قرأت مؤخرا خبرمخيف جدا، أفاد بأنه سيحل بالمنطقة قريبا، خطرمرعب سوف تتم خلاله أعمال إرهابية مدمرة، والخبرمبني على مقالة كتبها أحدهم يقال أنه مفكرعراقي، وهوعبارة عن محتوى تحليل إخباري نشرته بوابة القاهرة الإخبارية الألكترونية بناء على المقالة المذكورة تحت عنوان (مفكرعراقي: الدم والجنون لم يبدأ بعد..وقريبا سنرى"داعش" طيب)
وجاء فى نص الخبر، وهوأقرب إلى الفبركه الإعلامية منه إلى التقريرالروائي الخيالي الذى يشيروبتفصيل دقيق إلى الكوارث المرعبة وما ينتظرمستقبل المنطقة من خطرمدمر، كما يزعم التقرير..!
ويعود أصل الموضوع للمقاله المذكورة كما جاء فى الخبرالمنشور، لباحث عراقي يدعى فاضل الربيعي، وفحوى محتوى مقالته تتضمن معلومات خطيرة، تتنبئ بظهورتنظيم داعشي جديد أسمه (خراسان) وسيكون أكثرتوحشا وفتكا وضراوة، عندما يقوم بعملياته الإرهابية المرعبة التى ستحدث من خلالها كوارث كبرى وخطيره، ستعم دولا عديدة، يكون مركزها أولا شمال سيناء ثم إيران وبعد ذلك تتمدد للجزيرة العربية والمنطقة العربية بصورة عامة، لتقطيع أوصالها والسيطرة والهيمنة عليها، بحسب زعم رواية أوتحليل هذه المقالة المخيفة، والذى يشيرإلى أن الكوارث المرعبة ستعم المنطقة بعد ظهورهذا التنظيم، كما يقول كاتبها الربيعي، وأن هذه الكوارث ستفوق مايحصل أﻵن على إيدي داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى، التى تعيث الخراب والدمارالذى يلم ويحل أﻵن ببعض دول المنطقة..!!
وبرجوعي إلى السيرة الذاتية للمدعوالمفكرالعراقى د فاضل الربيعي، الذى أعد هذه المقالة المفصلة لهذه الأحداث، وجدت بأنه من مواليد بغداد ومقيم حاليا فى هولندا منذ عام ( 96م ) ومتخصص فى مادة الميثولوجيا(علم الأساطير) وبحسب وجهة نظري الخاصة، وجدت أن الكاتب رغم انه لايستهان برؤيته التحليلية التى توصل إليها وبينها فى مقالته التحليلية، وهى رؤية يمكن أن يستشفها أويكتشفها ويتوصل إليها أي باحث متابع للسيناريوالراهن لأحداث المنطقة، وما يجري فيها من أعمال وممارسات مأساوية وبشعة، بحق كل من إمتدت أونالته جرائم تلك العصابات الإجرامية الإرهابية، على ضوء الأحداث الحالية التى تجري فى المنطقة..!!
وربما قد يأتي الوقت المناسب الذى تصل فيه ذروة هذه الأحداث ألى الوضع الخطيرفعلا، إن لم يتم تدارك هذا الوضع، أقول قد تصل فيه ذروة الأحداث إلى الخطورة وبالشكل الذى قد يهدد سلامة أمن العديد من الدول الحاضنة للجماعات الإرهابية وبمن فيها من بعض المجموعات النائمة، وقد يخرج الوضع فى بعض المناطق عن السيطرة لبعض الوقت فى تلك الدول المعنية وتعم فيها الفوضى لاسمح الله، قبل أن يستعاد فيها الأمن من جديد، وكما حصل ويحصل فى المناطق التى إمتدت إليها سيطرة تلك الجماعات، غيرأن سيناريوالأحداث لن يكون باعتقادي بالوضع أوالوصف الخطيروالمرعب والسيئ جدا، الذى ذكره الكاتب ونشرته ( بوابة القاهرة الإخبارية الألكترونية) ويكون فى الوقت القريب على الاقل كما بينه خبر هذا التقرير.
وأشيرأيضا إلى أنه برجوعي لملف السيرة الذاتية للدكتورألربيعي، إستنتجت منه خلاصة قصته التى وجدت أنه بناها على أوهام وخيالات غيرحقيقية، بل وتصطدم أصلا مع طبيعة الواقع المعاش، وهي اقرب إلى قصص الخيال العلمي، منها إلى قصص السوبرمان وما يقال عن شمشون الجبار، والكثيرأيضا من المشاهد والقصص الاسطورية، وتلك ربما هي تتفق مع موضوع أبحاثه ودراساته فى علم الأساطير..!!
