أُخاطبُ الأحزابَ مُعاتباً أينَ الوِفاقا
وللناظري رأيٌ فيما يرى من إنشقاقا
وإني أرى في وطني العراق قوماً
يخيطون لنا الغدرَ والفُرقةَ الشقاقا
يعدمونَ صرخاتٍ للحبِ والإِخاء
بين سومرَ وبابلَ وآشورَ ترعرعا وعاشا
سرقوا منا مفاتيحَ الوحدةِ وأتْلفوها
ورموا برشّاشِ المؤامراتِ الوِفاقا
من أين جاءَ المتحزبين وكيف جاؤوا؟
مُتوَشّحين السفالة فخترقونا اختراقا
جاؤونا خلستاً في ضياع اهل البيت
دخلوا مرابع أرضنا وبنوا عليه الخرابا
يامن كَذَبّتُم وسرقتُم وتاجرتُم بدمائنا
ثم فتحتم علينا فتنةً هوجاء تحتاجُ إنغلاقا
خنتم أماناتكم بعد أن بعتم ظمائركم
لِدُنيا فانيةٍ وآخِرةٍ تحتَرِقُ إحتراقا
وعدتمونا بأن تحرسوا لنا هذا الوطنَ
كي يرتقي بنا رُقياً ويزدادُ انطِلاقا
وعدتمونا وعاهدتمونا وأبكيتمونا فرحاً
وعجباً طعنتم أظهُرنا بالاختلاسِ إختلاسا
ما بالُكم تستهينون بمجدٍ عراقيٍ غيورٍ
صاغهُ لنا الرحمنُ وأكمله فينا عِزاً وأمجادا
ما بالُكم تتناسون أنّ العراق تأريخ ما ناخ
يوماً لصعلوكٍ ولا لأي العهودي تناسا
هذا عِراق الشموخ يولدُ حين يموتُ
وحين ينكسرُ، ينحني ليُقبلَ الزرعَ والتُرابا
يامن أتلفتم العهودَ بالوقاحةِ جهراً
وجعلتم حكمكم علينا ذريعةً لا انتدابا
يامن تزوجتم الطائفيات دون العراقيات
وجعلتم شعار التحزبِ لها مهراً وصداقا
يامن جعلتم السجون تبكي دموعاً
وجروحَ المغتصَباتِ الحاملات دماءا
وصِغارُ الاطفالِ يبكون آباءهم
على الهوية يشنقون حد المماتا
من كل بيتٍ قتيلٌ، وعلى الارصفةِ
قلوب الأُمهاتِ تبكي الفُراقا
إن الحلمَ على الحمقى قاتلٌ للروح
وان الصبر على الهوانِ مذلةٌ وإجحافا
أوما كفانا مانلاقي منكم الهوانا
سقتم المصائب نحو الوطنِ وساقا
فإن الحلمَ على الحمقى قاتلٌ للروح
وان الصبر على الهوانِ مذلةٌ وإجحافا
فكم قاتلٍ في وطني يشربُ ويأكُلُ الزادا
وكم من وقحٍ يلهوا وجارهُ يبيتُ عُريانا
وكم من جاحدٍ حقيرٍ يبيعُ الضمائرَ
بخسةٍ ويشتري لأطفالِهِ الحِرمانا
شتانَ شتان بين النجومِ والثُريا
وبين المغيراتِ والمجتمعاتِ عِناقا
وشتانَ بين الراكبينَ ظهور البغايا
والممتطين الى العُلا الخيلَ العِتاقا |