• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هم القدوة .
                          • الكاتب : علي البحراني .

هم القدوة

في مجتمع كمجتمعاتنا يشكل طلبة العلوم الدينية بكل فئاتهم الخطباء منهم والعلماء ركيزة يتكيء على سلوكها بقية المجتمع ويتخذها قدوة 
ويقال في علم الاجتماع 
ان المجتمع المتحضر هو ذو الخلفية الدينية المتحضرة 
والمجتمع المتخلف هو ذو الخلفية الدينية المتخلفة 
فالسلوك المجتمعي كلما كان ذا قيم ومباديء متقدمة كانت قدوته المشعل الذي ينير له درب الرقي 
في الحين الذي نجد مجتمعاتنا تنغمس في الممارسات الخاطئة الجمه وما نحن الا كنتونا من كنتونات التخلف الجمعي 
فحين لا منتظم مروريا فذلك لان الخلفية الدينية بكل عناصرها لم تهتم بذلك فتجدنا متخلفين نظاميا وفي الطرقات والاشارات كما نحن في التعامل مع البيئة والطفل والمرأة والحيوان فتلك تشكل مفاصل ثقافتنا ومدارك سلوكنا التي أهملها القدوة فصارت مقياس لما نحن فيه من اعوجاج في القيم فلا تعامل مع للطفل او المرأة ولا حماية للحيوان والبيئة في اخلاقنا فالقدوة ليس مهتم بهذه المفاهيم الحضارية والتي يقاس تقدم المجتمعات من خلالها 
ويتجلى ذلك في غياب القدوة فيما نراه في الافراح والأتراح حين يتخطى المتدين بزيه الورع وسمات التقوى كل طوابير الناس وانتظارهم ليكون له السبق في المقدمة على الناس المصطفين في منظر يضج بالفوقية والتمييز الطبقي وفي قدوة بشعة فجة لبقية الناس انه لا يحترم النظام ولا الطابور مما أعطى الفرصة سانحة لأصحاب الوجاهة والثراء الاقتداء بهم فما يكون مشرعا دينيا ومن متدينين لا بأس به لغيرهم  
كذلك القدوة في عدم السلام على الحضور والتصدر في قلب المجلس ليتهافت الناس للسلام عليه كما عودهم وكما زرع فيهم من توقير العلماء وتقديرهم في جلب مصلحته فكيف يدعوا بذلك لنفسه وهو التقي الزاهد الورع 
يتزاحمون للجلوس بجوار بعضهم البعض في الصدارة لحسابات بينهم يدعون العامة لتجنب هذا السلوك تواضعا في الحين الذي يفعلون عكس ما يقولون حينها فإن بقية الناس يدخلون في تناقض نفسي وسلوكي بين ما يسمعون من قيم ومبادئ وما يشاهدون من نقيضها سلوكا وعملا كما في الانحناء لتقبيل اياديهم ورؤوسهم وحتى أقدامهم دون ردع منهم ولا تطبيق لما يجب أن يكونوا عليه من اقتداء للآخرين . 
هكذا نصنع التخلف من القدوة فحين نرى المثال الأعلى لنا يمارس السلوك الخاطيء نسلكه نحن على أنه الصواب لان قناعتنا رسخت أن ما يفعله ذاك المتدين هو الصواب 
هكذا تبنى كل قواعد المجتمع على باطل 
وما بني على باطل فهو باطل 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=69261
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13