الصهيونية حركة يهودية, ظهرت في اواخر القرن التاسع عشر, ودعت اليهود الى رفض اندماجهم في المجتمعات الاخرى, لتطالب بإنشاء دولة منشودة في فلسطين, وبهذا اصبحت الصهيونية مدعاة للتشتت والتفرقة بين صفوف الامة الاسلامية, فيقول مفكرين صهاينة؛ ان الحاجة لإقامة وطن قومي يهودي قديمة, ويعتقدون المتدينين منهم؛ بأن ارض الميعاد (التسمية اليهودية لفلسطين)؛ قد وهبها سبحانه لبني اسرائيل, فهذه الهبة ابدية ولا رجعة فيها, فبعد يقينهم بأن العرب لن يتخلوا عن ارضهم؛ عملوا بكل طاقتهم على مقاومتهم.
صراع يعيشه الشعب والمقاومة الاسلامية في فلسطين مع الصهاينة, منذ ذلك الحين والى الان؛ مدافعين عن ارضهم ومقدساتهم, التي يحاول ان يستولي عليها اليهود بحجج هاوية, فنرى ان الفلسطينيين قدموا القرابين تلو الاخرى, في مشهد بطولي يستحق الثناء, لنقف مناصرين لهم ومدافعين عنهم, لتتوحد جميع الامة الاسلامية تحت عنوان؛ أطلقه القائد الراحل الامام الخميني (رضوانه تعالى عليه)؛ هو يوم القدس العالمي الذي يصادف اخر جمعة من رمضان في كل عام.
في شهر رمضان, احد مواسم الوحدة الاسلامية, حيث يصوم المسلمين من كل مذهب, فلونهم في هذا الشهر لون واحد بل صبغة منه تعالى, فالحال في هذا الشهر يرتقي الى اهتمامهم بقضايا وهموم الاسلام والانسانية, ليأتي الاختيار الذكي للإمام الراحل, مستفيدا من قوة المسلمين في وحدتهم الرمضانية, لصالح القضية الاهم, القضية الفلسطينية.
الامام الخميني, بإعلانه يوم القدس العالمي, رسم احد المحاور الاستراتيجية للقضية الفلسطينية, وكذلك جاءت مبادرته باعتباره مرجعا دينيا شيعيا, تتويجا لموقف علماء الشيعة من تلك القضية منذ زرع الكيان الصهيوني في قلب فلسطين.
اطلاق الامام (رضوانه تعالى عليه) مبادرته, تمثل الوحدة الاسلامية لرفض ابادة اليهود للفلسطينيين وافشال مخططاتهم, وكذلك ليعلن بأن القدس تعتبر رمزا لوحدة المسلمين, وان القضية الفلسطينية هي قضية المسلمين وليس شعب فلسطين فقط. وليبرهن بأن الحل للقضية الفلسطينية؛ لا يأتي الا من خلال وحدة المسلمين وتركيز جهودهم, لاسترجاع حقوق الفلسطينيين المسلوبة.
ان الاعلان ليوما عالميا للقدس؛ يعتبر يوما للاتحاد والتضامن بين مذاهب الامة الاسلامية, ليشكلوا قوة ضاربة, مسلحة بالإيمان به عز وجل, ورصينة برصانة الوحدة الاسلامية في عهد الرسول واصحابه واهل بيته الكرام, ليستمر في اسلاما قويا متماسكا يدافع شعبه؛ عن الحقوق القانونية والشرعية لأي شعب يضطهد, واي منظمة اسلامية يأخذ حقها, من قبل المجرمين والطواغيت, ومستعدا للتضحية في سبيل اعلاء كلمة الحق, وخاصة بعد انتصار الثورة الاسلامية الايرانية.
اراد سماحة الامام (قدس سره), ان يهتف المسلمون هتافا واحدا ومتضامنا, لصالح القدس, وأكد سماحته لهذا الهتاف اثره, فقال في احد خطاباته: ((نسأل ال.. ان يوفقنا يوما للذهاب الى القدس, والصلاة فيها, وأأمل ان يعظم المسلمين يوم القدس, وان يقيموا المسيرات, وعندما يصرخ مليار مسلم فان اسرائيل ستشعر بالعجز)), فقد سد الطريق امام الصهاينة لتنفيذ مشروعهم, وها هي الجمهورية الاسلامية تعمل بهذا الاساس, مانعة اليهود من السير نحو تنفيذ ذلك المشروع, واعتقد بأنها مستعدة لأي طارئ. |