• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قبول الحديث أو عدم قبوله .
                          • الكاتب : عامر ناصر .

قبول الحديث أو عدم قبوله

في محادثة لي مع أحد ألاخوة السنة وفي معرض حديثي ذكرت بعض ألأحاديث النبوية الشريفة والموجودة في أُمهات الكتب السنية ، فإعترض على قبول ألأحاديث بحجة أن ألأحاديث لا وثاقة بها ؟
بسم الله الرحمن الرحيم

1- قال سبحانه (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ ا الْحَكِيمُ (129) البقرة
وقد فسر المسلمون جميعهم كلمة الحكمة ب(السُنة ) والسُنة هي قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفعله وتقريره ، ولا يمكن أن يُستغنى عن السنة أو أن تُترك ، وقد جاء في الحديث عند أهل السنة ( .....كتاب الله وسنتي ) ، فمن السنة عرفنا كل تفصيلات التعاليم الإسلامية التي وردت في القرآن الكريم ، ومنها الصلاة وعدد ركعاتها والوضوء والصيام وغير ذلك .
* فعن التابعي أيّوب السختياني كان يقول: «إذا حدّثتَ الرجل بالسُنّة، فقال: دعنا من هذا وحدّثنا بالقرآن. فاعلم أنّه ضالّ مضلّ»!( الكفاية في علم الرواية) .
* وقال مكحول والاَوزاعي: «الكتاب أحوج إلى السُنّة، من السُنّة إلى الكتاب»جامع بيان العلم
* قَالَ (ص) يُوشِكُ أَحَدُكُمْ أَنْ يُكَذِّبَنِي وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدَّثُ بِحَدِيثِي فَيَقُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ .
وقال (ص) : أم حسب امرؤ منكم وقد شبع حتى بطن وهو متكئ على أريكته لا يظن الله عز وجل حرم شيئا إلا ما في القرآن ، ألا إني قد حدثت ووعظت بأشياء هي مثل القرآن أو أكثر
مسند احمد وألآحاد لابن أبي عاصم والمستدرك على الصحيحين والمعجم للطبراني وما يقرب من 150 مصدرا من أُمهات كتب الحديث السنية ؟؟؟!!!
* قال(ص) : « لا ألفين أحدكم متكيا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه ، فيقول : لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه »
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يا عمر ، لعل أحدكم متكئ على أريكته ثم يكذبني ، ما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله ، فإن وافقه ، فأنا قلته ، وإن لم يوافقه فلم أقله »ألابا نة الكبرى لابن بطة

أُنظر كيف أن النبي (ص) كان يعلم أن بطل هذا ألإتجاه هو عمر بن الخطاب ولذلك صرح بإسمه وبلّغه شخصياً ؟؟؟!!!
( وحاجة الأمة إلى السنة، لا تقل عن حاجتها إلى الكتاب؟ والكتاب كما قال الأوزاعي ومكحول: هو أحوج إلى السنة من السنة إلى الكتاب) ذلك أن في السنة ما يوضح متشابه القرآن ويبين مجمله، ويخصص عامه، ويقيد مطلقه، ويوقف أولي الألباب على كنهه، فبحفظها حفظه، وبضياعها ضياع لكثير من أحكامه)

والغريب أن أول من سن سنة الابتعاد عن السنة النبوية الشريفة هم الخلفاء الثلاثة ؟؟؟!!!
* (وقال صالح بن أبى الاخضر عن الزهرى عن أبى سلمة سمعت أبا هريرة يقول ما كنا نستطيع أن نقول قال رسول الله ص حتى قبض عمر ..... ثم يقول أبو هريرة أفكنت محدثكم بهذه الأحاديث وعمر حى أما والله إذا لأيقنت أن المحففة ستباشر ظهرى [ فان عمر كان يقول اشتغلوا بالقرآن كلام الله ]، ولهذا لما بعث أبا موسى إلى العراق قال له إنك تأتى قوما لهم فى مساجدهم دوى بالقرآن كدوى النحل فدعهم على ما هم عليه ولا تشغلهم بالأحاديث وأنا شريكك فى ذلك هذا معروف عن عمر ) البداية والنهاية لابن كثير
*قالت عائشة : جمع أبي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فكانت خمسمائة حديث فبات ليلة يتقلب كثيرا قالت : فغمني فقلت تتقلب لشكوى أو لشيء بلغك ؟ فلما أصبح قال : أي بنية هلمي الأحاديث التي عندك فجئته بها فدعا بنار فأحرقها كنز العمال

