• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : نشاطات .
                    • الموضوع : بيان هام للمجمع العالمی لاهل البيت عليهم السلام بمناسبة حلول شهر محرم الحرام 1437ه ق .

بيان هام للمجمع العالمی لاهل البيت عليهم السلام بمناسبة حلول شهر محرم الحرام 1437ه ق


بسم الله الرحمن الرحيم

قال رسول الله (ص):«انّ لقتل الحُسين (ع) حرارةً في قلوب المؤمنين لا تبرُدُ أبداً». (مستدرک الوسائل، ج10، ص 318)

سلام على شهر محرم الحرام الذي صدح فيه صوت المظلومين في مواجهة الظالمين, شهر الغيرة والغربة, شهر الحماسة والشهامة والشهادة, شهر انتصار الدم على السيف... حيث تمتلأ الجدران فيه بشعار "هيهات منّا الذلة" وسلام على الحسين بن علي عليهما السلام - سبط خاتم الانبياء محمد صلى الله عليه وآله – الذي قدّم دمه في سبيل الله قربانا كي ينجي العباد من الحيرة والضلالة والجهل...

ويطلّ علينا مرّة اُخرى شهر محرم الحرام ليبقي أتباع المدرسة الحسينية راية الاسلام المحمدي الاصيل خفاقة، وذلك من خلال اقامة مجالس العزاء الحسيني، ولينشروا نفحات الثقافة العاشورائية في العالم الاسلامي. فقد كان قائد الثورة الاسلامية الامام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) يؤكد على أهمية شهر محرم وعظمته فيقول:" إنّ الاسلام الذي ترونه الآن حيث نعيش في رحابه ما كان ليستمر ويبقى إلّا ببركة سيد الشهداء عليه السلام... فقد قام سيد الشهداء عليه السلام بإحياء الاسلام وانقاذه... وأنّ مجالس العزاء تعقد لحفظ مدرسة سيد الشهداء.. الآن وبعد ألف وأربعمائة عام فانّ هذه المنابر والمجالس واستذكار المصائب التي حلت بسيد الشهداء وهذا البكاء واللطم على الصدور كل ذلك كان السبب في ثباتنا وبقاءنا...".

وكذلك بالنسبة لتأسيس وتجذير مثل هذه الثقافة أشار ولي أمر المسلمين في العالم آية الله العظمى السيد الخامنئي ـ مدّ ظله العالي ـ قائلا: " إذا أحيت الأمة الاسلامية ذكرى الحسين عليه السلام وثورته وجعلته في مقام القدوة والأسوة لها، فانّها سوف تتجاوز كل العوائق والمشاكل التي تواجهها".

والعالم الاسلامي يعيش اليوم أجواء الحزن والأسى لدماء الحجاج التي اريقت في منى ظلما وعدوانا على يد حكام آل سعود الخونة، ويواجه أتباع أهل البيت عليهم السلام ومحبيهم في الوقت الذي يعدّون أنفسهم لأيام العزاء في شهر محرم، هجمة شرسة في اليمن والبحرين وسوريا والباكستان والعراق من قبل الارهابيين عملاء أميركا المجرمة والانجليز الخبثاء لتتكرّر مع تلك الجرائم فاجعة كربلاء.

ومن جانب أخر فأنّ الجرائم والهجمات التي يمارسها الكيان الصهيوني في بيت المقدس بدأت واستمرت أمام صمت بعض الدول ومنها أميركا وانجلترا؛ بل أنّها وقفت الى جانب نظام الاحتلال الغاصب واستنكرت رد المقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني، ولم تصدر الدول المستقلة وبعض الدول التي تتشدق بالديمقراطية والدفاع عن الحريات إلّا بيانات استنكار ضعيفة و خجولة.

وللأسف فانّ الجلسة الطارئة لمجلس الأمن التي انعقدت لبحث هذه الهجمات انتهت دون ان تسفر عن أيّ نتيجة كما هو المتوقع منها ولم نشهد أي امر جديد لها. وكأن مصير هؤلاء المظلومين في العالم يرتبط بواقعة كربلاء و الإمام الحسين عليه السلام.

وأنّ الدول الرجعية العربية – والتي سقطت في أحضان الدول الغربية الاستكبارية والتجأت إليها خوفاً من الثورات الشعبية – هي كذلك قد التزمت الصمت القاتل كعادتها تجاه هذه الجرائم او أبدت بعض الاجراءات الاستعراضية غير المجدية في مقابل الجرائم التي يرتكبها آل سعود واليهود، فسطّرت بذلك صفحة عار أخرى في سجلّهاالمخزي.

