• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : سوط المرجعية وسيف البرلمان وتحدي المالكي .
                          • الكاتب : واثق الجابري .

سوط المرجعية وسيف البرلمان وتحدي المالكي

عُدَّ تأكيد مجلس الوزراء على إقالة نواب الرئيسين؛ رداً سريعاً على خطاب المرجعية في آخر جمعة، وعلى أثرها قام العبادي وسليم الجبوري بزيارة النجف، وذهب المالكي الى كربلاء، وكل منهم حمل في زيارته وخطابه رسالة تعبر عن موقفه.
يُجمعون على أنهم مع الإصلاحات ومع توجهات المرجعية، وللمرجعية رأي آخر من مواقفهم.
عندما نقول المرجعية نعني شعباً ومطالب جماهيرية، وتعبير عن معاناة وغصة وأمل مفقود؛ عل الكلام يجد له صدى عند الساسة، وقد تابعت بصورة مباشرة سوء تردي الواقع، وإنشغال الساسة في وادٍ لا يسمعون فيه أنين مواطن بمثابة ضحية تخبط سياسي، ولم تبخل بالنصح ورسم مسارات خدمة المواطن، وفي توجيهات لها عام 2006م، عند تسنم المالكي ولايته الأولى، أصدرت جملة من التوصيات، هي ذات المطالب التي يرددها المتظاهرون، وما كانت رد الحكومات؛ إلاّ التمادي والإرتماس في بحر الفساد المظلم، وإغراق البلاد بالفقر والفساد والإرهاب؟!
شخصت المرجعية منذ البداية خطورة الفساد، ودعت للتغير في آخر إنتخابات، بل وصفت القائمين بالوجوه الكالحة، وسبب النعرات الطائفية والفقر والإرهاب، ومن مجموعة قليلة تهيمن على مقاليد السلطة، وتفرض المحسوبيات والعوائل على حساب الكفاءة والإختصاص، وتابعت إهتمامها بالإصلاحات لدرجة موازتها بالجهاد الكفائي، وما يؤلم أنها لم تجد آذان صاغية من الحكومات السابقة، وطالبت بمحاسبة الفاسدين السابقين والحاليين، والضرب بيد من حديد، وأن لصبرها حدود، وتوالت التنبهات والإشارات؛ إلاّ أن قالت: الإصلاح لا يتم إلا بضرب الرؤوس الكبيرة.
أشارت أيضا الى وجود ممانعين للإصلاحات، وتسويف ومماطلة والتذرع بالدستور والمحاصصة، وفي كلامها تفويض للعبادي؛ بضرب الفاسدين بغض النظر عن مسمياتهم ومواقعهم، فرد الممانعين بسحب التفويض الذي منحه البرلمان للعبادي؛ بل تعداه الى التفكير بإسقاط الحكومة؟!
تحرك البرلمان وبعض القوى السياسية، على تكرار عبارة " وفق الدستور" لإجهاض الإصلاحات وذريعة لإلغاءها والعودة الى ما قبلها، وتنصل البرلمان من موافقته بالإجماع جملتها، فردت المرجعية على عدم إتخاذ الدستور وسيلة للإلتفاف، والبرلمان في موقف المتفرج، وبعضهم عارض بصورة غير مباشرة، ولم يقدم مقترح قانون إصلاحي؛ بل الأدهى لم يبادر بعضهم للتنازل عن الحمايات والنفاقات، وينتظر قرار الحكومة؛ ليبحث عن مخرج قانوني لتعطيله؟! لا بل لم يأخذ التقشف والضائقة المالية بنظر الاعتبار في حساباتهم؟!
إن ذهاب العبادي للنجف؛ لغرض الحصول على دعم المرجعية؛ لكنه لم يقابل المرجع الأعلى السيد السيستاني، ولقاءه مع المراجع الآخرين والسيد مقتدى؛ حصل على دعم لإصلاحاته، وتخفيف الضغط على التعثر، فيما إلتقى سليم الجبوري المرجعية، وسمع منها إيضاحات حول أهمية الإصلاحات وعدم عرقلتها، أما المالكي فقد كان متشبثاً بمنصبه، في وقت يقول أنه مع الإصلاحات، معتبراً قرارات رئيس الوزراء غير دستورية؟!
موقف المرجعية ثابت لا يتغيير من ضرورة الإصلاح وضرب الفساد، وقالها الشيخ بشير النجفي: يجب ضرب الفساد بسوط الإصلاح.
هل ذهب العبادي شاكياً من عرقلة الشركاء؛ أم مستفسراً عن الفرصة الطيبة التي عبرت عنها المرجعية، وعن جوهر لم يمسسه في إصلاحاته كما أشارت له؟! وهل يسعى رئيس البرلمان مع النواب لعدم إشهار سيوفهم بوجه الإصلاحات؟! وهل أن المالكي ما يزال يعيش حلم الولاية الثالثة، وتحدي المرجعية والحكومة؛ بإستغلال تراجع الضغط الشعبي؟! أم أن بين هذا وذاك وجود مفاصل مهمة تستطيع عرقلة أي إصلاح؛ مهما كانت أهميته؟!

