• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الإرهاب صناعة إسلامية .
                          • الكاتب : هادي جلو مرعي .

الإرهاب صناعة إسلامية

من قال إن المسلمين غير مسؤولين عن تفجيرات باريس وغيرها من تفجيرات تطال مدن العالم وتقتل وتدمر. بل المسلمون مسؤولون كل المسؤولية لأن الذين يقومون بأفعال الشيطان ينتسبون للإسلام، ويستخدمون لغة الإسلام، وقرآن الإسلام، ونبي الإسلام، وثقافة الإسلام، وحكايات الإسلام. فهل لو أن أحدا قام بجريمة سيتبرأ منه أهله وذووه وأبناء عمومته؟ نحن نهاجم اليهود ونلعنهم نهار مساء، وننسب لهم كل جرم يقوم به المتصهينوون، لذلك فالمسؤولية تحتم علينا ليس البراءة من هولاء الذين يشكلون نسبة كبيرة من المسلمين، بل العمل على تدميرهم والقضاء عليهم بوسائل السلاح والكلمة والفكر والتنظير والعمل والقول والفعل وبكل طريقة.. البراءة نوع من الإحتيال.
وصحيح إن القوى المسيحية في العالم التي تقود بعض البلدان وتتشارك في الحكم مع قوى علمانية تمارس نوعا من السطوة الفكرية وتحرض على المسلمين، وصحيح إن المؤسسات اليهودية تمارس ذات الدور وتلعب وفق سياسة التخادم مع المؤسسات المسيحية، ونتج عن ذلك خراب ودمار دول المسلمين ونهب إقتصادياتهم من خلال الإستعمار القذر الذي إستولى على بلاد المشرق العربي وأجزاء من العالم الإسلامي ونهب ثروات العرب والمسلمين وتشويه معالم حضارتهم، إلا إن الصحيح أيضا إن مجموعات كبيرة من المسلمين تتبع نهجا فكريا مدمرا يعتمد التكفير والإقصاء ووصم الآخر بعلامات الشر والكفر والخروج عن دائرة التوحيد والألوهية الحقة،ويعتمد هولاء كتبا لاتعد ولاتحصى ألفها جهابذة العلماء المسلمين عبر تاريخ يمتد لأربعة عشر قرنا وكلها تحرض المسلمين على بعضهم، وتنعتهم بالكفر، وتدعو الى القتل والى ممارسة حد الحرابة، ووفقا لتعاليم وتفسيرات وتأويلات قرآنية إتصلت بعلاقة قذرة بين علماء الدين والحكام والسلاطين والدكتاتوريات القائمة على مدى تلك القرون المتطاولة حتى صار المسلمون بأغلبهم مجرد مجموعات سلبية غير فاعلة وغير قادرة، وتفتقد التأثير، وهي تتبع لنهج القوى الفاعلة والمتسيدة والمتحالفة مع السلطة الشيطانية، وكلاهما يلعب لعبة التخادم سيئة الصيت.
على المسلمين الجدد تغيير مسار تفكيرهم وعلاقتهم بالدين والحياة والمجتمعات الأخرى. فليس من المعقول أن تتحالف دول ومخابرات مع تنظيمات تكفيرية وتمدها بالسلاح والمال والرجال وتسهل لها المرور عبر المطارات والحدود البرية وهذه الدول والأجهزة والأموال كلها إسلامية، ثم نأتي لنقول، إن المسلمين غير مسؤولين عن الإرهاب وفعله القذر في العالم.
إذا كنت غير مسؤول فالبراءة لاتكفي وعليك أن تشارك في الحملة ضد الإرهاب.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=70561
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 11 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14