توصف الأسطورة بأنها مجموعة من الأحداث التاريخية, العجيبة والخارقة للطبيعة, ويصعب تصديقها, لأن ما يحصل فيها من أحداث, وما تمنحه لأبطالها من قدرات, تفوق إمكانات البشر.
تعتمد القصص الأسطورية على أشخاص ورموز وأماكن, يكون لها بعد رمزي, في القصة وأحداثها, وربما تكون هي محور الأسطورة كلها, أو مفصلا ينقل القضية إلى منحى جديد من الأحداث, وتطور مفاجئ, يصعب توقعه, فهي بالمجمل مبنية على مبالغة في كل شيء, وإعطاء قدرات ألهتهم المتصورة, إلى قادة أو أبطال الأسطورة.
قصة طروادة وحصانها الشهير, ومفادها أن الإغريق حاصروا طروادة لعدة سنين, ولم يفلحوا في فتحها واختراق حصونها, فتظاهروا بالانسحاب إلى عرض البحر, وتركوا حصانا خشبيا كبيرا, تصوره الطرواديون انه غنيمة لهم, واصر ملكهم على إدخالها المدينة.
بعد أن فحصه أحد رجال الملك, ولجهلهم بوجود عدد من المقاتلين الإغريق الأشداء, الذين أستغلوا نشوة الطرواديين الزائفة بالنصر وسكرهم, تم إدخال الحصان, فخرج المقاتلون في جنح الظلام, وفتحوا أبواب المدينة, لجيش الإغريق العائدة مرة أخرى.
ما جرى في الموصل, من سقوط لمنظومة الأمن فيها, وبشكل دراماتيكي, لا يمكن تصديقه وعلى يد عصبة صغيرة, لا يمكن بأي حالب من الأحوال أن تملك, ولو عشر القدرات أو الإمكانيات, يدفعنا قصرا لمقارنة ما حصل, مع قصة طروادة وحصانها.
وحشية داعش, وما صدر منهم من أفعال همجية, ضد الموصلين, وخصوصا اتباع أهل البيت عليهم السلام, ومع الأقليات, لاختلف كثيرا عما فعله الإغريق في طروادة, رغم اختلاف الحجج المبررات.
الحصان كان فكرة أحد الخونة من الطرواديين, والنتيجة كانت تدمير شعب طروادة, فذبح الرجال, وأستبيحت النساء, وبيع الأطفال.. وكانت النتيجة النهائية, خرابا كاملا واندثارا لطروادة.
فهل لنا أن نسال, من هو صاحب فكرة, حصان الموصل الخشبي؟ ومن الذي امر بإدخاله المدينة؟ ومن الأخر الذي ترك جيشه في حالة سكر؟ وأين كان قائده؟ وقائد قائده؟
وقبل ذلك كله.. من قام بفحص الحصان؟
أسئلة يجب أن نتوقف عندها كثيرا, ونجد لها إجابات, طبعا ليس لطروادة.. أليس كذلك؟ |