• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : من مفردات المؤسسة الدينية .
                          • الكاتب : كريم الانصاري .

من مفردات المؤسسة الدينية

 ممّا لا غبار عليه أنّ المؤسّسة الدينيّة عندنا تتكفّل شؤون العباد إدارةً وتدبيرا، سعةً وضيقا، على ضوء المبنى الفقهي ردّاً وقبولا.

إنّ بناء ورعاية ودعم وتأمين وتنمية وديمومة المعاهد الدينيّة والمراكز العلميّة في سلّم أولويّات وظائف ومهامّ المؤسّسة الدينيّة فهي التي تعنى بها عنايةً كاملةً في شتّى جوانبها وأُمورها، وتقف على نظامها ونشاطها ونتاجها إيجاباً أو سلباً، وقوفَ المدير المسؤول، الأب الغيور؛ فهذا الوليد ثمرة الجهد وتعب الدهور. إنّ هذا الوليد حلقةٌ من سلسلةٍ ذهبيّةٍ وعقدٍ ألماسي وشجرةٍ مباركةٍ أصلها ثابتٌ وفرعها في السماء تؤتي أُكلها كلّ حينٍ بإذن ربّها. إنّه حامل راية الرايات في مضامير تلقّي وبثّ ونشر وحفظ وديمومة الاعتقاد بالقيم والمبادئ الحقّة العليا.

من هنا نراها تحرص كلّ الحرص على متابعة أوضاع هذه المعاهد والمراكز متابعةً ميدانيّةً فاعلةً على الدوام، من خلال الحضور المباشر أو بالتمثّل وكالةً ونيابةً، سواء بالحضور الفردي أو الجماعي.

لذا تسعى المؤسّسة الدينيّة إلى توخّي الدقّة والضبط في انتقاء واختيار الفرد أو الأفراد الذين يقع على عاتقهم تمثيلها في أداء تلك المهام، فنجدها تنتخب ذوي العلم والمعرفة والفكر والثقافة وممّن لهم السمعة الطيّبة والأخلاق الحميدة والشخصيّة المؤثّرة؛ كونها تدرك أكثر من غيرها طبيعة العلاقة الوشيجة بين نوع الخطاب والمخاطَب، بين البثّ والاستقبال، بين الإرسال والتلقّي. تلك العلاقة التي تعني خطفَ القلوب والعقول والنقش على ألواح الضمائر وخبايا الروح وأعماق الحنايا والشعور فيما لو كان الإرسال مفعماً بالصدق والإخلاص والحبّ والمعرفة. وإلّا فلا يرشح من النقيض إلّا النقيض.

كما أنّ المؤسّسة الدينيّة تدرك مدى رصد الناس ودقّة مراقبتها وحجم انتظارها منها؛ إثر الفضاء الحاكم على المجتمع والعرف والأخلاق، الذي منح هذه المؤسّسة بالغ القدسيّة ورفيع الحرمة وشامخ المكانة وسامق المنزلة، المتقادمة قِدَمَ السنين والقرون؛ فإنّ مقام النيابة العامّة مقامٌ إلهي عظيم وشأنٌ ربّاني أصيل. من هنا فإنّ أيّ قولٍ وفعلٍ وتقريرٍ من أيّ فردٍ محسوبٍ على المؤسّسة الدينيّة، بشكلٍ عام، أو فيما يرتبط بموضوع بحثنا بشكلٍ خاصّ سيترك أبرز الأثر، سلباً كان القول والفعل والتقرير أم إيجاباً، بعلاقةٍ طرديّةٍ لا تقبل الغموض والترديد.

إنّ المستفاد من أفكار ورؤى ونصائح المؤسّسة الدينيّة هو التأكيد على النوع لا على الكثرة وتكثير السواد؛ فلربّ

سالبةٍ من ساذجٍ أو جاهلٍ أضاعت جهوداً كبار.

إنّ التعريف الوافي بعناصر الوفود التي تبعث بها المؤسّسة الدينيّة إلى هنا وهناك يجعل المضيّف ومن سواه واقفاً على رفعة خصائص هذه العناصر ورقيّها علميّاً وأخلاقيّاً واجتماعيّاً، التي تعني حكمة وحصافة وعلوّ كعب هذه المؤسّسة وعمق رؤاها. فلا غرو أنّ الانتخاب الصحيح سيحفر أثمن الأثر على صفحات القلوب والعقول.

ولا ننسى تأكيدات المؤسّسة الدينيّة على الوفاء التامّ بالعهود والالتزامات المقطوعة لهذا المعهد أو ذاك المركز، العهود والالتزامات التي ينبغي أن تكون على قدر المكنة والاستطاعة كي يوفى بها بالشكل والظرف المناسب. ولكي يكون الحفاظ على المصداقيّة في أرفع الرتب والمنازل.

كما لا ننسى نصائحها بالابتعاد في ذلك الأمر وفيما سواه عن الإسراف والتبذير وكلّ المظاهر التي تصنع استفهاماتٍ عريضة وتخدش بالمصداقيّة والشؤون الاعتباريّة والأخلاقيّة والدينيّة.

اللّهمّ احفظ دينك وحماة دينك يا خير حافظٍ ومعين.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=63818
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 07 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14