* أخبرنا سفيان بن عيينة عن بيان عن الشعبي قال: قال قرظة بن كعب الأنصاري أردنا الكوفة فشيعنا عمر إلى صرار فتوضأ فغسل مرتين وقال: تدرون لم شيعتكم؟ فقلنا: نعم، نحن أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل فلا تصدوهم بالأحاديث فتشغلوهم، جردوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، امضوا وأنا شريككم.الطبقات الكبرى لابن سعد ج6

* عَنْ قَرَظَةَ بْنِ كَعْبٍ قَالَ بَعَثَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى الْكُوفَةِ وَشَيَّعَنَا فَمَشَى مَعَنَا إِلَى مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ صِرَارٌ. فَقَالَ أَتَدْرُونَ لِمَ مَشَيْتُ مَعَكُمْ قَالَ قُلْنَا لِحَقِّ صُحْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَلِحَقِّ الأَنْصَارِ. قَالَ لَكِنِّى مَشَيْتُ مَعَكُمْ لِحَدِيثٍ أَرَدْتُ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ بِهِ فَأَرَدْتُ أَنْ تَحْفَظُوهُ لِمَمْشَاىَ مَعَكُمْ إِنَّكُمْ تَقْدُمُونَ عَلَى قَوْمٍ لِلْقُرْآنِ فِى صُدُورِهِمْ هَزِيزٌ كَهَزِيزِ الْمِرْجَلِ فَإِذَا رَأَوْكُمْ مَدُّوا إِلَيْكُمْ أَعْنَاقَهُمْ وَقَالُوا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ. فَأَقِلُّوا الرِّوَايَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَنَا شَرِيكُكُمْ. سنن ابن ماجة
* عن السائب بن يزيد قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي هريرة : لتتركن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أو لألحقنك بأرض دوس وقال لكعب : لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القردة كنز العمال

ثم هناك ناحية أخرى وهي محاولة منع النبي (ص) من الحديث من قبل المنافقين ؟؟؟!!!
* عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ عَزِيزًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً فَكَبَّرَ النَّاسُ وَضَجُّوا وَقَالَ كَلِمَةً خَفِيَّةً قُلْتُ لِأَبِي يَا أَبَتْ مَا قَالَ قَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ مسند احمد ( والكلمة الأخيرة سنعود اليها ان شاء الله لاحقا)
* فعن جابر بن سمرة قال. قال رسول الله (ص) \" يكون من بعدي اثنا عشر أميرا \" قال: ثم تكلم بشئ لم أفهمه. فسألت الذي يليني فقال: \" كلهم من قريش \"( رواه الترمذي وقال في تحفة الأحوازي وأخرجه الشيخان وأبو داوود وغيرهم (التحفة 474 / 6).
* حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « يَكُونُ اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا - فَقَالَ كَلِمَةً لَمْ أَسْمَعْهَا فَقَالَ أَبِى إِنَّهُ قَالَ - كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ »البخاري
أن عبارة (كلهم من قريش) ما هي إلا تبديل وتدليس في الحديث، فوضعت حتى تتشوه الدلالة الواضحة في وجوب إتباع أل البيت، لأن العبارة الصحيحة هي (كلهم من بني هاشم) ولكن يد الغدر والخيانة تتبعت فضائل أهل البيت فأخفت منها ما استطاعت وبدلت وغيرت وحرّفت ما يمكن تحريفه .
* عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: كنت مع أبي عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسمعته يقول: بعدي إثنا عشر خليفة ثم أخفى صوته فقلت لابي: ما الذي أخفى صوته ؟ قال: قال: كلهم من بني هاشم.ينابيع المودة للقندوزي الحنفي
أقول : وهذا وجه من أوجه المحاصرة على رسول الله (ص)
*عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: كنت مع أبي عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسمعته يقول: بعدي إثنا عشر خليفة ثم أخفى صوته فقلت لابي: ما الذي أخفى صوته ؟ قال: قال: كلهم من بني هاشم.( مسند أحمد 2: 162، سنن الدارمي 1: 125، سنن أبي داود 2: 176، فتح الباري 1: 185، المستدرك 1: 105 وغيرها من المصادر.)
( والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل ما قاله الرسول خفية كلهم من قريش حقا؟
وما هو مبرر إخفاء الرسول لهذه الكلمة..؟
وهل يجوز للرسول أن يخفي حكما عن المسلمين..؟
إننا أمام هذه الروايات بين أمرين:
إما أن يكون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد قال شيئا أخفاه الراوي وأبدله بكلمة كلهم من قريش.. وإما أن يكون قد قال كلهم من قريش وفي هذه الحالة ليس هناك مبرر لا خفائها لكونها لا تصطدم بالخط السائد..
ولو كان الرسول (ص) قد قال: كلهم من آل البيت لكان من الممكن أن يكون مبرر الاخفاء مقبولا لكون الإمام علي هو رأس آل البيت وإمامهم والقوم يسعون إلى عزلهم عن المسلمين. لكن أن يكون المقصود بالإخفاء قريش فهو الأمر الغير مقبول عقلا..
لقد أُخضع هذا النص للسياسة كما أُخضعت نصوص كثيرة على شاكلته وما يؤكد ذلك هو إضافة فقهاء القوم من شروح لهذا النص تهدف إلى تطويعه للخط الأموي )

