المعروف جيدا ان فريضة الحج ليست مجرد طقوس دينية مثل الصعود على عرفة ورمي الشيطان وتقبيل الحجر وسعي وطواف  خالية من كل معنى رباني وانساني  فالصعود على عرفة يعني التقرب  الى الله الى الانسان  ورمي الشيطان يعني  رمي الطغاة والطغيان يعني تحدي الفساد والفاسدين   يعني بناء حياة حرة كريمة لكل بني البشر اليس الاسلام رحمة للعالمين

فريضة الحج  تعني عقد مؤتمر اسلامي عام يضم كل المسلمين من كل بقاع الارض لمناقشة مشاكلهم ومعاناتهم  وما يريدون وما يبتغون ومن ثم  أيجاد السبل الصحيحة لمواجهة التحديات التي تواجههم   والطرق التي تساعدهم في بناء  المجتمع الاسلامي المبني على الحق والعدل فالاسلام مهمته اقامة العدل في الارض وازالة الظلم منها ومؤتمر الحج السنوي هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق لتلك الاماني والاهداف 

وهذا لا يمكن تحقيقه الا اذا التقى المسلمون بعضهم مع بعض وهذا لم يتحقق الا بموسم اداء فريضة الحج  ولا تتم فريضة الحج الا باقامة المسيرات والمهرجانات والخطابات بحرية تامة  بدون اي قيود وشروط وحدود  وهذا يؤدي لا شك الى تقارب المسلمين ومعرفة بعضهم البعض وبالتالي يزول  كل فهم سيئ بعضهم لبعض ويرسخ الثقة  بين كل اطياف المسلمين  بمختلف توجهاتهم ومذاهبهم  وبهذا يتوجه الجميع الى خدمة الانسانية والحياة وينطلقون من مصلحة الاسلام و المسلمين والناس اجمعين

فالاسلام جاء رحمة للعالمين اي للناس اجمعين بغض النظر عن معتقداتهم واديانهم والوانهم وهذا لا يجسد ولا يطبق على ارض الواقع الا  من خلال علاقة المسلم بالاخرين 

وفعلا بدأت يقظة وصحوة اسلامية  من خلال الثورة على ظلام الفئة الباغية بقيادة ال سفيان  وتبديده وكشف الصورة الحقيقية للاسلام  للناس اجمعين وفجاءة ظهرت الوهابية الظلامية بقيادة ال سعود  التي هي استمرار لدين و نهج الفئة الباغية والوقوف بوجه اليقظة الصحوة الاسلامية ونشر ظلامها وتشويه صورة الاسلام الانسانية الحضارية اسلام المحبة والنور والعلم ومنحه صورة الظلام والوحشية والجهل والفساد والارهاب

لهذا وقفوا ضد حقيقة وفكرة  الحج حتى انهم فكروا في تهديم الكعبة بحجج واهية على اساس انها تحتوي على اوثان والطواف حولها عادة كافرة الا انهم لم يملكوا الجرأة على ذلك

لهذا فانهم اي ال سعود وجدوا في فريضة الحج  خطرا يهدد عروشهم  وامتيازاتهم الغير شرعية والغير قانونية واحتلالهم للجزيرة وفرض انفسهم على ابناء الجزيرة   فجعلوا من فريضة الحج وسيلة لزرع الفتنة والفوضى بين المسلمين من خلال تكفير بعضهم لبعض وبعضهم يقتل بعض من خلال نشر الفكر الظلامي الوهابي  وارسال الكلاب الوهابية لذبح المسلمين واسر المسلمات واغتصابهن وبيعهن في اسواق النخاسة وتقسيم المسلمين الى طوائف متناحرة متخاصمة بعضها تذبح بعض  من اجل حماية اهلنا بني صهيون

الا ان المسلمين رفضوا الفكر الظلامي الفكر الوهابي وتحدوا كلاب الدين الوهابي كلاب ال سعود وهتفوا نعم لوحدة المسلمين نعم للاسلام  المحمدي اسلام الحياة  الكريمة  واحترام الانسان وهذه لا تتحقق الا بالمؤتمر العام   مؤتمر الحج حيث يتوجه المسلمون من كل فج ومن جهات الارض بمختلف الوانهم والسنتهم واعراقهم وفي هذا التجمع الاكبر   يتصافح المسلمون وبعضهم يقبل بعض وبعضهم يشكوا لبعضهم معاناتهم ومشاكلهم وما يرغبون وما يطمحون وكيفية القضاء على المعانات والمشاكل وكيفية تحقيق تلك الرغبات  والطموحات

وفعلا حاول المسلمون من  الملتزمون بالاسلام المحمدي من كل المذاهب ومن كل الاقطار والاعراق الاسلامية  ان يطبقوا  فريضة الحج كما ارادها الله سبحانه وتعالى فتجمع الألوف منهم وقرروا المطالبة بوحدة المسلمين والبراءة من كل الظالمين والفاسدين وكل من يسئ للاسلام ويشوه صورته الانسانية ويمنحه صورة غير صورته الحقيقة

فانه دين الحب والرحمة لا دين الكره والظلم

انه دين الحياة لا دين الموت

انه دين الحضارة والعلم لا دين الوحشية والجهل

انه دين النور والصدق لا دين الظلام والكذب

لا شك ان ذلك لا يعجب ال سعود وكلابهم الوهابية واعتبروها  تشكل خطرا على عروشهم لهذا قرروا الوقوف ضدها والتصدي لها بقوة وذبحها في مهدها فاصدرت اوامرها الى كلابها المسعورة  بذبح كل المسلمين وهدم البيت الحرام وفعلا طبقت كلابها المسعورة في 31 تموز 1987 يوم الجمعة في السادس من ذي الحجة 1407 هجرية وادى الى قتل المئات وجرح الألوف من المسلمين لا ذنب لهم سوى انهم يدعون الى وحدة المسلمين  الى كشف صورة الاسلام الحقيقية الى تطبيق قيم ومبادئ الاسلام الانسانية

فال سعود يرون في الدعوة الى تطبيق وتنفيذ حكمة الحج يكشف حقيقة ال سعود ودينهم الظلامي الوهابي لهذا يرفضون الاسلام الحقيقي ويعملون من اجل محوا الاسلام المحمدي الانساني ونشر  دين الفئة الباغية دين ال سفيان المتستر بالاسلام كذبا ورياءا لتضليل وخداع المسلمين وفعلا انتصر ال سفيان ودينهم سابقا فهل ينتصر ال سعود ودينهم الان