• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ما بين باريس وحي العامل .
                          • الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي .

ما بين باريس وحي العامل

 يوم الجمعة الفائت, حدثت مجزرة بشعة في باريس, قام بها إرهابيون, حيث كانت الحصيلة الأولية, لأعداد القتلى يصل إلى 120 شخص, مع جرح 250 شخصاً, بقيت باريس تعيش الرعب إلى الصباح, تعطلت الحياة, وانتشر رجال الأمن في كل مكان, وخرج الرئيس هولاند, يعزي الأمة الفرنسية بمصابها, ويعبر عن ما حدث بالرعب, توشح الفرنسيون جميعا بالحزن, وتكاتف الجميع ضد عدوهم ( الإرهاب), حتى قادة دول العالم أعربوا عن وقوفهم مع الفرنسيين.
كان العراق من السباقين في إصدار البيانات, الشاجبة للاعتداء الإرهابي, والداعمة للحكومة الفرنسية, في حربها ضد الإرهاب.
فكان بيان أول للرئيس دولتنا المختفي عن الأنظار "معصوم", وبيان ثاني لرجل الإصلاحات الخرافية "ألعبادي", وبيان ثالث لرئيس البرلمان الهمام "الجبوري", معربين عن أسفهم لعوائل الضحايا, وقد تنبه العراقيين لسرعة إصدار البيانات العراقية, لأنهم أصحاب واجب "كما يقال".
الغريب إن قبل ساعات قليلة من تفجيرات باريس, حدثت فاجعة كبرى في حي العامل, حيث جاء شخص إرهابي عفن, إلى مجلس عزاء, وهو مجهز بحزام ناسف, شديد الانفجار, فقام بتفجير نفسه القذرة, ليقتل 130 شخص, في مكان صغير, مع جرح عشرات المعُزين, جريمة بحجم حادثة باريس, وقد تكون اشد, لأننا نعيش هاهنا, فنرى ونسمع ما بعد الحدث, حيث مجالس العزاء, التي ستنتشر في أحياء بغداد, بكاء يتكرر كل حين, معلنا أنشودة الحزن العراقي.
تناسى الساسة موضوع حي العامل,  بل لم يكن على جدول اهتماماتهم اليومية, لأنه ببساطة, أصبح عند النخبة الحاكمة, أمر عادي جدا, فلا تهزهم مشاهد الضحايا, وفاجعة عوائلهم, ولا يهمهم بكاء الأيتام, ولا عويل الأرامل, ولا يجدونه مهما أن يزوروا عوائل الفاجعة, ولا إن يتابعوا جرحى الانفجار, ويطمئنوا على حالتهم الصحية, ففي قاموس الساسة لا قيمة للناس, والدليل تصرفهم.
ببساطة يمكن التعبير عن سلوك الساسة بأنه عين النفاق, يواسون الغريب الغني, ويهملون القريب الفقير!!
مع أن ما حصل في فرنسا, هو من صنع حكومتهم, التي دعمت التي دعمت الإرهاب في سوريا, منذ عام 2011, في سبيل إسقاط الأسد, وشاركت محور أمريكا وإسرائيل وتركيا ودول الخليج, في عملية تقديم كل التسهيلات للتنظيمات الإرهابية, فكان الآلاف من المقاتلين الأوربيين, يتقاطرون عبر تركيا, للمشاركة في ذبح الشعب السوري, وألان ارتد عليها الشر, فالإرهاب لا وفاء له ولا قيم, فهل تستحق حكومة فرنسا أن نتعاطف معها ونواسيها, أم أن المساكين من أهل حي العامل, هم الأولى بالمواساة؟
عالم غريب الذي نعيشه, نخبة حاكمة غارقة في الفساد, وفاشلة لأبعد الحدود في إدارة الدولة, وشعب يقتل يوميا, ولا يجد في النهاية, حتى كلمة مواساة من حكومته, التي نافقت وبكت كثيرا, على الضحايا الفرنسيين!


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/11/16 .

ٱسعد عبد الله عبد علي .
السلام عليكم .
وتلكم ٱعظم مصيبة .فلم إرى ٱشد من مصائب الساسة العراقيون .هولا على شعبهم .وتقصيرهم الكبير في شٱن مصائبه فلم . يستطيعوا لفت ٱنظار العالم الى مايعانيه العراقيون من خطر الارهاب .بدرجة توازي خطورة الارهاب .بل ٱنهم كثير ما كانوا يخطفون الاضواء لأٱنفسهم .ويعتموا على قضايا الوطن وشعبه ..حتى نسي الرٱي العام تماما ٱلآرهاب الذي يضرب شعب العراق .ولم يتعاطف بالقدر الكافي مع شعبه .التقصير الحكومي واضح وهو السبب الرئيسي وراء تغيب المشهد العراقي عالميا وٱقليميا .وعربيا .فكثير من العرب والمسلمين يعتقدون ٱن مايجري في العراق هو صراع طائفي .بين مذهبين .سببه هظم حقوق سنة العراق .وعلى ٱساسه بنيت قناعاتهم .لم يستطع الاعلام الحكومي والحزبي نقل صورة واضحة المعالم .عن حقيقة مايجري من ٱحداث فيه ولم يتواصل مع الفاعليات العربية لنقل الحقيقة بشكل مؤثر ..ثم الطامة الكبرى طبقة السياسين والتي ٱحدثت فوضى عارمة في إروقة السياسة العربية حيث حملت كل كتله هموم طائفتها الى المشهد السياسي العربي ومن زاوية طائفية بحتة مما إصاب القرار العربي بتلكٱواضح تجاه العراق وقضاياه ..والذي تابع سيل رسائل الشجب والاستنكار والتعاطف من المسؤولين العراقيون لظن ٱنهم ٱكثر من الفرنسيون فرنسية .ويذكرني ذلك عندما قتل الرئيس الاسرائيلي .فذهب بعض قادة العرب للتعزية فبكوا عليه بمرارة ٱكثر من الاسرائيليون ٱنفسهم .سبحان الله .هولاء ليسوا بقاده ٱصلاء لشعوبهم ؟



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=70204
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 11 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13