الجهل هو من يصنع الطغاة فهم لا يملكون سلاحاً أمضى منه، فلم أعرف لحد الآن ظالماً طال بقائه بدونه، خذ مثلا فرعون الذي صار رمزاً للطغيان - حتى أنه ادعى الربوبية - ركز على هذا السلاح، استخف قومه فأطاعوه، وكذا من جاء بعده أو سبقه ويبدوا أن جبابرة عصرنا ساروا على النهج نفسه، لا أعلم إن كان بقصد أم لا رغم أني أرجح الأول فهم حاربو التعليم والفكر وكل شيء من شأنه أن يبني الإنسان
أجبروا المبدع على الهجرة والعيش بعيداً ومن اختار البقاء عاش وحيداً لا أتحدث عن شيء يخفى عليكم لكني أذكر ليس إلا.
في العام الماضي وبما أني أحمل شهادة خريج كلية تربية بعنوان مدرس بلا تعيين وأنا شغوف بهذه المهنة فأراها مصنعاً للتغيير والإصلاح وبعد دراسة الواقع المر الذي يعيشه بلدي حزمت أمري وتقدمت بطلب للتدريس بالمجان عملا بمبدأ زكاة العلم تعليمه وقد من الله عليه بعمل يكفيني مادياً ولكني فوجئت بالرفض الشديد رغم أني أرفقت في طلبي كل ما يثبت جدارتي من المعدل العالي والدورات التي تلقيتها وخطتي الدراسية وورقة بيضاء ليكتبوا أي شرط يريدون حينها عرفت أن بلدي يحتاج إلى صحوة شعب يصنع التغيير
اليوم وجد هذا الشعب، لكني أحذر من أن يقتلوا وعينا وثورتنا، فهم يراهنوا على من جندوهم ممن باع النفس والضمير أمنيتهم أن يسود الجهل؛ لأن التحكم بالجاهل سهل جداً، رغبتهم أن نترك السلمية، وحينها سيكون من السهل إخماد صحوتنا.
لكن هيهات فنحن شعب واعي ورهانهم سيخيب |