• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أن كنت لا تستح فأفعل ما شئت سياسيوا العراق مثال ذلك!! .
                          • الكاتب : علاء كرم الله .

أن كنت لا تستح فأفعل ما شئت سياسيوا العراق مثال ذلك!!

كنا نتمنى لو كانت مظاهرات الغضب العراقي بكل هتافاتها ومشاهداتها والتي تطوف كل محافظات العراق اليوم، لو كانت في عامي 2005 أو 2006 لربما كنا في حال آخر!؟، ونقول مع ذلك أن تأتي متأخرا خيرا من أن لا تأتي.

فهذه المظاهرات التي لم يكن متوقع لها أن تحدث! في نظر قادة الأحزاب السياسية وخاصة الأحزاب الدينية تحديدا!، لأنهم تصوروا أو هكذا أعتقدوا بأن ألهائهم الشعب بالطائفية وتخديره بالدين وخلق الفتن بينهم وتقديسه لرموز الأحزاب الدينية سوف يبقيه صامتا تجاه كل ما يحدث!؟     

نقول أن السبب الرئيسي لكل هذه المظاهرات هو ليس الجوع والفقر والظلم والفساد بكل انواعه حسب بل السبب الأهم في ذلك هو سقوط هيبة الحكومة وكل وجوه ورموز قادة الأحزاب والتيارات السياسية وكل من تبوء منصب حكومي!

فلم يعد لهم أية هيبة وأحترام في نظر الشعب! تحديدا قادة الأحزاب والتيارات الدينية بما فيهم أصحاب العمائم السوداء والبيضاء! ، بعد أن أكتشف الشعب أن ضيم العراق ودماره وكل الفساد الذي أستشرى فيه هم سببه الرئيسي و من تحت رؤوس هذه العمائم!!.

الشيء المهم في هذه المظاهرات المليونية الجائعة والغاضبة أنها أقتربت وبشجاعة من كل ما هو مقدس! فلم تعد هناك شخصية سياسية أو دينية مقدسة بنظرهم!!؟، ومظاهرات محافظتي النجف وكربلاء المقدستين يوم 31/7 دليل واضح على ذلك،

 فوصول المتظاهرين في النجف  امام بيت زعيم المرجعية الدينية!! وهم يطالبونها بالتدخل وعدم السكوت وأخذ موقف تجاه كل هذا الفساد بصوت واضح وصريح تعد سابقة  لم يألفها العراق سابقا ولا حتى المرجعية بكل تاريخها الديني! ولربما القادم سيكون أكبر أن لم تصدر من المرجعية فتوى لمحاسبة الفاسدين حسب مطالب المتظاهرين!!

 ولا أدري لماذا سكتت المرجعية عن كل ما جرى بالعراق من دمار وفساد ونهب للثروات طوال 12 عام؟؟؟!!، ومن يدري لربما لو لم تخرج هذه المظاهرات المليونية وفي النجف تحديدا لأستمر سكوت المرجعية وأكتفت بالأشارة عن عدم رضاها على أداء الحكومة في خطبة الجمعة فقط؟!.

 

 

فالجوع والفقروالظلم الذي عانى منه الشعب طيلة السنوات التي مرت عليه من بعد الأحتلال المشؤوم للعراق، وكل مظاهر الفساد التي شاهدها وسمع عنها والتي نخرت كل مؤوسسات الدولة العراقية.

 بقدرما أسقطت  كل براقع الكذب والدجل وصورة الزهد والوطنية التي تبرقع بها ونادوا بها كل  قادة تلك الأحزاب وتحديدا الدينية منها!، الذين منهم من شارك بسرقة المال العام وأكل السحت الحرام، ومنهم من ظل يماطل ويسكت عن سرقه وفساد أعضاء في حزبه وتياره، مطالبا وسائل الأعلام بالدليل!!! لكي يحاسب الفاسدين والسراق في حزبه؟

 رغم أن فسادهم عرفه القاصي والداني، لأنهم  لصوص من درجة خمس نجوم!!!، متناسيا هذا!! بأن دليل الأنسان الواعي والدارك والعاقل هو عقله قبل أي شيء!!.

فسقوط تلك البراقع عن وجوه السياسيين  بالمقابل نزعت عن الناس وكل المتظاهرين كل صور الخوف من هؤلاء السياسيين وكل قادة الأحزاب والتيارات السياسية والرئاسات الثلاثة وكل أعضاء البرلمان وكل من تبوء مركز في الحكومة بلا وجه حق، لأنهم فسدوا بكل ما هو معيب ومخزي بحق الشعب والوطن، ولم يعد لهؤلاء أية هيبة وأحترام في نظر الشعب.

وقد جاءت أحتفالية دولة مصر والتي شاركها العالم كله في أفتتاح قناة السويس الثانية يوم الخميس 6/8 والذي يعتبر من أكبر المشاريع التنموية والأقتصادية عالميا والتي أنجزت خلال عام كامل فقط!! ولم يزد تكلفتها على المليار ونصف دولار!

جاءت هذه الأحتفالية  لتزيد من غضب العراقيين والمتظاهرين وترفع من وتيرة ثورتهم  على كل السياسيين من الشيعة والسنة والكرد، وكأن فتح قناة السويس صارت كوصمة عار على كل سياسيوا العراق!!؟.

ولأن الطبقة السياسية في العراق لم يخجلوا و يستحوا من فعل أي شيء؟ وفي محاولة منهم لخلط الأوراق ودق أسفين الخلاف بين المتظاهرين؟!، أعلن بعض السياسيين وقادة الأحزاب السياسية وتحديدا بعض الفصائل المسلحة !!!! في خطوة شيطانية خبيثة عن مشاركتهم المتظاهرين في تظاهراتهم؟!!

مما حدا بقادة المظاهرات الى التحذير من ذلك، وأعلانهم رفض أية مشاركة غير شعبية!. 

السؤال هنا: أذا يريد هؤلاء السياسيين وقادة بعض الفصائل المسلحة مشاركة الناس في تظاهراتهم!! أذا على من كل هذه المظاهرات وعلى من تخرج؟ وعلى من تشتكي؟ هل لأسقاط حكومة مرسي أم حكومة صدام!!؟. وصدق من قال: أن كنت لا تستح فأفعل ما شئت.

أخيرا نقول: ثار الشعب و سقطت الأقنعة عن وجوه العمالة وزال الخوف من قلوب الشعب ولم تعد هناك مقدسات وتأليه للرموز، فلا يوجد مقدس ألا الشعب والوطن.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=65417
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 08 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13