• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العراق والتقسيم .
                          • الكاتب : عامر هادي العيساوي .

العراق والتقسيم

 علينا في البداية أن نقرر بعناد  بان العراق في ظل الظروف الدولية والاقليميه الحالية لا يمكن تقسيمه بمفرده إلى ثلاث دويلات كما يشاع لسبب واضح وبسيط وهو لان ( الشيعة والسنة )في العراق لا يستطيعون العيش بكرامة وأمان بمفردهما لان كلا الطرفين يحتاج احدهما الآخر ولا يستطيع الاستغناء عنه أبدا رغم الصراع المرير الدائر بينهما والمولود من رحم الجهل والتدخلات الدولية .. إن مصادر المياه في العراق كلها  (سنية ) ومصادر الثروة فيه كلها  (شيعية)ولا حياة بدون ماء وثروات وإذا افترضنا جدلا أن ذلك التقسيم سيحصل  فسوف يكون مناسبة لصراع دموي طويل بين المكونين يدار من قبل  إيران والسعودية  ينتهي باتفاق او هزيمة احد الطرفين الإقليميين المتنازعين ليعود العراق بعد ذلك موحدا من جديد ,,,,أما الأكراد فلا حياة لهما حاليا إلا مع العرب (الشيعة والسنة )لأنهم سيكونون محاصرين تماما من جميع الجهات ...
ومما تقدم نستنتج بان العراق لا يمكن تقسيمه بمفرده وإنما سيكون ذلك جزءا من إعادة رسم المنطقة من جديد بحيث يؤدي ذلك إلى إزالة دول بكاملها من الوجود كالعراق وسوريا ولبنان وظهور دول جديدة بخرائط جديدة ...إن واقع العرب اليوم مع الأسف الشديد يشبه إلى حد كبير واقع الدولة العثمانية  (الرجل المريض )إبان الحرب العالمية الأولى ...
ومما تقدم نستنتج أيضا بان مشروعا من ذلك النوع لا يمكن أن يتم او ينجح إلا بمباركة ومشاركة إيران وتركيا وفي حالة معارضة إحدى هاتين الدولتين او كلاهما فان المشروع الانكلو امريكي الصهيوني في تنفيذ (سسايكس بيكو ) جديد سيكون أمرا جنونيا ومستحيلا ...
إن الصهيونية تخطط لظهور (إسرائيل الكبرى )ودولة كردية عظمى تتكون من كردستان العراق وسوريا وتركيا وإيران على أن تعوض تركيا في سوريا والعراق وتعوض إيران في العراق ولبنان وسواحل الخليج الغربية  شرق السعودية ...لتظهر دولة (شيعية ) عظيمة تمتلك جميع مصادر الطاقة في الشرق الأوسط ...
والسؤال الكبير هنا هو الآتي ..هل من مصلحة إيران وتركيا الانخراط في مشروع كهذا من الناحية الاستراتيجية ؟؟ والجواب كلا لان كلا الدولتين ستكونان عرضة للتقسيم الحتمي في آخر المطاف لتبقى بعد ذلك دولة واحدة سيدة على الجميع وهي (إسرائيل الكبرى ) الممتدة من الفرات إلى النيل ...
إن بوسع إيران أن تهزم المشروع  الصهيوني لتقسيم المنطة العربية وتوزيعها أسلابا وبسهولة تامة فهل ستفعل ذلك ؟؟؟ إن ايران لا يمكنها ان تضمن وزنها الكبير في المنطقة إلا بوجود العرب إلى جانبها وهم في احسن حال ...تلك هي المعادلة التي قد تستعصي على فهم الكثيرين في المستقبل المنظور ...




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=67715
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 09 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13