وأما موضوع خطرالجماعات الإرهابية، فبالطبع نحن بل العالم كله اليوم أصبح يدرك خطرتلك الجماعات، ولا يمكن لأحد فى هذا العالم لديه ذرة من العقل أن يقلل من أخطارتلك الجماعات، التى توالدت من رحم الصهيونية العالمية، وخاصة ما يقدم لها فى الخفاء والعلن من دعم على أصعدة مختلفة، من قبل العديد من الدول التى تزعم محاربتها للإرهاب فى الشرق والغرب، ولكن هذا الدعم بالتأكيد لن يكون بالشكل الظاهري الفاضح ( لوجستيا) الذى يظهرها بذلك النمط المخيف الذى أشارإليه التقرير، وبما يكشف عوراتهم وسؤاتهم، كدعما عسكريا، بمختلف وسائل الأسلحة، والتى منها على وجه الخصوص السلاح الجوي المؤثرمثلا، كالطائرات والصواريخ والسفن والجيوش الجرارة وحاملات الطائرات والقاذفات والقنابل الحارقة والكيماوية ألخ..وهوالأمرالمستحيل قطعا، والذى يعتبرخط أحمربالنسبة لهذه المساعدات العسكرية، وبالتالي فالغرب لن يسمح بتهديد مصالحه إلى هذا الحد وبالدرجة التى تخرج تلك المجاميع عن سيطرتها..!!
ولكن هذه المجاميع الإرهابية، ستبقى بالتأكيد خاضعة قيد المراقبة والتنفيذ وبحسب الخطط الموضوعة للسيناريوالمعد لها من قبل تلك الدول، وهوالإستمرارفى مواصلة سلسلة الحلقة ذاتها والسيناريونفسه المتعلق بعملية الضغط النفسي على دول المنطقة، لتحقيق المزيد من الضغوط والمكاسب بواسطة تلك الجماعات، بهدف إخضاعها وابتزازها قدرالإمكان، وبمابخدم مصالح الغرب الإستراتيجية، وأهمها هوإنهاك الموارد ومخزون الثروات العربية، وبالتالى إنهاك ماتبقى من الجيوش العربية والقضاء التام والمبرم عليها كليا، وبمايهدف فى نهاية المطاف إلى تنفيذ وتطبيق محصلة خطة السيناريوالمعد كاملة تماما، وهي بالدرجة الأولى مايخدم المحافظة على مصلحة أمن الربيبة المدللة إسرائيل..!!
وأما ماذهب إليه الدكتورالربيعي فى المحصلة من هذا التنظيرغيرالواقعي، فهو لايعدوعن كونه، أولا..لايخدم إلا المصلحة الغربية فى ذات السناريوالمعني بالضغط على دول المنطقة نفسيا وسياسيا وماديا، لمصلحة أمن إسرائيل كما ذكرت، وسواء قصد الربيعي ذلك أولم يقصد، وثانيا..وهوالأكيد من وجهة نظري الخاصة أيضا، بأن له علاقة وتأثيرمهم ويندرج تحديدا فى إطارموضوع دراساته فى علم الأساطير..!!
وإلا فإنه لم يخبرنا عن أمرهام وحيوي..وهوالكيفية المثلى للقوة العسكرية الجبارة التى تمتلكها تلك الجماعات، للسيطرة على المنطقة بالصورة المبسطة التى ذكرها، وخصوصا بأن هذه الجماعات المزعومة لم ولن تمتك مقوم الدولة وهي بحسب وصفها ستكون من نمط وغرارالمجموعات الإرهابية الراهنة، وبالتالى فنحن نعلم بأن هذه الجماعات، وبالرغم مما تقوم به وترتكبه من مجازروممارسات إرهابية خطيرة من القتل والنحروالتدميرلكل المقدسات والتراث، فى تلك المناطق التى إحتلتها وتمددت فيها، وبما أدخلته من رعب دموي فى كل هذه الممارسات الإرهابية وخصوصا فى العراق وسوريا تحديدا، نجد بأنها لم تمتلك منظومة سلاح إستراتيجي بحيث يمكنها من إحتلال دولا بأكملها، بل أننا وجدنا أن تمددها كان إلى مناطق محدودة، ونتيجة لعوامل معروفة، ولذا فإن صاحب التحليل لم يخبرنا عن تلك القوة الأسطورية السحرية الرهيبة التى تحدث عنها وتوصل إليها لاحتلال المنطقة والهيمنة عليها..!!
وبالذات أنه لم يثبت حتى اليوم كما أشرت، إمتلاك المجموعات الإرهابية من مثيل الجماعات المزعومة لجحافل الجيوش المدربة تدريبا عسكريا، بالإضافة إلى أنها كما يعلم الجميع لاتمتلك ﻹى منظومة عسكرية أوأي من مقومات الأسلحة المشار إليها، كالسلاح الإستراتيجي المحوري وأهمه السلاح الجوي، وغيره من أسلحة الدمارالتى من شأنها أن تغيرمن خيوط وفنون اللعبة..!!
فإلى إلى أي إستنتاج تحليلي ومصدرتوثيقي..إستند إليه أوعليه الدكتورالربيعي.. وكذلك الصحيفة المصرية المشارإليها التى قامت بنشر التقريرالمزعوم، والذى أشارت بأنه حدث خطيرومرعب كما نقلته..!!
ثم إلى أي مصدرأونتائج تمخضت عنه تحليلات وتنظيرات المدعوالدكتورالربيعي، هذا هوالسؤال المهم الذى لم يتم التطرق إليه، لامن قبل الصحيفة ولامن قبل الناشرالربيعي نفسه، يفيدنا بما أتيا على ذكره أوالإشارة إليه بشكل دقيق وواضح فى مضمون التحليل والتقريرالمذكورعن هذا الخطرالمزعوم..!!
alsahafee@gmail.com