مايصدر عن الكمال فهو كامل بلا شك ,وكذلك الجمال يكون والعدل والى سائر الصفات الحسنة تكون كلها لاغبار عليها ’وتلك اشارة الى كمال القرآن الكريم وبلاغته وعدله ودوامه كونه مصدر التشريع الالهي الذي صدر من الكمال المطلق هو الله عز وجل ,ولان الدين الاسلامي دين ختم به الله كل الاديان من خلال معانية وقيمه واهدافه السامية ,لذلك اصبح المرجع الاساسي للمسلمين والقاعدة التي ثبت بها قوانينه ودساتيره ..
ان من يحمل الهوية الاسلامية ويدعي الانتماء لها ليس بالضرورة يكون ممثلا عنه وعلى اساسه يحكم بصحة الشرائع السماوية او بطلانها بل بالمطلق لايمثلها حين يخرج عن القواعد والاسس التي وضعها الاسلام دينا والقرآن منهجا ,لذلك ان اخطا الانسان فالخطا يعود عليه ولايتّهم المنهج القويم بالخطا ,بل كل السلوكيات المشينة والغير سوية جاءت نتيجة الخروج عن القوانين الالهية التي وضعها الله لخدمة البشرية لان الله امر بالعدل والاحسان والنهي عن المنكر ,لذلك قال الله تعالى (استقم كما امرت)والاستقامة بامر الله يعني لاميل ولاانحراف عن جادة الحق المبين .
ان انحراف الانسان المسلم واتخاذه سبلا غير سبل الله وكذلك الحكومات الجائرة والاحزاب السياسية التي تخندقت بالدين الاسلامي والاسلام عنها براء لايعني ان الخلل في الاسلام واحكامه وقوانينه ,بل الخلل في الانسان نفسة وباصل تديّنه وهنا لابد من الوقوف على التجربة السياسية في العراق اليوم فقد ساهمت الشخصيات التي ادعت الاصلاح باسم الدين والحكم باسم الدين والعمل باسم الدين وانحرفوا عن رسالاتهم التي تبدوا في ظاهرها اسلامية تحمل الخير للامة ,هؤلاء من شوهوا الدين وتركوا طابعا سيئا استغله اعداء الاسلام ليعلنوا عدم امكانية ربط الدين بالسياسة وكاّن الرسول الكريم (صل الله عليه وسلم )الذي اسس الى دولته المدنية كان قد سن قوانينا لاربط فيها بين الدين والسياسة .
واليوم وبعد فشل الاحزاب الاسلامية في حكم البلاد بشيء من العدل والنزاهة والذين اوجدوا مساحة من اطلاق الشبهات حول الاسلام ونجاحة في ادارة شون العباد نقول لقد رفع المتظاهرون شعارات مؤلمة ولكنها واقعية حيث رددوا (باسم الدين باكونه الحرامية )ولكن بحمد الله فقد اكدت المرجعية الشريفة ومن خلال مواقفها المشرفة على صلاح الدين وعدله كونه المنقذ للبشرية ومخرجها من الظلمات الى النور في كل زمان ومكان ,وما فتوى المرجعية الرشيدة في اعلانها الجهاد الكفائي الا دليلا على وعيها لخطورة الامر ومن دون تلك الفتوى ولولاها لكان العراق اليوم في غير هذه الصورة من التضحية والشجاعة والبسالة ,كما وان موقف المرجعية الرشيدة والمتمثلة بالسيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله )لهو خير دليل على حقيقة الدين الاسلامي وايضا كونه منقذا في كل زمان ومكان ,فبعد ان نهب الساسة كل ثروات العراق وعاثوا في الارض فسادا وبعد ظلمهم للشعب وخيانتهم للامانه انبرت المرجعية في النجف الاشرف متصدية لمهامها وواجباتها الشرعية كونها صاحبة الامر في هداية الامة ,فقد هزت نداءات النجف من خلال مراجعنا العظام عروش الظالمين وأيقظت شعب العراق من نومته واشعلت فيه جذوة الحرية واستنهضت فيه شجاعته التي ركنها من تعبه وظيم السنين العجاف والطوال ليخرج الشعب معلنا تصحيح المسار وطرد كل فاسد من ساسة العراق وها نحن نحصد نتائج دعوة وصرخة الدين لنقول بل لنصحح هتافاتنا (باسم الدين طلعنه الحرامية ).. |