• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بين زيارتين؟! .
                          • الكاتب : علاء كرم الله .

بين زيارتين؟!

لازالت تداعيات موت الحجيج هذا العام في مكة تشكل لغزا محيرا! فهي أضافة  لأستحواذها على أهتمام  كبير لدى أوساط المسلمين عامة، فانها أيضا لازالت تحتل عناوين بارزة  في وسائل الأعلام المحلية والعربية والعالمية!
رغم محاولات الحكومة السعودية التغطية على الحادث وعدم أظهار صور الحجاج الميتين بسبب الحادث، ولفت أنتباه العالم الى أمور أخرى كأن تركز على الخدمات الأنسانية والأسعافات الطبية السريعة التي قدمتها الحكومة السعودية أثناء وقوع الحادث 
 فتجري لقاء مع هذا الطبيب وذاك المسعف، ثم تجري لقاء مع حجاج آخرين لم يكونوا أصلا في مكان الحدث!! ليتحدثوا عن الجهد الذي تبذله الحكومة السعودية وما تقدمه من خدمات كبيرة من اجل راحة ضيوف الرحمن.
ولكن مع كل ذلك لم تستطع احكام تغطيتها على الحادث!، حيث تسربت الكثير من الصور من نفس مكان الحادث تثير الرعب والخوف والهلع! عن اكداس من البشرميتين، وكأنهم تعرضوا لضربة كيمياوية أو أستنشقوا غازا ساما!!، فلا يعقل أن يموت ناس بهذا العدد بسبب تدافع؟؟!.
 لاسيما وان الكثير من وسائل الأعلام والصحف والفضائيات ذكرت بأن عدد الحجاج الذين توفوا في الحادث يصل قرابة (4000) حاج!!، على عكس ما تعلنه الحكومة السعودية من ان العدد هو بحدود (800)!.
أن رواية موت الحجاج التي أعلنتها الحكومة السعودية بسبب التزاحم والتدافع وان بعض الحجاج هم من تسببوا بذلك لعدم ألتزامهم بالتعليمات والضوابط هي رواية ضعيفة وبعيدة عن منطق العقل ومن الصعوبة تصديقها!
كما أن المعروف عن الحكومة السعودية أنها وفي كل عام وبعد أنتهاء موسم الحج تقوم بدراسة أية سلبيات أو معوقات ظهرت أثناء أداء مناسك الحج وخاصة موضوع التزاحم والتدافع في أي مكان سواء داخل الحرم المكي أو بقية الأمكنة التي تدخل ضمن أداء المناسك، فدائما هناك أعمال توسعات في كل الأماكن، مثل أقامة المجسرات وانشاء الأنفاق وفتح الشوارع وغير ذلك مما تراه ضروريا.
وبالوقت الذي أعتبرت الحكومة السعودية الحادث قضاء وقدر ولم تقدم أي أعتذارلجميع الدول الأسلامية!!!، أدانت تركيا الحادث وجاء ذلك على لسان نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم(محمد علي شاهين) معتبرا وقوع الحدث هو بسبب الأهمال وعدم التنظيم من قبل الحكومة السعودية، وطالب ان تقوم تركيا بتنظيم موسم الحج!!؟
كما طالبت أيران  السعودية بأجراء تحقيق شفاف تشترك به أيران! للوقوف على حقيقة ما حدث، كذلك طالب أعضاء في المؤتمر الأسلامي بأن يكون موسم الحج تحت أشراف المؤتمر؟!.
 
 وكما يقول المثل البغدادي( كلمن يشوف عدوة أكبال عينه) ألقت السعودية باللائمة على الحجاج الأيرانيين تحديدا!!! من بين أكثر من (مليون وسبعمائة ألف حاج)؟ هو كل عدد الحجاج لعذا العام  وبأنهم هم من تسببوا بالحادث لكونهم خالفوا التعليمات وساروا بالأتجاه المعاكس للحجيج مما سبب الأرتداد العكسي الخطير! وهنا لابد من الأشارة أن عدد الحجاج الأيرانيين الذين ماتوا بالحادث هو (464) حاج!
 أن فاجعة هذا العام لحجاج بيت الله الحرام وما لف الحادث من غموض أثار تساؤلا كبيرا ليس لدى العراقيين حسب بل لدى عموم المسلمين في العالم الأسلامي، هو لماذا لم نسمع ولا مرة ومنذ مئات السنين عن وقوع حادث تدافع وموت لزوار العتبات المقدسة في العراق (كربلاء ـ النجف ـ الكوفة)؟؟!، وخاصة في (ركضة طويريج) ذكرى أربعينية أستشهاد الأمام الحسين (ع)، والتي يمكن أن يحدث فيها التزاحم والتدافع والسقوط؟
رغم كثرة عدد زوار العتبات وعلى مدار السنة وخاصة  في بعض المناسبات الهامة مثل( ولادة الرسول العظيم محمد (ص) وولادة الأمام علي (ع) وذكرى أستشهاده، وذكرى واقعة الطف أستشهاد الأمام الحسين(ع)، وذكرى أستشهاد الأمام موسى الكاظم (ع)، والزيارة الشعبانية)
حيث يتجاوز عدد الزوار العشر ملايين!!، حتى أن جنرالا أمريكيا علق على ماشاهده في ذكرى الزيارة الشعبانية عام 2006على جموع الزائرين الذين وصل عددهم الى (17) مليون!! وهم يتوجهون الى كربلاء سيرا على الأقدام قائلا( أنها ليست مناسبة دينية!أني أرى شعبا ينتقل من دولة الى أخرى)!!
وكذلك صغر مساحة الأضرحة المقدسة مقارنة بالمساحات والفضائات الواسعة في (مشعر منى والمزدلفة والحرم المكي) وباقي الأماكن الأخرى التي تدخل ضمن مناسك الحج.
وأيضا لا مجال للمقارنة بين الخدمات اللوجستية والعمرانية والتنظيمية وما تقوم به السعودية كل عام وبعد كل نهاية موسم حج من بناء وأنشاء المجسرات والأنفاق(الميترو) وأية منشاءات أخرى ، بالمقارنة  بالأهمال وسوء الخدمات وتهالك البنى التحتية في مدن العتبات المقدسة في العراق!!، ومع كل هذه المقارنات  لم نسمع أن حصل أي حادث تدافع زهقت به أرواح الزوار, كما حدث للحجاج في مكة هذا العام!!.
أخيرانقول: يبقى موضوع الأبادة البشرية!! التي وقعت لحجاج بيت الله الحرام هذا العام في السعودية لغزا محيرا!؟ ومفتوح على كل الأحتمالات والتكهنات، وتبقى أصابع الأتهام تؤشر على الحكومة السعودية بأن ما حدث ليس قضاء وقدر كما تصرح به  بل كان أمرا مدبرا و حدث بفعل فاعل!؟.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=68189
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14