دلوتُ

الماءُ ذاكرتي

وعدتُّ

طينَ الشفلح في ثوبي

سألتني أمي : 

_ هل كنتَ في ؟

 وقاطعتها :  أجل

_ أخاف عليكَ ياولدي من الحوت

  لاماءَ سيدتي ولاحوت

  حوتٌ واحد ظلَّ

  هو سارق الوطنِ

أشارت الى صورته 

كان يعلِّقُ سيفهُ  في  الجدار

وأطار الصورةِ تهرأَ من أهتزاز الآجر

كم مضى يا أمامي  وأنت تمسكُ بالسيفِ

ونحن نُغمده

كم مضى ؟

يزيدٌ أتى وآخرُ حَلَّ

والرعدُ أنطفىءَ

وحجر الوطنِ حملناه على ظهورنا

في الدرب  تجمعتِ الذئابُ

كانت لفافة السيفِ ضالتنا

قدحنا منها شجر الصفصاف

شَررُ عينيكَ

منه تطايرت الذئاب 

ودربنا ظلَّ طويلا 

معاً سلكنا مفازاتِ  الماء 

وعَلقَ الصحراء

وحين ترجَّلَ خاتمكَ الفضة 

علا صوت الآذان 

وأقمناها تامةً لاقصرا

لأن وضوءنا 

 دمُ الشهداء

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  كوت 22 / 8