• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : لماذا لا يكترث سنة البحرين بمعاناة إخوانهم الشيعة البحارنة ؟ !! .

لماذا لا يكترث سنة البحرين بمعاناة إخوانهم الشيعة البحارنة ؟ !!

 عندما يصرخ الشيعة البحارنة يوميا ً في الظلام ، في قراهم ، ومناطقهم المحرومة ، المحاصرة بالمدرعات العسكرية ، وبقوات الأمن ، يتظاهرون ، ويتصادمون يوميا ً ، ليلا ً ونهارا ً ، يضحون بشبابهم ، بفلذات أكبادهم ، لا أحد يتفهم معاناتهم سوى منظمات حقوق الإنسان الدولية ، والشخصيات السياسية المنصفة للحقوق البشرية في العالم !!! عبثاً يحاول الشيعي البحراني أن يوصل رسالته لأخوه ، شقيق الوطن ، السني !! عبثا ً يحاول ليل نهار أن يُفهم الأشقاء السنة في البحرين صرخة مظلوميته !!! ولكن لا إحساس لصرخة المظلوم !!! رغم أن العديد من شباب ورجالات السنة البحرينيون يطلعون ويشاهدون أخبار وتعليقات التويتر التي يتصدرها الشيعة الذين استفادوا منها كسلاح إعلامي لتصدير أخبار ثورتهم ، ولكن لم تغير ، ولم تحرك ، تغريدات النشطاء ، والحقوقيين ، والصحفيين ، والسياسيين الشيعة أي شعور أو إحساس في مشاعر ، وتفكير سنة البحرين !!! يا ترى ما السبب ؟؟! نتسائل ؟؟!!

الجواب :

١- السني يشعر أنه عنصر مفضل لدى الحكم ، مفتوحة له فرص التوظيف في شتى المجالات والمواقع والمؤسسات والوزارت بدون استثناء!! الموظف السني ، والمسئول السني يشعر بشكل يومي أن الموظفين الشيعة غير مرغوب فيهم ، منبوذين في الترقيات ، والفرص الوظيفية .

٢- المدير السني يشعر بالجو الطائفي ! يسمع من وكيل الوزارة توجيهات شفوية " لا توظفون الشيعة ، ولا ترقونهم " !! الوكيل يسمع نفس الكلام من الوزير السني !!! الوزير السني يسمع نفس الكلام والتوجيهات من الجهات العليا !!!

٣- فيه شعور عند السنة أن" ضربة الشيعي ضايعة " ، تشتكي عليه !! تبلغ عنه !! تتهمه بالطائفية إذا كان مدير أو مسئول خلاص تروح عليه !!! فيه شعور بوجود غطاء حكومي لأي فعل موجه ضد الشيعة ! بإختصار يستطيع يقدم الشيعي قربانا ً للمسئولين الطائفيين الكبار في البلد لأنه يعرف أن ثمنها سيكون : ترقية ، منصب ، حوافز ، .... الخ .

٤- إعتقاد السنة أن الشيعة مخربين ! إرهابيين ! قتلة ! عملاء لإيران !

٥- سيطرة السنة ، بغطاء حكومي ، في مراكز المال ، والسلطة ، والنفوذ ، والحكم ، لسنين طويلة ، وبالتوارث ، يجعل من الصعوبة إقناعهم بالتخلي عن الثروة ، والمال ، والجاه ، والحكم لصالح المحرومين والمستضعفين اللي يشكل الشيعة البحارنة الجسم الرئيسي فيهم !

٦- بسبب السياسة الطائفية المطبقة في البلاد ، تركزت السيطرة الأمنية والعسكرية بيد أبناء السنة
، فابنائهم ضباط في الأمن العام ، والأمن الجنائي ، وأمن الدولة ، وأمن المراكز والسجون ! الضابط السني تمت تربيته على مفهوم " أن الشيعي إرهابي ! الشيعي مخرب ! الشيعي عدو للنظام والوطن ! الشيعي عميل وطابور خامس لإيران !! "... ويتورط بسبب تربيته هذه على مواجهة المطالب والمظاهرات الشيعية على أنها أعمال عنف ، وتخريب ، وإرهاب !!! فيتورط في أعمال التعذيب ، والقتل مما يؤجج مشاعر الحقد والكراهية بين الجميع !! كذلك الشيعي ينظر لرجل الأمن على أنه جلاد وقاتل ، السني ينظر لرجل الأمن على أنه يطبق النظام والقانون !! وكذلك هذا الظابط السني عندما يجلس مع أولاده ، وإخوانه وأخواته ، وأهله وأقاربه ، وأصدقائه ، ينقل لهم وجهة نظرة الأمنية اللي هو تربى عليها !! أن الشيعة مخربين ، وإرهابين ، والمعلومات الأمنية تثبت ذلك !!!! فينشر هو كذلك هذه الثقافة في مجتمعه !!!


