سألني احدهم:
وهو لماذا لا نرى احد ابناء المرجع الاعلى او احد احفاده في ساحات الوغى
وهذا السؤال يتفرع منه اسألة اخرى منها
اوليس انه الجهاد وثوابه لا يعد ولا يحصى
اوليس اذا قتل احدهم سيكون شهيدا
فهل تأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم
هل دمائهم عزيزة على والدهم ودماء الغير رخيصة
فكان جوابي كالتالي
انه واجب كفائي
ولكنه رد علي وقال: لمَ لمْ يلبوا هذا الواجب حتى يكتفي بهم من قد اكتفوا به
فقلت له الدعوة موجهة لمن له القدرة على حمل السلاح ومعرفة القتال والا سيكون عالة وليس عون
وهم لا يتوفر بهم هذا الشرط
ولكنه رد وقال: لمَ لمْ يتدربوا كما تدرب غيرهم
فقلت:
ان السائل مع حسن الظن به
ولكن لديه شبهة في فهم الجهاد والمعركة
فالجهاد والمعركة لها مقومات واسباب هي التي تحسمها للنصر او الهزيمة
فهنا لدينا سؤال للسائل وهو
هل كل من لبى نداء المرجعية وهو متواجد في ساحات الوغى هو يقاتل فعلا ( بمعنى يحمل سلاح)
ام هناك من ينقل المجاهدين ومن له دور في تأمين الرصد من العدو ومن له دور في الجهد الهندسي ومن له دور في الطبخ لاطعام المجاهدين ووو...
فمن المعلوم اصناف الجيش كثيرة
وليس كل من تواجد في الجبهة يقاتل
وانما يوجد من يهيء مقومات القتال او من لولاهم لكان القتال شبه الانتحار
وايضا يجب ان يكون لنا من التاريخ درس وعضة
خصوصا وان رموزنا ينحني لهم التاريخ اجلالا وتكريما
وعلى رأسهم مولانا امير المؤمنين-ع-
فقد جيش عمر بن الخطاب جيشا لمعركة القادسية مع الفرس واراد ان يكون هو على رأس ذلك الجيش
فعندما علم مولانا امير المؤمنين-ع- ذلك خرج لعمر ونصحه بعدم الخروج وبين له انك زعيم القوم وكبيرهم وعندما يعلم بوجودك الخصم سيستبسلون في قتالهم لانهم ان قتلوك سينكسر جيشك
فلو خرج احد ابناء المرجع او احفاده
فأما سيكون خروجه معلنا وسنقع في محذور استبسال الخصم علينا وسفك لدمائنا اكثر وذلك لان بقتلهم له
هو نصر لهم وشحذ همم وانكسار لنا
واذا كان غير معلن فيبقى الاشكال لدى السائل قائم
ايضا يوجد امر مهم جدا يرجى الالتفات له
وهو اننا يجب ان لا نسقط ارتكازاتنا او قناعاتنا او فهمنا المحدود لبعض الامور على الغير
وكيف اذا كان الغير هو المرجع الاعلى
فنظرة المرجع الاعلى تختلف عنا
فنحن قد نفرق بين ابنائنا وابناء الغير
ولكنه لا يفرق بين احد من ابناءه فكل من لبى نداءه هم في نظره ابناءه
فلا فرق بين محمد رضا او محمد باقر
او اولادهم وبين علوان او جعفر او محيسن او علي او اي مقاتل اخر
فهو ينظر لهم كما كان ينظر جده الحسين-ع- لمن كانوا يجاهدون بين يديه
فيحزن على جون ويأبنه كما يحزن على علي الأكبر ويأبنه
فكل الدماء عنده عزيزة وغالية وكلها يهتز العرش لسفكها الا لعنة الله على سافكيها
كما ان من الامور المهمة للقتال والمقاتل هو ان تكون معنويته عاليه
ومن الامور التي تربك المقاتل وتشغله عن القتال هو التفكير بمن تركهم من عياله وكيف سيكون حالهم بعده
وكما يعلم الجميع ان السيد المرجع يرعى من خلال قنواته الخاصة عوائل الكثير من المقاتلين وبالاخص عوائل الشهداء منهم وخير شاهد على ذلك مؤسسة (عين )فهي تتكفل بأمر من المرجع الاعلى بأيتام الشهداء
وايضا لا اود غبن حق الآخرين
الذين لهم دور في المشاركة في الجهاد
وهم لم يذهبوا للجهاد كالميسورين ممن يتبرعون من اموالهم للمجاهدين ومن يساهمو بمبلغ حتى وان كان قليلا
وكما بين ذلك السيد الصافي في خطبة الجمعة الماضية عندما اشار الى ان بعض الطلاب يقتطعون جزء من مصروفهم اليومي مع قلته لكي يعينوا اخوتهم المجاهدين على جهادهم
فليفهم السائل امراً
توجد رواية عندنا تقول (من جهز غازيا فقد غزى)
وليفهم ايضا ان السيد السيستاني ليس لديه ولدان فقط بل كلنا ابناءه
وكما نعلم ان أبانا ( السيستاني) رجل عادل والعادل لا يفرق بين ابناءه
|