يقول الباري عز وجل في محكم كتابة الكريم.
بسم الله الرحمن الرحيم
((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)) صدق الله العلي العظيم.
تعتبر المرجعية لدى الشيعة هي إمتدادا حقيقيا للخط النبوي الشريف وأئمة ال البيت عليهم السلام، والمعبرة عن نبض الأمة بكل تأكيد بالرغم من ابتعاد الأمة عنها في الكثير من الأحيان،لكنها تعمل حسب تكليفها الشرعي الذي تحددها لها الظروف المحيطة من خلال الدعوة الحسنة تاره وإعلان الجهاد تاره أخرى أو بالسلم والمصالحة، كما حصل من مواقف يسجلها لنا التاريخ اضطر فيها النبي صل الله عليه واله وسلم من عقد صلح مع كفار قريش (صلح الحديبية) بعد حروب وغزوات عديدة قبل فتح مكة، وصلح الإمام الحسن عليه السلام مع معاوية بعد خيانة الجيش وكبار القادة له، وحرب الامام الحسين عليه السلام مع يزيد ومقتلة وال بيتة واصحابه بعد خذلان اهل النفاق له ،وخروج زيد الشهيد على الحكم الاموي بوجود الامام الباقر عليه السلام ،وغيرها من احداث تؤكد لنا على أن المرحلة هي التي تحدد التكليف الشرعي الصحيح الذي تتخذه المرجعية بجميع مراحلها منذ عصر الغيبة الكبرى للإمام الحجة بن الحسن (عج ) حتى يومنا هذا كما كان تكليف النبي محمد صل الله عليه واله وسلم وآل بيتة سلام الله علیهم.
اما الأمة فكانت هي التي تخذل هذا الخط الإصلاحي المسدد من الله في الكثير من الأحيان كما حصل في معركة أحد وعدم امتثال الرمات الذين كلفهم النبي بحماية ظهر المسلمين مما ادى الى هزيمة المسلمين في المعركة بعد ان كانوا قاب قوسين او أدنى من النصر على المشركين ،وخذلانها لأمير المؤمنين والخروج عليه في معركة الجمل وصفين بسبب الطمع في الحكم والتسلط من قبل من الناكثين والمارقين القاسطين حتى قتل بسيف ابن المرادي الخارجي وهكذا حتى اليوم تستمر الأمة في الابتعاد تاره والنصرة تاره أخرى لهذا الخط الشريف .
ما أريد قوله ان المرجعية الدينية العليا المتمثلة اليوم بالامام علي السيستاني دام ظله وباقي المراجع الكبار في النجف الاشرف المتصدية للعملية الاصلاحية وانقاذ الامة بعد أن وصل العراق الى مفترق طرق أما ببقاءه أو تفكيكه وسقوطة بشكل كامل بيد الإرهاب والفساد والمحسوبية وطمع الأحزاب والحركات السياسية التي يبحث معظمها عن حصتة من الكعكة في بلد يعيش أغلب اهله الفقر والعوز إنعدام الخدمات والأمان بالرغم من أنه من أغنى بلدان العالم من حيث الثروات الطبيعية والطاقات البشرية الخلاقة.
نعم قالت المرجعية كلمتها بكل وضوح وطالبت أعلى هرم السلطة بتفيذ الإصلاحات (والضرب بيد من حديد ) والاصلاح في جميع المجالات السياسية والقضائية وتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير الخدمات لجميع ابناء الشعب دون استثناء،وتشريع وإقرار القوانين العالقة منذ سنوات حتى أنها قالت ( للصبر حدود ) ولكن تبقى الأسئلة التي تطرح نفسها ؟...
هل سينجح السيد رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي المكلف بتنفيذ هذه الإصلاحات بشكل كامل وليست اصلاحات شكلية على الرغم من دعم المرجعية والشعب له ؟
وهل ستسمح له الأحزاب الكبرى المتنفذة بجميع مسمياتها وألوانها الطائفية والقومية والعرقية التي يحمل بعضها أجندات خارجية من تفيذ هذه الاصلاحات او حتى جزء منها كما حذر هو نفسة من أن بعضها سوف لن تسمح له بذلك؟
وهل ستقف الأمة معه حتى النهاية ام سوف تتخلى عنه كما حدثنا التاريخ القريب والبعيد عن ابتعادها عن نصرت الحق والمصلحين ؟
هذه الأسئلة التي يجب أن نتعرف على أجوبة لها في القادم من الأيام خصوصا والعراق يمر اليوم كما أسلفنا بمنعطف تاريخ (او نكون او لا نكون) وتهديد وجودي ،لذا يجب أن تساند الأمة دعوة الاصلاح التي أطلقتها المرجعية وتحمي ظهرها وظهر الدكتور العبادي بكل قوة كما حمت المرجعية بتوفيق من الله سقوط البلد والمقدسات بيد الدواعش الارهابيين بفتوى الجهاد الكفائي. |