نعم هناك ديمقراطية في العراق ولكن تطبيقها هذه السنوات تطبيق نسبي فقد تدخلت
الحكومة كثيرا لتعطيل الكثير من ممارسات الديمقراطية بل وأخذت احيانا تّلفق للاسف
بعض الاخبار وتنهار بعض قيم الاخلاقيات في العمل السياسي مّجيّرا لجهة معروفة اخذت
تنحو منحىً دكتاتوريا مغّلفا بقفازات مهذّبة ومذّهبة! اليوم هاجم الدكتور علاوي
رئيس حزب الدعوة علنا بعبارات قاسية ومثيرة للجدل ولست مع او ضد تلك الانتقادات
فليس مايعمله الطرفان يروق لملايين العراقيين فمن الاسرار ان وزراء القائمة
العراقية وحتى طارق الهاشمي من المحال لا المستحيل تركهم كراسيهم ومكاسبهم
التوزيرية بل يقينا لن يترك احدهم مقعده الا لينال في الحكومة القادمة ضمانا بمنصب
آخر ربما أفضل نوعيا من منصبه! ولكن الغريب هو إتهام إيران بانها دعمت المالكي
وإنها تتدخل ودعا السيد علاوي الدول للتدخل؟!! لان الخطر البيئي الايراني وصل لشارع
النهر والمنطقة الخضراء؟! يادكتور انت تعلم ان سياسة ايران في العراق تخصّها وحدها
فلها أجندتها ولها رؤيتها و مصلحتها وإستراتيجتها المُعلنة والمخفية حالها حال دول
الكون ولكن انت اليوم أقحمتها عنوة لّتُرضي الامريكان والخليج السعودي القيادة فقط
دون ان تعلم انك جانبت الحقيقة مطلقيا في الأمر فوالله في تلك الأزمة الحكومية
التشكيلية كان هناك قيادي سابق في حزب الدعوة يقول لي :ان المجلس الأعلى بموقف مشرف
وقف ضد رغبة ما إيرانية بشخص رئيس الوزراء العراقي رغم سيول الأكاذيب التي يلصقها
الاعلام البعثي القوي والعربي الماجور بثقافة الكراهية للشيعة ،كان المجلس الأعلى
ساميا بموقفه الوطني الفريد وهاهو اليوم يسحب نائب رئيس الجمهورية من التشكيلة
رافضا المناصبية مالم تؤدي لخدمة الشعب. انك ياسيد علاوي والسيد رئيس الوزراء
متصارعان على كرسي الحكم لا غير فلاتُقحم نواياك في خضم باطل الاتهام بإيران التي
لست مدافعا عنها او نائبا عن الرد بل قد أتفق معك على نبرة الحزن من مواقف المالكي
ولكن ليس بالضرورة ان تُلصق الطمغة بإيران فقد قالها هيكل ان السعودية تصّور للعرب
والمسلمين ان خطر إيران أكبر من خطر الصهاينة!! لماذا كرها بالشيعة طبعا وقالها
السيد كمال الحيدري ان السعودية تطبع ملايين المؤلفات توزع مجانا تنشر ثقافة الكره
والحقد على شيعة محمد ص. لم إقحام إيران والبلد يغلي من تنافركم وصراعكم الكرسوي
فقط؟ انت لك في الحكم ثلثه مناصبا ولكنك بقيت بلامنصب فهل يسوغ ذاك لك بفظاظة تجييش
عالمي على إيران؟ كي تروق للامريكان والخليج؟ أم لتّذكر الشعب الناسي إجراءات
البعثيين المقيتة وقتها بنغمة نشاز تحبون عزفها في كل مثلبة إسمها إيران؟إحصر جوانب
المباريات بينك وبين خصمك المالكي في ملعب عراقي ولاتتهم الا ببينة فشعبك مفّتح
بالالبان والاجبان!
عزت الأميري |