• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دعوى الاعتدال و خطر الخروج عن الخط الصحيح .
                          • الكاتب : الشيخ ليث عبد الحسين العتابي .

دعوى الاعتدال و خطر الخروج عن الخط الصحيح

    ما أكثر الدعاوى التي تطالعنا عناوينها البراقة ، و تحت مفاهيم كـ( الاعتدال ) و ( التقريب ) و ( التسامح ) و ( تقبل الآخر ) ، شعارات براقة ـ بحق ـ تخطف الأبصار ، و تصك الأسماع بهرجها و مرجها . 
فيا ترى ما حقيقتها ؟ و كيف لا نشذ بسببها عن خطنا الصحيح ؟ و كيف نتعامل معها ؟ و كيف نرد عليها ؟
تساؤلات ملحة و حرجة و ضرورية سنحاول الإجابة عنها باختصار ، و بقد المستطاع ، و بأبسط أسلوب ممكن .
في الرد على هذه الدعوى الكبرى ، و على التساؤلات التي ذكرناها حولها نقول :
الطرح الأول :
1ـ ان لكل إنسان ثوابته التي يؤمن بها ، فإن سعى إلى الاعتدال ، فمن الواجب ان لا يؤثر على ثوابته ، و إلا فلن تكون ثوابت أبداً ، و لن تكون لها إي قيمة مطلقاً .
2ـ التقرب نحو الآخر يحتاج إلى أن يكون لدى الآخر نية التقريب أيضاً ، و إلا فما الفائدة مع من يرفض ذلك .
3ـ لا بد أن تكون هناك مشتركات ، و مع عدم وجودها فلا تقارب ابداً ، فهي كما تقول العبارة المنطقية المشهورة :( سالبة بانتفاء الموضوع ) . 
4ـ ان تكون هناك فائدة مرجوة من ( التقارب ) و ( التقريب ) ، إذ بلا فائدة ( نتيجة ) و ( جدوى ) تكون القضية عبثية .
الطرح الثاني :
1ـ ان كان لدي ما احتاجه من علم ، و مصدرها موجود ، ذلك ان مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) هي المصدر و المعين الأصفى ، فلم السعي إلى غيرها ؟!
2ـ ان كان الآخر معادياً لأهل البيت ( عليهم السلام ) ، و مبدأ ( المولاة لأوليائهم ، و البراءة من اعدائهم ) أساس عقائدي لا تنازل عنه ، ثم ان شعارنا الإلهي هو : ( إني سلم لمن سالمكم و حرب لمن حاربكم ) . كما و ان الاجتهاد مقابل النص ( المحكم ) هنا باطل بلا أدنى تردد ، و الادعائيات و الأرضائيات ستكون حراماً يقيناً ، فلم هذا الاصرار و اللهاث وراء المهلكات ؟! 
3ـ ان كان الآخر يُحرم قراءة كتبي و تراثي ، و يعتبرني كافراً بلا أي نقاش ، فلم الركض وراءه ؟!
4ـ ان كانت كتب الآخر كلها ( حقد ) و ( جهل ) و ( خلط ) و ( شذوذ عن الخط الصحيح ) فلم الإصرار على قراءتها ؟! و لم لا تغير الجامعات ـ في العراق مثلاً ـ مناهج الحقبة الصدامية المقيتة ؟!
5ـ ان كان من يدعي التقريب لديه (عقدة نقص) ، فلم يريد الآخرين ان يكونوا مثله ؟! ، و ليس من حقه و لا من حق أي أحد ان يفرض رأيه على الآخرين .
الطرح الثالث :
1ـ ان النصوص الإلهية ، و النبوية تؤكد على أحقية أهل البيت ( عليهم السلام ) و ان الحق معهم فقط و فقط ، فلم البحث عن ( فتات الباطل ) عند اعدائهم ؟!
2ـ ان النصوص المقدسة تؤكد ان مجاملة اعداء أهل البيت ( عليهم السلام ) مصيره النار ، فلم هذا ( الانتحار ) الأخروي ؟!
3ـ ان النصوص المقدسة تؤكد على ان كتب المخالفين لمدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) هي كتب ضلال ، فلم الاصرار على ترويجها ؟!
4ـ ان الله سبحانه و تعالى أمرنا باتباع النبي ( ص ) ، فهو الذي ( لا ينطق عن الهوى ) ، و هو ( ص ) قد وضح لنا الطريق ، فلم الإصرار على المخالفة و اتباع الهوى و المصلحة ( خوفاً ) أو (مجاملة ) أو ( شذوذاً ) ؟!
الطرح الرابع :
1ـ دعوى الاعتدال باطلة كونها قائمة على ( التضليل السياسي ) و ( المصلحية النفعية ) و ( الترويج الإعلامي ) فقط . فهي ( للحكومات ) و ( للسياسيين ) و ( للمتصدين ) تطرح وفق ( ديماغوجيات ) خاصة . أما نحن ( عوام الناس ) فواجبنا الالتزام بمنهجنا الذي رسمه لنا أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فالإعلام و التسييس لن يكون ناتجه إلا النار .
2ـ الاعتدال و التقريب لم و لن ينتج ، فلم الاصرار ، و ارغام الناس عليه ؟
3ـ واجبنا التمسك بثوابت ديننا ، و ان لا نقبل بأي دعوى تريد مسخه مهما كانت و من أي طرف صدرت ، فالسياسة ، و الإعلام ، و المصلحية ، و الخوف ، و عقد النقص ليست من صفاتنا مطلقاً .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=70447
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 11 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13