*عدوية الهلالي
في العطلة الصيفية ، يحتاج الاطفال الى متنفس لقضاء اوقات فراغهم بعيدا عن المدرسة ..وفي كل عطلة صيفية اعتادت دار ثقافة الاطفال ان تقدم للطفل هذا المتنفس عبر الدورات الصيفية التي تقيمها في المركز الثقافي للطفل العراقي ( الفانوس السحري ) التابع لها وضمن عدة مجالات هي الموسيقى والرسم والاعمال اليدوية والحاسوب واللغات وفن الاتيكيت والمسرح وغير ذلك ....وعند انتهاء هذه الدورات بانتهاء العطلة الصيفية تقيم دار ثقافة الاطفال احتفالية تخرج للطلبة ليقدموا فيها فعالياتهم ...
في احتفالية هذا العام التي حملت اسم (عام القراءة ) والتي اقامتها الدار في مقر الفانوس السحري بالتعاون مع المنظمة العلوية البكتاشية التركمانية في انقرة وبحضور شخصيات ثقافية واجتماعية واكاديمية جرى تقديم فعاليات منوعة اضافة الى تقديم هدايا عيد الاضحى للاطفال الايتام حيث استقبلت الاحتفالية اطفال منظمة طيور السلام ومؤسسة المرأة العراقية ومؤسسة ام البنين والبقيع ...
مديرعام دار ثقافة الاطفال الدكتور نوفل ابو رغيف القى كلمة في الاحتفالية قال فيها ان العمل في حقل الطفولة معقد ومركب وعلينا الا نتوقع ان نجد في افق الصغار مانجده في افق الناضجين وهو طبيعي وبديهي لكن مهمة التربوي والناضج ومن يمتلك مشروعا ثقافيا ان يتعاضدوا جميعا من اجل صناعة ثقافة طفل حقيقية ...واشار ابو رغيف في كلمته الى ضرورة ترسيخ ثقافة الاصغاء للآخر وقبوله ومن لايمتلكها فعليه الا يعمل في هذا المجال لأنها من ابجديات العمل الثقافي وتقاليده وعلينا المحافظة عليها ..وفي معرض حديثه عن الدورات الصيفية التي اقامتها الدار قال ان ثلاثة اشهر قد لاتكفي لتحقيق ماتصبو اليه الدارفي ظل هذه الامكانيات البسيطة والالتباس الامني والمجتمعي لكنه سعيد بان تنتصر الثقافة اولا واخيرا ، فالعراق اليوم يخوض معركتين الاولى ضد داعش والتي يتصدى لها ابناء القوات المسلحة والحشد الشعبي ولولاهم ما استطعنا ان نقف في هذا المكان ونحتفل والمعركة الاخرى هي الاصلاحات التي نامل ان تأخذ طريقها بشكل سلس وواضح فليس امامنا الا ان نتفاءل خيرا ..
مديرة المركز الثقافي للطفل زهرة الجبوري قالت في كلمتها ان كادر المركز الثقافي للطفل حاول ان يخلق شيئا من المستحيل فميزانية دار ثقافة الاطفال فقيرة لكنه يحاول أيضا ان يقدم شيئا متميزا لثقافة الطفل العراقي مشيرة الى دور المركزفي دعم الايتام وتقديم المفيد والممتع لطلبة الدورات الصيفية ..
ضمت فعاليات الاحتفالية تقديم مسرحية (وطن آمن ) من تاليف واخراج الدكتورة فاتن الجراح والحان امير علي رضا وتمثيل مجموعة من الاطفال والتي قالت عنها الدكتورة الجراح انها رسالة الى المجتمع العراقي بكل اطيافه ومختلف انحداراته لتامين الامن للاطفال فهم العراق القادم الذي نحلم له ان يكون شامخا بناسه المتحابين ...وكانت الجراح قد كتبت هذا الاوبريت عام 2006 خلال فترة الاحتراب الطائفي واعادت الآن تقديمه حين دخلنا مرحلة احتلال الارض والتهجير مشيرة الى وجود اطفال من نازحي محافظة الانبار ضمن الممثلين وهم يتذكرون ساعات القلق التي عاشوها حين داهمتهم عصابات داعش وكيف اضطروا للدفاع عن انفسهم ..ولاتعتبر الجراح الهدف من العرض المسرحي والتدريب الذي سبقه اكتشافا للمواهب وصقلها بقدر ماهو محاولة لايصال ثقافة التسامح والتسامح عبر الفن مؤكدة على قصور المؤسسات الثقافية عن تقديم الفعاليات لاطفال بغداد والمحافظات بهذه الامكانيات الفقيرة فهي تتمنى ان تشعر الدولة بالتقصير وتجعل القصور الرئاسية مراكز ثقافية للاطفال فهم الاجدر بهذه الاماكن....
وكانت (لوحة الجوبي ) التي قدمتها فرقة احباب العراق للفنون الشعبية لاحياء الموروث الشعبي مفاجأة لجمهور الاطفال الذي استمتع بها وهي من تصميم وتدريب الفنان نصير كامل الخياط مؤسس الفرقة الذي اعتمد على جهوده الشخصية ومساعدة موظفي الدار لجمع اطفال الفرقة من المدارس ثم جمع الاكسسوارات وصناعة الديكورات والازياء فضلا عن قيامه خلال الدورات الصيفية بتعليم الاطفال فن الاتيكيت واحترام الآخرين وتشجيع الاطفال على النجاح في دروسهم وزرع الثقة لديهم من خلال المسرح ودروس الموسيقى والغناء ..
وتضمنت الاحتفالية ايضا توزيع عدد من الشهادات التقديرية لاطفال دورة عام القراءة وهدايا للأطفال الايتام كما افتتح مدير عام الدار الدكتور نوفل ابو رغيف معرضا لرسوم اطفال الدورات الصيفية وآخر للاعمال اليدوية الجميلة التي قدمها الاطفال وموظفي المركز .. |