• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : يالرخص الموت في أرضك ياعراق .
                          • الكاتب : عزيز الحافظ .

يالرخص الموت في أرضك ياعراق

 لازال وطننا الغالي عراق الاحزان .. بلدا يدق فيه بوق الموت بمليون لون ونغمة  لاتشبهه حتى الفنون التشكيلية وتلك الانطباعية التي تركها لنا سلفادور دالي... فقد عرفنا الموت في الاصل بالشيخوخة .. وفهمناه من تاريخنا العربي- الاسلامي المزري قتال وحروب وسيوف وقطع رقاب ودكتاتوريات توارثها بنو امية وابتكروا فيها شتي أشكال القتل التي يخجل الموت والتاريخ من تسطيرها.. ألم يقتلوا محمد بن أبي بكر الخليفة الأول حرقا؟؟؟!! ناهيك عن قطع الرقاب والموت التراجيدي لسيد الشهداء الامام الحسين بن علي في معركة الطف خالدة الخوالد في روح تاريخنا المشؤوم.

ولكن في العراق بعد أن استعمل الفاشيون البعثيون صنوفا لم يفكر حتى الشيطان فيها لاداعي لتراجيديات توصيفها لانها تجعل العقل يلعب كرة قدم..
يبقى العراق اليوم يدفع ضريبة الموت الرخيص والموت الغالي .. الرخيص بتلك حوادث السيارات البائسة والنزاعات العشائرية.. وتلك قوارب الهجرة القاسية وآخيرا الغرق!! نعم ففي كل سنة يبتلع دجلة والفرات زهرة شبابنا ويفجع العوائل والامهات بقصص هي غصص في كل تسطير للتاريخ... نعم لايتوقف الزمن نعم لايتوقف الموت ولكن اليس من الغباء ان يبتلع لنا دجلة في هذا القرن زهرة شبابنا لانهم لايجدون مسابح للمتعة ولايجدون مساحات للهو البريء ولكن الموت يتربص لهم وحرابه لاتخطيء الهدف.. مطلقا... اليوم الرابع من عيد الاضحى المبارك بخفوته لابضيائه وشروقه.. لان ثلاث أرباع الناس خرجت للمقابر ترتدي اسود احزانها.. تلتفع النساء بخمارهن... وتذرف عيونهن تلك سيول وفيضان  الدموع التي لم ينقطع إنهمارها منذ كلكامش حتى حكم السيد العبادي!! فقد أوجد البعثيون حزنا بصيغة فرح لايوجد له مثيل.. في كل الكون! فالالاف من عوائل الوطن.. تحسد امواتها أن لهم شواهدا وقبورا يزورنوها موسميا ولكن؟ هناك الالاف من إحبائهم... الذين لاتعرف عنهم العوائل اي مصيرية وموقع دفن في شاسع الوطن سهوله وجباله ومياهه.. وهي بدورها تمارس أبشع موسيقى بتهوفن الصمت! ولأن التراب لايتكلم! فقد كظم العراقيون أحزانهم عن تلك الوجوه التي نشنشوها في صغرها ولاعبوها في صبيانيتها وعجنوا قلوبهم بمحبتها في شبابهم.. ليغادروهم فجأة للابد وتبقى مناطقهم في غرف الديار موحشة للابد .. وملابسهم وكتبهم وحاجاتهم الشخصية فقط  تنطق بوحشة جفاء غيابهم السرمدي.. اليوم بشكل صادم...تناهى لإسماعي التي لم يبق فيها غشاء سمعي إلا مزقته نغمات الأحزان...أن امواج دجلة الساحر!! أبتلعت شابا في رابع أيام العيد واليوم كانت هناك ظاهرة فلكية ولايحتاج العراقي للحزن لاي سحر أو ظواهر للفلك فقد قتل تربص الموت بنا كل آمل في أن لانحيا إلا لنستقبل الموت بشكل مصنوع حتى هوليوود لاتفكر في إبتكار قدومه! هذا هو الموت الرخيص... الرحمة للغريق... ساعد الله أهله وقد غادرهم لمتعة السباحة ليحصده الموت غريقا...وليترك أهله  وأصدقائه هم الغرقى في أحزانهم... وهم الاموات مما صدمهم...وياريت الانامل تستطيع أن تواصل المسير... وياريت من يمنع هذه الظاهرة.. لاان ينظّر فقط لدراستها مجتمعيا!!!

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/09/29 .

