مع دخول الاحتلال عرف الناس تلك الشخصيات السياسية والتي تحكم العراق الان والتي تتبادل الحكم في مابينها وكأن العراقيين يشاهدون مجموعة من الممثيلن يتبادلون الادوار في ما بينهم وهذا التبادل في الادوار يكون من ضمن صلاحيات المخرج وهو المحتل الامريكي
فمن يكون البطل تتوجه له الانظار لكي يصفق له الجمهور ومع هذا التبادل في الادوار اوصل المشاهد العراقي الى مرحلة من السيطرة على عقله وجعله في زاوية ضيقة لايستطيع ان يخرج منها فتراه يفكر من الافضل فلان ام فلان لانه لايوجد على خشبة المسرح غير هولاء الابطال ومن ابطال المسرح والمشهد العراقي ومن ابرز شخصياته التي يقدمها المحتل الى الشعب العراقي هو اياد علاوي والذي كان له دور كبير في التدهور السياسي العراقي فكان احد الاقطاب المهمة والتي يعول عليها المحتل لجعله ركيزة مهمة لتمرير اكبر مخطط امريكي في العراق على اعتبار ان علاوي يمتلك مؤهلات لاتوجد عند غيره فانه بامكانه ان يخدع فئة كبيرة من الشعب العراقي فهو البعثي وهو ايضا من وقف بوجه البعث وهو السني والذي بامكانه ان يحرك اكبر قاعدة جماهيرية سنية وبامكانه ان يقيم علاقات جيدة مع سوريا والسعودية واليمن وكثير من دول الخليج وفي نفس الوقت هو الشيعي والذي بامكانه ان يعطي ولاءه للمرجعية وان يكون في اي لحظه صديقا لايران ولاي تيار اسلامي شيعي وكذلك هو الاسلامي وهو العلماني وهو الشيوعي وهو الماركسي وغيرها من الخصائص ولامتيازات التي يمتلكها اياد علاوي
وهذا التلون الذي يملكه علاوي جعله ان يكون ورقة رابحة بيد المحتل الامريكي يحركه كيف يشاء لانه يتلائم مع كل مخطط امريكي ومع هذه الامتيازات التي يملكها علاوي وهذه الصداقه الحميمة لامريكا وهذه الامكانيات التي يمتلكها لم يقدم اياد علاوي للشعب العرقي شيء يمكن للتاريخ العراقي ان يخلده غير توزيع العيديه للمتقاعدين من خزينة الدولة لخداع شريحه مهمة في المجتمع العراقي وشريحة غالبا يكون مقياسها هو من يعطيها يدا العون
فكان بالفعل اياد علاوي الممثل البارع الذي كان دوره ان يشغل الشعب العراقي ويبعده عن مطلبه واهدافه الرئيسية في الاستقلال والنهوض بالبلد وان يكون من البلدان المتقدمة والتي لها استقلاليتها وحريتها فكان اداة للصراع وخلق التنافس على السلطة وادخال الشعب العراقي في دوامة التعصب للاشخاص والرموز دون التفيكير بما يخدمه ويضره
فكان وجود علاوي مربكا للوضع السياسي وفوق هذا كان علاوي حاضنا للارهاب وخير دليل هو مجزرة عروس الدجيل والله اعلم كم هي الجرائم التي كان ينظمها ويقودها علاوي فان علاوي هذا الشخص الذي كان متسكعا في الدول العربيه والاوربية من اجل ارضاء نزواته ورغباته لايمكن ان يفكر يوم ان يخدم العراق لانه بعيد كل البعد عن العراق
فان انتقال علاوي من احضان البعث الى احضان الغرب والاستعمار ومنذ اربعين عام هو في احضان الغرب ماذا نتوقع منه غير الدمار والدمار ولن يقدم يوما شيء للشعب العراقي
|