٧- السني البحريني غير منفتح على الإعلام الشيعي ! ممكن الشيعي بالعكس يراقب جميع وسائل الاعلام ويشارك فيها ، بينما يحصر السني نفسه في تلقي المعلومة الجاهزة الخبيثة من وسائل إعلام السلطة : أخبار الخليج ، جريدة الوطن ، ملتقى مملكة البحرين !! يقرأ لكتاب السلطة المأجورين !

٨- في السابق كانت الأمور أقل تعقيداً ، تعقدت الأمور أكثر بدخول الجمعيات الإسلامية السنية المتشددة السلفية والإخوانية على خط الدعم ، والترويج لثقافة التشدد الطائفي الديني تجاه الشيعة في العشر سنوات الأخيرة !!!

٩- تجار السنة ، ورجال أعمالهم ، ووجهائهم ، وعلمائهم ، كلهم متورطون في الترويج للثقافة الطائفية ضد الشيعة عن طريق شراء النفوس بالمال !!! من أجل حماية مصالحهم ومراكز قوتهم التي حظيوا بها بدعم حكومي !!!

١٠- أحداث المنطقة ، خصوصا في العراق ، وسوريا ، روجت للأفكار الطائفية المتشددة ، وخلقت إستقطابا ً طائفيا ً بغيضا ً في المنطقة له تأثيرات شديدة في الساحة البحرينية !! كذلك المال السعودي ، والغطاء الأمريكي الذي يشجع على صناعة الجو الطائفي الديني المتشدد في المنطقة .

١١- نظرة السني البحريني للحاكم : أنه ولي نعمته ، أنه ولي أمر واجب الطاعة ، والخروج عليه فتنة حتى لو كان ظالما ً، بينما الشيعي ينظر له أنه حاكم ظالم ويجب أن يخضع لإرادة الشعب أو يرحل !! بينما هو ينظر لظلم الحاكم على أنها أخطاء قابلة للتصحيح ، ينظر الشيعي لها أنها جرائم يجب أن يحاكم عليها مرتكبها !!!

١٢- كذلك ينظر السني للمجنسين أنهم إخوان لنا ، جاءوا لطلب الرزق ، والدفاع عنا ، بينما ينظر الشيعي لمشروع التجنيس أنه محاولة لتدمير الوطن ، وتدمير هويته وتراثه الوطني الأصيل ، والقضاء على الطائفة الشيعية نهائيا ً أو تقليل حجمها السكاني إلى أدنى مستوياته !!!

بناء على كل ما ذُكر أعلاه ، لا يمكن استقطاب الرجل أوالشاب السني لصالح القضية أو تتوقع منهم أن يقفوا مع مطالب الشيعة العادلة !! لقد تم ّ كل ذلك بتمويل ، ودعم ، وغطاء حكومي ، إقتصادي ، وسياسي ! هذا لم يتم من سنة أو سنتين بل هذا برنامج طائفي مدروس وممنهج ، استمر لاكثر من 30 عاما ً !! تمت الاستفادة في تطبيقه من تجربة جنوب إفريقيا ، وإسرائيل في التمميز العنصري ، وسحق الهوية !! بل لا تستغرب أن خبراء من هاتين الدولتين ، ومن دول أخرى تم إستقدامهم لتطبيق هذه السياسة !! والبندر مثال صارخ !!

 فهذا البناء الطائفي قوي ، ومترسخ ، يصعب هدمه بسهولة ، مترسخ في العقول والقلوب قبل أن يكون في مؤسسات الدولة ومفاصلها ، ولن يتهدم إلا أن تحدث " هزة كبرى " تغير معادلات المنطقة برمتها !!! أو يغير نظام الحكم عقليته الطائفية وهذا مستحيل !!! والسنة لا يمكن أن يتبدل تفكيرهم تجاه إخوانهم الشيعة إلا بحدوث " هزة الحوبة الكبرى في حياتهم " نتيجة لرضاهم بالظلم الذي وقع على إخوتهم الشيعة !! مثل سنة الكويت عندما أفاقوا من سباتهم بغزو صدام حسين لبلدهم بعدما رقصوا له ، وصفقوا لجرائمه 10 سنوات ، واحتفلوا لقادسيته ، ورضوا بأفعاله وجرائمه بحق الأبرياء والمساكين تحت شعار حماية العروبة والبوابة الشرقية من الخطر الفارسي !!!!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=63756
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 06 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13