 إنّ المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام في مواجهته لمثل هذه الحوادث باعتباره مؤسسة عالمية لها مرجعيتها الفكرية والثقافية بين الملايين من مسلمي العالم، يقدم توصياته لأعضاءه وكل المرتبطين به من المبلغين والممثليات بالالتافات الی النقاط التالية:

1. مع استنكاره للجرائم التي يرتكبها النظام الصهيوني وشجبه للهجمة التي يشنها على الشعب الأعزل في المسجد الاقصى، يدعو المجمع كل المسلمين بل وكل الأحرار وطلاب الحق لاتخاذ جميع الاجراءات والسبل الممكنة لمواجهة تلك الفجائع والجرائم، والمطالبة بالكفّ عن تلك الاجراءات الاجرامية, ومن تلك السبل ما يلي:

الف) التجمع امام سفارات أميركا المجرمة وادانة دعمها للكيان الصهيوني وحكام المملكة العربية السعودية ومطالبة أميركا والدول الغربية بردع هذه الأنظمة عن غيها.

ب) اتخاذ موقف جريء من خلال إصدار البيانات  واقامة التظاهرات والاعتصامات والتجمعات العامة ضد الدول والحكام التي شاركت خائن الحرمين بالتجاوز والاعتداء على الشعوب المظلومة في البحرين واليمن وسوريا مما أدى ذلك الى تقوية النظام الصهيوني وتضعيف محور المقاومة في المنطقة.

ج) عقد الملتقيات والاجتماعات لتوثيق وفضح تلك الجرائم بحضور العلماء والمفكرين المسلمين وغير المسلمين، وكذلك إقامة معارض الصور التي توثق جرائم النظام الصهيوني والسعودي، وذلك لتبيين جبهة المقاومة في مقابل جبهة الاستسلام والخنوع وتنوير وتوعية الرأي العام وكسر استئثار الصهاينة والوهابية بوسائل الاعلام.

2. دعوة جميع المفكرين والعلماء في العالم الاسلامي للسعي الى تقوية أواصر الوحدة بين المسلمين وخصوصا في هذه الظروف الخطيرة التي نمر بها ومن خلال الاستفادة من أيام شهر محرم الحرام لتوعية الناس حول نهضة الامام الحسين عليه السلام وحثّهم على الاقتداء والتأسي بثورة كربلاء ومواجهة الظلم ومقاتلة طغاة الزمان من أشباه يزيد الطاغية ومواجهة جاهلية العصر.

3. نطالب وباصرار المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الانسان أن تعمل بواجبها القانوني والحقوقي واستنكار الجرائم العدائية الموجهة ضد الانسانية للتيارات التكفيرية والارهابية، واتخاذ الاجراءات العملية للحيلولة دون استمرار تلك الجرائم والدفاع عن الشعوب المظلومة في اليمن والبحرين والعراق وسوريا وفلسطين.

4. نرجو من منظمة التعاون الاسلامي أن تعقد اجتماعاً طارئاً ليعمل على اتخاذ اجراءات عاجلة وعملية وبكل ما تمتلك من امكانات للدفاع عن الشعوب المظلومة في اليمن والبحرين والعراق وسوريا وفلسطين، وقيام الدول الأعضاء بتفعيل حركتها الدبلوماسية في هذا الاطار ضمن المحافل الدولية مثل منظمة الأممم المتحدة، وجامعة الدول العربية، وحركة عدم الانحياز، واتحاد علماء المسلمين.

وأخيراً ندعو الشعب المظلوم في اليمن والبحرين والعراق وسوريا وفلسطين للصمود والمقاومة ضد الاحتلال والظلم، ونسأل الله تعالى أن ينصرهم كما وعد المؤمنين في كتابه العزيز: «إنّ الله يدافع عن الذين آمنوا»؛ كنصره إياهم في حرب 33 يوماً وحرب 22 يوماً وتحقق النصر الالهي قبل ذلك بانتصار الثورة الاسلامية في ايران.

وفي آخر المطاف يقدم المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام تعازيه في أيام الحزن والغم هذه لكل المؤمنين من أتباع أهل بيت العصمة والطهارة ومحبي وعشاق الفكر الحسيني الأصيل ويطلب منهم أن يتخذوا أكثر من ذي قبل مدرسة الشهادة ونهضة الامام الحسين عليه السلام مثالا لهم ونبراسا لواقعهم الحالي ومستقبلهم وفي عصر ظهور بقية الله الأعظم الامام الحجّة عجّل الله تعالى فرجه الشريف.

إنّ المجمع العالمي لاهل البيت عليهم السلام يدعو خطباء المنبر الحسيني الوعّاظ وقرّاء المراثي الحسينية الى حفظ شأن مجالس عزاء سيد الشهداء وذكر فضائل ومناقب ابي عبد الله الحسين عليه السلام وبيان فلسفة نهضته وثورته من خلال الرجوع الى المصادر الاصلية والموثوقة والابتعاد عن البدع والخرافات والأمور غير الموثقة في تلك المصادر وذلك للاستفادة من فرصة عاشوراء والارتقاء بالجانب الفكري والمعنوي للمجتمع الاسلامي.

«السلام علی الحسين و علی علي بن الحسين وعلی أولاد الحسين وعلی أصحاب الحسين جميعاً ورحمة الله و برکاته»

المجمع العالمي لاهل البيت عليهم السلام      1 محرم الحرام 1437– 15/10/2015




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=68661
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15