• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أسرائيل ...تعلن البراءة .
                          • الكاتب : صبيح الكعبي .

أسرائيل ...تعلن البراءة

 التدخل الروسي المباشر في سوريا  بعد خمسة اعوام من القتال  اسهم بالحاق  ضربات موجعة للنصرة والقاعدة من قبل طيرانه , غيّر أتجاهات ستراتيجية  في المستقبل السياسي السوري واعادة الحسابات من قبل  الجهات الداعمه  لهذه التنظيمات , في سابقة غير معهوده تل أبيب  تعلن ان تنظيمي القاعده وداعش ارهابيان وكذلك منع وفد من النصرة دخول اسرائيل كان من المفترض أن يعقد مؤتمر لم يسبق له مثيل في القدس المحتلة نظمه «مركز القدس للشؤون العامة والسياسية»، وهو معهد مراقب من رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الأمن يعلون  ويشارك فيه عدد من قادة المعارضة السورية تحت ذريعة عدم رغبتها باثارة غضب الرئيس الروسي بوتين , بعد  خمس سنوات الحرب في سوريا وأكثر من عامين على التعايش والتنسيق الأمني المباشر مع «النصرة» ,على الحدود حيث ينتشر عناصرها ويسيطرون ميدانياً إلى جانب القوات الإسرائيلية يأتي هذا الاعلان , السؤال لا يرتبط بأصل الإعلان ومضمونه بل في أسبابه وتوقيته ,  المقاربة الموضوعية للقرار الإسرائيلي الجديد لا يستقيم إلا من خلال استحضار المستجدات والظروف الجديدة في الساحة السورية  . هذا القرار إلى جانب قرارات إسرائيلية أخرى ينتظر أن تصدر تباعاً، تنطلق من تركيز إسرائيلي على :-
 01 الحرص على عدم التصادم أساساً مع روسيا.
 02محاولة البحث ثانياً عن «قواعد مشتركة» يؤسس عليها للآتي مع أو من دون طلب روسي .
هذه هي جزء من سياسة إسرائيلية ترتكز على إدراك تل أبيب أنه في ظل الانكفاء الغربي والأميركي، باتت غير قادرة بإمكاناتها الذاتية على الوقوف في وجه محور المقاومة التي تصطف موسكو الى جانبه في سوريا , و غير قادرة على الانفراد بقرارات تصادمية ضد روسيا حتى وإن كانت مقتصرة على المواقف السياسية ، وهو ما حرص عليه منذ بدء التدخل الروسي في سوريا  كشف مايلي :-0
01 مستوى الضعف الذي باتت عليه 
02محدودية خياراتها. 
القرار الأسرائيلي لا يستند الى الواقع بل يبتعد عنه بشكل كامل . إذ ورد فيه أنه صدر بعد «تزايد أنشطة هذه التنظيمات خلال الأعوام الأخيرة، ومحاولاتها الاعتداء على إسرائيل عبر الحدود، وعبر العمل داخل أراضيها»، نعرف أن أيّ إجراء أو «اعتداء» أو «محاولة اعتداء»، لم يصدر عن «داعش» و«النصرة» ضد إسرائيل طوال السنوات الماضية، بل حظيت «النصرة» بإطراء من تل أبيب ومن الجيش الإسرائيلي تحديدا، وبتعبير عن رضى حيال أدائها على الحدود وامتناعها عن إطلاق «حتى طلقة واحدة» كما أكد الضباط الإسرائيليون في أكثر من مناسبة , وزير الأمن موشيه يعلون وصف في وقت سابق «النصرة» بأنها التنظيم الأكثر اعتدالاً من بين الجماعات التابعة لتنظيم «القاعدة»، في موازاة حرص إسرائيلي على فتح المستشفيات لتقديم العلاج الطبي لجرحاها، الأمر الذي لا تنكره تل أبيب. و كلام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لافتاً أيضاًإذ قال أمس في مستهل جلسة الحكومة «إننا نحارب تنظيم داعش وجبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية الأخرى باستمرار»، علماً بأن إسرائيل لامن قريب أو بعيد نفذت خلال السنوات الماضية أي عمل أو إجراء أو نشاط عسكري ضد التنظيمين ، في مقابل توجيه ضربات جوية وبرية ضد الجيش السوري وضد حلفائه  ,  نجزم لن يتغيّر الكثير في مستوى «التنسيق والتعايش» على طول الحدود في الجولان، فالقرار هو التفاتة «علاقات عامة» تجاه روسيا، من غير الضرورة في هذه المرحلة اتباعه بأنشطة أو إجراءات عملية ضد «النصرة» ومثيلاتها , , العلاقات في العالم تحكمه المصالح وتحركه الايديولوجيات المتاحه التي تعتمدها في سياستها الخارجية , روسيا قضمت باسنان من حديد على الواقع المتردي في المنطقة بعد ادراكها ضعف التحالف الدولي الذي تقوده امريكا منذ زمن , واثقة بأن دورها قد حان في رسم قطب آخر يحكم العالم وهي فرصة سانحة لايمكن لها إلاان تستثمرها للمستقبل الروسي .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=69247
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12