• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الخيار الامثل .
                          • الكاتب : وليد المشرفاوي .

الخيار الامثل

إن الأهداف العظيمة بلا شك تحتاج إلى نفوس كبيرة تحملها, والى نظرة بعيدة تمتد إلى آفاق أرحب..والى همم قادرة على تطويع الواقع تمهيدا لشخوص تلك الأهداف السامية على أرضه, وإذا كانت من تجربة وحدوية قد يرى البعض فيها غير محققة لما يرتجى من كامل أهدافها المرحلية.. فهذا ما يدعو إلى الإصرار على مواصلتها لأنها الخيار الأمثل.. ويدعو بذات القوة إلى قراءة واقع التجربة وفرز ما هو موضوعي , عما هو ذاتي, لتقييم دقيق وإعادة تنظيم جديد للتجربة .. ومن ثم التوافق على جملة ضوابط كمصدات وكوابح لكل ما يعترض التجربة أو ينتقص منها أو يسئ إليها..وان نفس قبول الإطراف لمبدأ المصارحة والمكاشفة تحت خيمة المصلحة العامة ,والهدف الاسمي ..هو مكسب متقدم للتجربة..وجرعة  تفاؤل بنجاحها..إن أهمية الوحدة تتبين حين تتسع النظرة المتمعنة لتتجاوز المحيط الخاص , إلى المحيط الإقليمي , فالمحيط العالمي , حيث تتشابك هذه المدارات بشكل كبير وقد بات الوضع العالمي مؤثرا بالوضع الإقليمي وهذا اشد تأثيرا بالمدار المحلي..وها هو العالم يحفل بإرادات مختلفة , وأجندات ومصالح متقاطعة ..ومن لم يفرض نفسه على ارض الواقع فسيخضع إلى ضغوط كبيرة , وسيكون تحت رحمة الاحتواء المزدوج. وفي وضع كالذي يعيشه العراق وبلحاظ ما يتهدده من مخاطر على أكثر من مستوى..فلا يمكن لجهة واحدة أن تتحمل مسؤولية إنقاذ الوضع أبدا ..وإذا ما كابرت جهة ما بذلك فسيكون نصيبها الإخفاق والفشل بلا ريب, على عكس ما إذا كانت روح التوحد على أساس المشتركات من الثوابت العقيدية , والوطنية ,هي المعتمدة,وان العراق الذي لم يبرا لحد الآن من التدخلات الدولية لازال يحبو على طريق تحقق سيادته.. لا يستطيع  أي احد من الجزم بتحقق ذلك في فترة محددة..لان مصالح العراقيين بتحقيق سيادتهم ومصالحهم المشروعة تصطدم بشكل أو بآخر بمصالح وطموحات الآخرين في إبقاء العراق على حالته غير الطبيعية فترة أطول ,وبلحاظ محاولة إحياء وتفعيل الأجندات المعادية , وفي مقدمتهم الصداميين والإرهابيين الذين لم يعد خلافهم مع التجربة سياسيا بحتا وإنما سياسيا مشربا بالطائفية إلى حد كبير ..وبإزاء هجمة إعلامية حاقدة لا تستثني أحدا , ولا يكبح جماحها ولا يلقم من يقف وراءها حجرا إلا وحدة أبناء الشعب الواحد والمصير الواحد ..لتؤلف صخرة صلدة تتهشم على جنباتها كل رماح ومدي الأعداء المسمومة..ثم انه لا يخفى إن الوحدة هي مطلب جماهيري صميمي , فحينما دعت المرجعية الدينية والقوى السياسية المتصدية وكان المجلس الأعلى سباقا إلى ذلك , فلم تكن دعوته موجهة للشيعة فقط وإنما فتح الباب مشرعا أمام كل القوى الوطنية الشريفة المؤمنة بالعملية السياسية الجديدة والرافضة لكل الأساليب الدكتاتورية البائدة, التي لم يجن العراق من وراءها إلا الخراب والدمار ,إن الجماهير العريضة لترنو إلى توحد قواها السياسية بما يشكل ذلك من أرضية تنبت عليها أشجار الأمل في تحقيق المستقبل المنشود , وعلى كل مخلص أن يحقق بنوته لهذا الشعب الكريم , وان ما يسر أعداء الجميع هو الفرقة والتشتت, ولا ينبغي للمخلصين إلا تفويت الفرصة على أولئك الأعداء..وإسقاط رهاناتهم بالتوحد والائتلاف. 

 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=669
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 09 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14