يقال أن علياً عليه السلام مات الليلة. لا، لم يمت عليّ ولن يموت، بل عاد لموطنه الأصلي. وموطنه الأصلي ليس الجنة بالتحديد، فعليّ هو الجنة ولولاه لم تكن الجنة، موطن عليّ الأصلي هو أنوار الذات الإلهية وآفاق الوجود الأول ماقبل الخلق والخليقة. عليّ ليس جسداً يدفن في الأرض ولا روحا تسكن البرزخ مع باقي الأرواح. عليّ تجلّيات الحقائق الإلهية، وإشعاعات الفضائل المحمدية. عليّ هو ركن في معادلة المثلث الأقدس، ألله محمد عليّ. عليّ هو الذي ولد في بيت الله واستشهد في بيت الله ولم تنجسه الجاهلية بأنجاسها، وعليّ هو الذي جاهد في الله ولأجل الله قبل أن يكون خليفة وبعد أن صار خليفة ولم ينتظر الخلافة ليبدا أدوار البطولة. عليّ ناصر المظلومين وهو المظلوم في حياته وإلى يومنا هذا. عليّ أشجع الخلائق بعد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم (لافتى إلا عليّ ولاسيف إلا ذو الفقار) وأعلم الناس بعد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم (أنا مدينة العلم وعليّ بابها) وأكثر من تحتاجه الناس بعد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم (لولا عليّ لهلك عمر) و( أعوذ بالله من معضلةٍ ليس لها أبو حسن) وأزهد الناس في الدنيا بعد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم (يادنيا غرّي غيري).
أتعلم ياسيدي ياعليّ ما أشد مايؤلمني ونحن نعيش أيام استشهادك؟ أشد مايؤلمني أن يتاجر باسمك بعض ساستنا الفاسدين الذين اكتوت جباههم بسواد الظلم والانحراف وصاروا ينسبونه إلى العبادة والاقتداء بسيرتك النقية الطاهرة. أفلا تمد إليهم أطراف ذي الفقار فتقصم ظهورهم التي ماعادت تحمل غير الأوزار.
7 تموز 2015