع الرؤية الاسلامية.
يقول القس انطونيوس فكري ويؤيده القس تادرس يعقوب : (لنرى الآن العلامات التي أعطاها لنا الله لضد المسيح الذي يظهر في آخر الأيام).
((أن المسيح الدجال : دموى متوحش من لا يتبعه لا بد أن يُقتل ولو لم يقصر الله تلك الأيام لم ينجو أحد .
يصنع ــ الدجال ــ علامة لمن يتبعه بها يشترى ويبيع، أي من ليس له العلامة لن يستطيع أن يعيش . ــ لربما الدولار ، او كود يضعه على جبين اتباعه او اذرعتهم ــ
علامته : إما شاذ جنسيا أو هو سينشر الشذوذ الجنسى لا يبالى بشهوة النساء ــ اي ليس له رغبة بالنساء وامريكا تتجه إلى ذلك حيث اقرت قانون الشاذين بحيث يتم تعيينهم رجال دين ومدرسين مدارس وسياسسيين واقتصاديين ــ ولذلك تسمى مملكته روحيا سدوم ــ في اشارة إلى قوم لوط ــ
الدجال : لا يعترف بأي إله مع انه يهودي إلا انه لا يعترف باي دين بل يجلس في هيكل الله مظهرا نفسه أنه إله .
يعيد الدجال تقسيم الأرض كمكافأة لمن يتبعه .
يكون رقم إسمه باليونانية هو 666 كما ورد في سفرالرؤيا 13.
يعطل الدجال الكنائس وغالبا يأخذها لحسابه يجلس في هيكل الله كإله مظهرا نفسه أنه إله .
السمة الواضحة للدجال أنه يدّعى أنه المسيح ولكنه يهاجم المسيح الحقيقى بشدة.
للدجال ذكاء خارق ويبهر الناس بقوته وإمكانياته ربما العسكرية أو المالية بالذهب والفضة.
سيجعل إله هذه الفترة هو المال والأسلحة وسيتحصن بالقوة المالية و العسكرية .
في نفس مدة وجود الدجال يبعث الله إيليا وأخنوخ لمقاومته (رؤ 11) ولكن الدجال يقتلهما.وهنا تشترك الرؤية لدى المسيحيين والمسلمين فهذا ما يقوله المسلمون من ان الله سوف يُرجع بعض الشخصيات الاسلامية لمقاومة الدجال ايضا بعد ان تستفحل قوته وتصبح عصية على الناس وأن هناك نفسا زكية سوف تُقتل.
ولنتساءل الآن... أما نحن قريبين من هذا اليوم. فالفراغ الروحي إنتشر في العالم واليهود موجودون في أورشليم وهم في إنتظار مسيحا يخلصهم وهم يمتلكون الميديا من صحف وتليفزيون وقادرين على عمل الدعاية لهذا الشخص عند ظهوره ويمتلكون الاموال وكذلك إنتشار الشذوذ الجنسى بقوانين تشرعها الحكومات)).(4)
هذه العلامات التي ذكرها مفسروا المسيحية تقريبا كلها موجودة وقد تحقق قسم كبير منها ولم يتبق سوى العلامات الكبرى والتي اهمها نزول عيسى ومجيء المهدي.
المصادر .
1- رأي التفاسير المسيحية هي : أن مهمة الرجس المخرب هو الترصد للمسيح لكي يقتله وهذا يعني القضاء على الساعد الايمن للقائم المهدي ، ولكن وفق العقيدة الاسلامية فإن السيد المسيح هو من يقتل الدجال.
2- تفسير ابن كثير ج6 ص 211. (قال ابن عباس - في رواية - تجرحهم . وهو قول حسن ، ولا منافاة ، والله أعلم) إذا خرجت هذه الدابة العظيمة، فإنها تسم المؤمن والكافر، فأما المؤمن، فإنها تسم جبينه فيضيء، ويكون ذلك علامة على إيمانه، وأما الكافر فإنها تسمه على أنفه فيظلم، علامة على كفره. وهذا القول يشهد له حديث أبي أمامة ( تخرج الدابة ، فتسم الناس على خراطيمهم ) .
3- تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص تادرس يعقوب تفسير سفر دانيال الرويا الأخيرة : فارس واليونان ونهاية الأزمنة.
4- المصدر شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري دانيال 11 - تفسير سفر دانيال. |