• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : بابيلون ح16 .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

بابيلون ح16

في اليوم التالي , هبط الوحش الطائر وكان على متنه القائد خنكيل , بادر الى استقباله والترحيب به ينامي الحكيم , بينما هبطت وحوش اخرى قريبا منه . 
- احزنني ما حدث ! .
- المهم ان خرق الهدنة كان من جانبهم ... كما وليس لدينا مانع من التفاوض بدلا من نقضها . 
- اعلم انك رجلا حكيم ... لكن يجب ان اجتمع بك على انفراد ! . 
- حسنا ! . 
دخلا في غرفة خاصة , مرت ساعات وساعات , لم يخرج منهما احد , حتى بدأ يشعر الجميع بالسأم والضجر . 
********************
لم ينتظر الامبراطور نتيجة المفاوضات , فقد آمر بحضور القائد خشنشلوس القائد العام للحرس الامبراطوري بين يديه : 
- ايها القائد خشنشلوس . 
- في خدمتكم سيدي الامبراطور المعظم ! . 
- خذ خمسة الاف وحشا طائرا واضرب دولة المتمردين ! .
- امركم سيدي الامبراطور المعظم ! . 
- انسب امر هذا الهجوم الى نفسك ثأرا للمغدورين من جنودك العشر . 
- مفهوم سيدي الامبراطور ! .  
أقلعت الوحوش الطائرة على الفور متوجهة نحو دولة الثوار . 
*************************
كانت المفاوضات قد انتهت , وكاد الوحش الطائر للقائد خنكيل  يشرع بالإقلاع وكذلك الوحوش المرافقة له , حين قدم احد الجنود مسرعا نحو ينامي الحكيم , أنحنى وقال : 
- سيدي ينامي الحكيم ! . 
- هات ما عندك . 
- تم رصد اعدادا كبيرة من الوحوش الطائرة قادمة نحو دولتنا ! . 
تفاجأ الجميع بالخبر , لكن ينامي لم يتفاجأ ابدا , التفت نحو القائد خنكيل قائلا : 
- جاؤوا ليثأروا لجنودهم ... ونحن مستعدون ! . 
- سأحاول منعهم . 
- لن تستطيع . 
التفت ينامي الحكيم الى وزير الحرب شردق أمرا : 
- ليأخذ الجميع اماكنهم ... فاجئوهم ... لقنوهم درسا لن ينسوه ! . 
- امركم سيدي ! .  
اثناء ذلك كان القائد خنكيل يتحدث الى الوزير خنياس , الذي نفى معرفته بالأمر , فقررا الاتصال بقائد الوحوش الطيارة تلك , فكان جواب القائد خشنشلوس لهما : 
- جئت انتقاما لجنودي المغدورين العشرة . 
- بدون علم الامبراطور المعظم او حتى أذنه ! . 
- كما تعرفان لدى الصلاحيات الكاملة في مثل هذه الامور ... الى اللقاء ها قد اقتربنا ... سنبدأ بشن الهجوم .  
اختفت صورته من الشاشة , طلب ينامي الحكيم من القائد خنكيل ان يرحل , لكنه رفض وأصر على البقاء . 
حلقت الوحوش الطائرة في سماء المدن , بارتفاعات عالية جدا , خارج مديات قاذفات اللهب , كان التوتر ملحوظا في جيش الثوار , فهذه ستكون اول معركة لهم , بينما هرعت النساء والاطفال الى اماكن امنة , واتخذ الكثير من الناس اماكن خاصة لتقديم المعونات واسعاف الجرحى والمصابين . 
بإشارة من القائد خشنشلوس بدأ الهجوم , هبطت الوحوش الطيارة لترمي احجار اللهب , بينما يرمي الجنود على ظهورها الرماح والنبال , لم يمض وقت طويل على الرد , فاطلقت قاذفات اللهب نيرانها في السماء , كرات من النار , تتشظى الى قطع نارية صغيرة في جميع الاتجاهات , مما يصعب على الوحوش الطائرة تفاديها , فأصابتها او اصابت الجنود على ظهرها , بدأت بالتهاوي والسقوط , لتتلقفهم وحدات خاصة من جيش الثوار , فتلقي القبض عليهم . 
أي وحش طائر يسقط في أي مكان , يجد الثوار مستعدين لتكبيله بالسلاسل , ثم شلّ حركته , واخرون مستعدون لمبارزة الحرس الامبراطوري المتناثرين من على ظهور الوحوش الطائرة , ان رفضوا الاستسلام ,  الحرس الامبراطوري لم يعد اسطورة كما كان , بل تمكن الثوار من مقارعتهم , قتلوا بعضهم , واجبروا البعض الاخر على الاستسلام , وقلة منهم فضل الانتحار على ان يقع في الاسر .      
مرت ساعات طويلة على الاشتباك , دمارا كبيرا حلّ بالمدن , ازهقت الكثير من الارواح  , طغت الفوضى على كل شيء , أستغل بعض البشريين الموالين للإمبراطورية الوضع الحالي , ليشنوا هجومات متفرقة على مواقع قاذفات اللهب , وبعضهم كان له دور كبير في الترويج للازمة من موقعه في الطابور الخامس .
ينامي الحكيم برفقة القائد خنكيل كانا يراقبان من على سطح احدى البنايات , التفت الى ما يجري على الارض من رعب وهلع , ليس من الوحوش الطائرة فقط , بل من اشتباك الثوار مع البشريين الموالين للإمبراطورية , الذين كانوا يقتلون كل من هب ودب , لم يستثنوا احدا حتى النساء والاطفال , فتساءل القائد خنكيل :   
- ما يجري هناك ؟ . 
- كما توقعت ... انهم يرسلون من يزعزع امننا الداخلي ! . 
- من هم ؟ . 
- بشريون موالون للإمبراطور ... يتدفقون من مدينة تاكيرون المتاخمة لدولتنا . 
- وماذا ستفعل حيال هذا الامر ؟ . 
- لدينا خطة ... كل شيء محسوب حسابه بدقة عالية .  
تناول جهاز الرادار , واتصل : 
- ايها القائد سعدال ... هل انت مستعد ؟ . 
- في اتم الاستعداد سيدي . 
- حسنا ... أطبق على مدينة تاكيرون ... احتلها ... حرر البشريين فيها ... مزق جيوش الامبراطورية واعوانهم من البشريين تمزيقا . 
- فورا سيدي ! .  
جفل القائد خنكيل في مكانه مندهشا مما يجري , لكن ينامي الحكيم قطع دهشته قائلا : 
- هلم معي لمقر القيادة ... لنتابع جيش الثوار بقيادة سعدال اثناء هجومه على تاكيرون . 
- لكن في تاكيرون جيوشا جبارة من كل الصنوف ! . 
- سترى كيف ستنهار تلك الجيوش ! . 
تحركت قطعات جيوش الثوار بقيادة سعدال نحو تاكيرون , قوامها خمسمئة الف جندي , مدربين بشكل جيد , مجهزين بكل العدة اللازمة لخوض حرب طويلة الامد , شنوا هجومهم من عشرة محاور , ما صعق جيوش الوحوش صعقا , وبهرتهم مهارة الثوار في القتال واسلحتهم الجديدة , لم يكن لهم الا الفرار او الموت الزؤام .  
في غضون سويعات قليلة , أعلن عن سقوط  تاكيرون , تلك المدينة الكبيرة , هبّ البشريون فيها للترحيب بجيوش الثوار , واستقبلوهم استقبال الفاتحين . 
****************** يتبع



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=64682
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 07 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14