•    و روى ابن عباس رضي الله عنه قال دخلت على عمر في أول خلافته...... ثم قال من أين جئت يا عبد الله قلت من المسجد قال كيف خلّفت ابن عمك فظننته يعنى عبد الله بن جعفر قلت خلفته يلعب مع أترابه قال لم أعن ذلك إنما عنيت عظيمكم أهل البيت قلت خلفته يمتح بالغرب على نخيلات من فلان و هو يقرأ القرآن قال يا عبد الله عليك دماء البُدن إن كتمتنيها هل بقي في نفسه شي ء من أمر الخلافة قلت نعم قال أ يزعم أن رسول الله ص نص عليه قلت نعم و أزيدك سألت أبي عما يدعيه فقال صدق،
•    فقال عمر: لقد كان من رسول الله ص في أمره ذرو من قول لا يثبت حجة و لا يقطع عذرا و لقد كان يربع في أمره وقتا ما ولقد أراد في مرضه أن يصرح باسمه فمنعت من ذلك إشفاقا و حيطة على الإسلام لا و رب هذه البنية لا تجتمع عليه قريش أبدا و لو وليها لانتقضت عليه العرب من أقطارها فعلم رسول الله ص أني علمت ما في نفسه فأمسك (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 12: 21.)
وهذا وجه آخر للحصار على رسول الله (ص)
فمرة :
1- منع لمن يكتب الحديث
2- التشويش على النبي (ص) أثناء الحديث
3- احراق الحديث المكتوب
4- منع الصحابة من ذكر أحاديث النبي (ص) وتهديدهم
5-منع النبي (ص) من قول مايريد قوله لئلا تضل الامة بعده وإتهامه بالهجر والهذيان ؟؟؟!!!
إذا أين آية (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5)النجم ؟؟؟

ولمعرفة صحة الحديث أو السنة هناك أئمة في الحديث عند الطرفين سنة وشيعة ألفوا مجلدات في معرفة صحة الحديث وسنده وكونه متواترا أو مشهورا أو صحيحا أو حسنا أو لا بأس به أو ضعيفا أو منكرا أو موضوعا وغير ذلك من مصطلحات الحديث عندهم ، وإعتمد علماء الشيعة حديثا عندهم عن النبي ألاكرم (ص) وهو ما قرَّره أئمة أهل البيت (عليهم السلام) رواية عن جدهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي قال: \"إذا جاءكم حديث عنّي فاعرضوه على كتاب الله، فما وافق كتاب الله فاعملوا به، وما خالف كتاب الله فاضربوا به عرض الجدار\"
أما أهل السنة فقد رفضوا هذا المبدأ واعتبروه من مبتدعات الشيعة الروافض ؟!
ثم إنه ليس من حق أحد إنصا فا وعدلا أن يُلزم طرفا من الأطراف بالعمل بمضمون حديث قد ورد في كتبهم وعلماء ذلك الطرف ينكرونه أو يُضعفونه ، بل يُلزَمون بما صح عند علماء الجرح والتعديل عندهم وما جاء في كتبهم المعتبرة لديهم
هذه نبذة مختصرة جدا عن الحديث




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=70359
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 11 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13