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/11/11 .

السيد واثق الجابري
السلام عليكم
عندما نتحدث عن ٱلأصلاح .ومن نفس الشركاء في العملية السياسية .ٱن لانحسن الظن تماما بهم .لأٱن السياسة هي فن التلون والخداع .ولاننخدع بما يبث لنا من معلومات مصدرها الساسة ٱنفسهم .وندخل في لعبتهم .والتٱريخ كشف لنا نماذج كثيرة من تضليل السياسة للرٱي العام وخداعه .تردد على مسامعنا مفردات لغوية ٱشيعت في الوسط الاعلامي والاجتماعي مصدرها الساسة عن عقبات الاصلاح والفاسدين .لم يبذل صحفي وكاتب جهد لبيان حقيقة الاوضاع وما يجري فيها .كما يفعل الصحفين الامريكين مثلا الذين جدوا وٱجتهدوا على قضايا حتى وقفوا على حقائقها .فكانت تلك الجهود سبب في ٱزاحة اللثام عن كثير من الاسرار الغامضة التي حاولت الحكومات ٱخفائها بٱي صورة .وقدموا للعالم خدمة كبيرة رغم ٱن بعظهم مغمورين .ٱلأٱن المثقفين في العراق تقوقعوا في نفس القالب القديم الذي كانوا يضعون ٱنفسهم فيه وٱنجروا وراء الاكاذيب وبنوا عليها فكرهم وخرجت مقالاتهم متوافقة مع سير ٱتجاه الطبقة السياسية .ٱي ٱنها لسانها دون ٱن تشعر ولم تتخذ لها طريق مستقل تسير عليه دون تٱثير من ٱحد لتكون مرٱة للشعب وليس عون للتضليل وزيادة نسبة اللاوعي عند الناس ؟ والناس تٱخذ معلوماتها من تلك المصادر وتثق بها فتتٱثر القناعات والافكار بما يبث ويرسخ في الاذهان من معلومات لو رجعنا الى ٱصلها لوجدنا ٱن لٱٱساس لها من الصحة فيكون الصحفي والمثقف ناقل وناشر للاكاذيب .دون ٱن يشعر لأٱنه لم يكلف نفسه عناء البحث والتقصي الموضوعي عن الخبر وٱصله وحقيقته وهدفه .وكما هو الحال في مسٱلة الاصلاحات وجري الاعلامي وكاتب المقال على ٱي معلومة يلتقطها لكي يكتب عنها مقال دون ٱن يمحصها ويتٱكد من صحتها ومن بثها .فكثير من القناعات متٱثرة بالاعلام وهو الذي يحددها ويرسم لها طريق سيرها .فمثلا .قضية المرحوم الجلبي كان في حياته قد تعرض لتشويه الاعلام وٱنه هو الذي جاء بٱمريكا للعراق وبنيت قناعة الكثيرين على تلك الصفة .وعند وفاته تحول الى بطل وطني كبير ومنقذ من خلال ٱيضا ٱعلام سلط الضوء على ٱيجابيات عمله فقشع عن العيون بعض قذاها .وتغيرت الى نسبة كبيرة قناعات الكثيرين وسيٱتي الاعلام يوما ويقول بٱن السيد المالكي ليس كما يعتقد البعض فاسد ٱو فاشل .بل رجل قوي تٱمر على حكمه الكثيرين .وهو لم يسرق والدليل ليس لديه ٱملاك في الخارج والداخل والذي شوه سمعته هم الاحزاب التي ٱراد قبل السيد العبادي ٱصلاح العملية السياسية من خلال رفع ٱيدها عن ٱموال العراق فلم يرقها ذلك العمل ولو كتب النجاح لحكومة الاغلبية السياسية النجاح لتخلصنا من الفساد ونجحنا في ٱقامة دولة .فسينقلب المزاج وتتحسن صورة المالكي .فالاعلام لم يستقل عن تٱثير الطبقة السياسية وٱلأعيبها لدفعه للوقوع في فخ التبعية لها وٱن البعض ٱصبح يردد نفس كلامها .لاندعوا الاعلام ليدخل حلبة الصراع مع السلطات .لكن ٱن يكون مستقل في معلوماته وتحليلاته عن ٱي مؤثر .عند ذلك سيكون مصدر رعب حقيقي لكل المتلاعبين بالعقول والفاسدين الحقيقين ،



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=69954
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 11 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14