الدولة المدنية العلمانية هي دولة يقود نظام الحكم فيها حُكام مدنيون بالفكر او بالسلوك و يعملون على تقديم الخدمات للمواطنين جميعاً و تطبيق القانون على الجميع , بلا تفرقة , و لا يتدخلون في شؤون الناس الدينية او العقائدية و تكون مؤسسات الدولة فيها بعيدة عن تأثيرات الفكر الديني , و لا تسمح السلطة فيها باستعمال القيم الدينية لاي مواطن للاستفادة منها بالضغط على الاخرين او استغلالهم الى اخره .
و توجد صفحات و مواقع صحفية تدعي بانها تدعو للفكر العلماني و الى الدولة المدنية الى اخره , فقد اخذت مؤخراً انشر في بعض تلك الصفحات و المواقع بعضاً من منشوراتي , و هي منشورات ليست دينية و انما سياسية محظة , كما هو معروف عن كتاباتي , فالذي حصل انني في كل مرَّة انشر فيها اتعرض لهجوم قوي من اعضاء كثيرين في هذه المواقع و باستعمال كل مالديهم من اساليب الشتائم , و الكلام البذئ , لان الكثير منهم جهلاء غير قادرين على الرد الثقافي , لضعف ادواتهم و قلَّة امكانياتهم الفكرية !
و الشئ الذي توصلت اليه هو ان هذه الصفحات صارت امكنة لاختباء الكثير من الدواعش , و الذين اخذوا يشعرون بالفضيحة من هزيمهم على ايدي عصاباتهم التي ايَّدوها و نصروها فانقلبت عليهم , فذهبوا الى تلك المواقع مُدَّعين انهم علمانيون مدنيون , و هم ليسوا كذلك بالحقيقة , فهم دواعش يحملون فكر ابن يمية و اتباعه , و ان لم يقرأوها في الحقيقة , و اكثرهم لا يقرأون , فكراهيتهم موروثة مُلقَّنة من بعضهم لبعضهم , و اكثرها مأخوذه من جوامعهم و صلاة جُمَعهم التحريضية !
اذ ان اول مبادئ الدولة المدنية هو قبول الاخر و الحوار المتمدن !
و هذا مالا يملكونه ... !! |