إلآستاذ عزيز الحافظ
السلام عليكم ..
منذ قرون والموت يحصد إرواح العراقيين بالجملة .فهذه الارض لم تهدء فورة غضبها ..الى يومنا هذا منذ ٱن ٱرتكبت على ثنايا إرضه جريمة قتل سبط الرسول ٱلأعظم محمد .صل الله عليه وٱله وسلم .سيد شباب ٱهل الجنة ٱبا إلأحرار ٱلأمام الحسين ًع. كٱن لعنة الجريمة تطاردنا وتنيخ بدارنا جلوسها.....ويصبح الموت ترنيمة ترددها شفاه ٱلأجيال مع كل وقت وزمان .
فصفحات التٱريخ تحوي لنا قصص الطغاة الذين توالوا على حكم العراق ..فطاغي ..يٱتي بعد طاغي .لم يعرف تٱريخ بلدي سوى ٱولائك المجرمين يخرجون لنا من الطوامير .ليعتلوا كراسي الحكم .بغير رضا ٱهلها ..
هذا هو قدرنا .مع الحياة .مبتلين بذنوب غيرنا .ندفع ثمن جريمة لم نرتكبها ولعنه تطاردنا منذ زمن .لاتفارقنا .فكل طاغي يٱتي بمشروعه يطبقه علينا ويٱمرنا بالامتثال لأٱوامره .نتبع المجانين بجنونهم ..وتقطف زهرات شبابنا ٱمام عيننا الدامعة المسكينة التي لاتعرف غير ذرف الدموع والعيش متلحفة الحزن العميق .في دائرة الاحزان ......ٱه يابلدي المسكين لم تعرف طعم الراحة ٱبدا ..ولم تنعم بالاستقرار ..تاريخك حرب .قتل دمار .طغاة .سراق .فاسدين .مروا من هنا .حيث ٱنت واقف كما ٱنت ..حتى العيد ترى الناس قبلتهم المقابر لتمتزج تلك القبلة مع فرحة العيد وتتحول الى مجرد ٱرض نحج اليها نطوف على قبور ٱحباءنا نجدد ٱلأحزان .ونحول اللوعة عنوان ....ٱيها الموت رفقا .رفقا بٱبناء بلدي رفقا .اليس مقدر لك الرحيل صوب مكان ٱخر .لنلتقط ٱنفاسنا رويدا .رويدا .وننسى وراء ظهورنا ٱحزان الماضي .كلما وطئت قدمي محافظة من محافظات بلدي ٱراها توشحت بالسواد اللون المفضل لها .وصور الشهداء تملٱ الحيطان .براعم خطفها الموت وهي في مقتبل العمر .ٱنها الحرب .عذرا الحروب التي ٱوقد نارها المجرمون وكان حطبها الشباب والصبية الذي سرقت حياتهم وٱستبدلت ٱلعابهم بالبنادق والرصاص .قتلت ٱحلامهم ووئدت في تراب السواتر .فكان قدرهم الموت .ليعيش غيرهم في القصور الفارهة تلعب ٱبناءهم وتعربد بعد سرقة حياة غيرهم فكل الحياة ٱصبحت لهم ملهاة .
مقدر لأٱحلام الشباب ٱن تموت قبل البلوغ ؟ وٱن تصاب بسن اليٱس سريعا .تذبل وتتساقط كٱوراق الخريف ،.لتجمع بالجملة وترمى بعيدا .فمنذ ٱيام البعث وحياة الشباب سرقة ومحت من العقول ودون بدلها شعارات خاوية .النظال .الدفاع عن الاهداف والمكتسبات ووقع حملها على ظهور الشباب ليحملوها ...ويكونوا هم وقود النار ..فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ؟ فكنا ٱذا نظرنا الى حياة الاخرين نظرنا مدهوشين .مستغربين .كنظرة الهندي الاحمر .الى بنادق الكاوبوي .لايعرف ماهيتها ولاطبيعتها وظنها روح ٱو سحر ؟
لكن نحاول جاهدين ٱقناع نفوسنا البائسة بغير تلك الحقيقة المرة التي سٱمنا جميعا طعمها .ونتطلع الى ٱمل نجده بعيد المٱل .نغير فيه تلك الحال وندب الروح من جديد في حياتنا لكن دون جدوى .اللعنه تٱبى ٱن تفارقنا .والموت قد حل بوادينا ...القاعدة .داعش .ومن قبلهما الاب الروحي لهما البعث تناوبا على ٱزهاق ٱرواحنا ..وتعميق جراحنا .ٱنها القدر ٱلأسود الذي يصاحبنا كضلنا .لايفارقنا .ويسعى للقضاء علينا .هكذا هي فلسفة الموت في بلدنا ..



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=67900
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 09 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13