• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : يوم المباهلة .. العظيم المنسي !! .
                          • الكاتب : غفار عفراوي .

يوم المباهلة .. العظيم المنسي !!

بسم الله الرحمن الرحيم : ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) سورة آل عمران: 61..
تمر علي الأمة الإسلامية في يوم 24 من ذي الحجة كل عام ذكرى يوم المباهلة العظيم الذي باهل فيه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله نصارى نجران حينما طلبوا منه المباهلة. فخرج صلى الله عليه و آله ومعه أكرم وأعز الناس عنده وهم علي وفاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام ولم يختر غيرهم من الصحابة والقادة والأقرباء .
وأتصور أنّ هذا اليوم مساوٍ في الأهمية والعظمة ليوم الغدير الكبير إن لم يكن أكبر أهمية بدلالة شمول الآية الكريمة للخمسة أصحاب الكساء عليهم الصلاة والسلام. كما انها كانت مع أعداء الإسلام وليست بين المسلمين أنفسهم كما في الغدير. إضافة الى انها مذكورة في كتب العامة وصحاح المسلمين والروايات المعتبرة ولا يمكن القدح فيها أو تأويلها كما حدث في تأويل حديث الغدير من أن عبارة ( ولي ) تعني الحبيب أو القريب !!
ولكن للأسف الشديد نرى أن المجتمع الشيعي والاسلامي بالعموم نسي وتغافل وأهمل هذه المناسبة ولا نرى ولا نسمع بأية إحتفالات أو مظاهر فرح وذكريات لهذه المناسبة العظيمة الكبيرة في الدنيا والاخرة. 
والقصة كما في الروايات تقول أنّ  النبي صلَّى الله عليه و آله كتب كتابا إلى " أبي حارثة " أسقف نَجران دعا فيه أهالي نَجران إلى الإسلام ، فتشاور أبو حارثة مع جماعة من قومه فآل الأمر إلى إرسال وفد مؤلف من ستين رجلا من كبار نجران و علمائهم لمقابلة الرسول صلَّى الله عليه وآله  و الاحتجاج أو التفاوض معه ، و ما أن وصل الوفد إلى المدينة حتى جرى بين النبي و بينهم نقاش وحوار طويل لم يؤد إلى نتيجة ، عندها أقترح عليهم النبي المباهلة ـ بأمر من الله ـ فقبلوا ذلك و حددوا لذلك يوما ، و هو اليوم الرابع و العشرين من شهر ذي الحجة سنة : 10 هجرية .
لكن في اليوم الموعود عندما شاهد وفد نجران أن النبي  صلَّى الله عليه و آله قد إصطحب أعز الخلق إليه و هم علي بن أبي طالب و ابنته فاطمة و الحسن و الحسين ، و قد جثا الرسول  صلَّى الله عليه وآله  على ركبتيه استعداداً للمباهلة ، انبهر الوفد بمعنويات الرسول و أهل بيته و بما حباهم الله تعالى من جلاله و عظمته ، فأبى التباهل و قالوا : حتى نرجع و ننظر ، فلما خلا بعضهم إلى بعض قالوا للعاقِب و كان ذا رأيهم : يا عبد المسيح ما ترى ؟ قال والله لقد عرفتم أن محمداً نبي مرسل و لقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم ، والله ما باهَل قومٌ نبيًّا قط فعاش كبيرهم و لا نبت صغيرهم ، فإن أبيتم إلا إلف دينكم فوادعوا الرجل و انصرفوا إلى بلادكم ، و ذلك بعد أن غدا النبي آخذاً بيد علي و الحسن و الحسين  عليهم السَّلام  بين يديه ، و فاطمة  عليها السَّلام خلفه ، و خرج النصارى يقدمهم أسقفهم أبو حارثة ، فقال الأسقف : إني لأرى و جوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا لأزاله بها ، فلا تباهلوا ، فلا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة ، فقالوا : يا أبا القاسم إنا لا نُباهِلَك و لكن نصالحك ، فصالحهم رسول الله  صلَّى الله عليه و آله  على أن يؤدوا إليه في كل عام ألفي حُلّة ، ألف في صفر و ألف في رجب ، و على عارية ثلاثين درعا و عارية ثلاثين فرسا و ثلاثين رمحا .
و قال النبي  صلَّى الله عليه و آله  : " و الذي نفسي بيده إن الهلاك قد تدلّى على أهل نجران ، و لو لاعنوا لمسخوا قردة و خنازير و لأضطرم عليهم الوادي نارا ، و لما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا ".
واجمعت الروايات والاحاديث وكتب التفسير على أن هذه الآية نزلت في خمسة هم . النبي الأكرم محمد رسول الله صلَّى الله عليه و آله. الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و السيدة فاطمة الزهراء  والإمام الحسن بن علي بن أبي طالب  والإمام الحسين بن علي بن أبي طالب  عليهم السَّلام اجمعين
ففي صحيح مسلم : و لما نزلت هذه الآية : { ... فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ... } دعا رسول الله  صلَّى الله عليه و آله  عليا و فاطمة و حسنا و حسينا فقال : " اللهم هؤلاء أهلي " .
و في صحيح الترمذي : عن سعد بن أبي وقَّاص قال : لما أنزل الله هذه الآية : { ... نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ... } دعا رسول الله صلَّى الله عليه و آله  عليا و فاطمة و حسنا و حسينا ، فقال : " اللهم هؤلاء أهلي ".
و في مسند أحمد بن حنبل : مثله.
و في تفسير الكشاف : قال في تفسير قوله تعالى : { ... فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ ... } ، فأتى رسول الله  صلَّى الله عليه و آله  و قد غدا محتضنا الحسين ، آخذا بيد الحسن ، و فاطمة تمشي خلفه و علي خلفها ، و هو يقول :
" إذا أنا دعوت فأَمّنوا " فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى لأرى و جوها لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا و لا يبقى على وجه الأرض نصارى إلى يوم القيامة ... " .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=68406
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13