إن علاقة المعرفة بـ( الأيديولوجيا ) (Aadiologgioh ) و بالدرجة الأولى هي علاقة تضاد , فالمعرفة لا تؤمن بالشيء ( المؤدلج ) (Ideologically ) , و لا تقول بالأحكام المسبقة , و لا تنقاد لمنظومةٍ ما , و لا تدافع عنها بأي دافعٍ طائفي , أو مذهبي , أو فئوي , أو عرقي , بل إن الأساس في المعرفة هو محاكاة الواقع , و تبيين الحقائق , و رفع اللبس , و وضع الحلول بما يتلائم مع الواقع , و يوافق العقل .
إن المعرفة , و الأيديولوجيا متضادتان تضاداً يستحيل أجتماعهما سوياً , فهما نقيضان لا يجتمعان , فمتى ما حضرت المعرفة هربت الأيديولوجيا , و متى ما حضرت الأيديولوجيا غادرت المعرفة و أختفت . فالمعرفة أمر ذهني كسبي مستمر , و متجدد , و منفتح , و الأيديولوجيا ما هي إلا أداة تقييدية مؤطرة بإطار معين و دائرة لا تخرج منها .
لكن هناك علاقة بين ( مسمى المعرفة ) , أو ( المعرفة المجازية ) ( Metaphorical Knwledge ) , و الأيديولوجيا (Aadiologgioh ) , و هي علاقة أنقياد تلك ( المعرفة المجازية ) للايديولوجيا , و إن هدف ( المعرفة المجازية ) هو الدفاع عن الأيديولوجيا و تجميل صورتها , و أختراع الأفكار , و النظريات من أجلها , و تبرير أفعالها , و الحكم بخطأ معارضيها .
و هذا ما نجده جلياً واضحاً عند علماء السوء , و وعاظ السلاطين , و عند الجبابرة , و المتسلطين , و عند أعداء الأديان , و أعداء الإنسانية , و عند أصحاب المصالح الذين يحاولون التبرير لمصالحهم بحججٍ إختراعية أكثر منها واقعية .
و لابد أن نعرف بإن علاقة المعرفة بالأيديولوجيا يحدد مصير العلم , و التطور , و إنسانية الجنس البشري , فإذا كانت الأيديولوجيا تابعة فهذا مظهر صحي , و دليل على مكانة العلم و المعرفة المتقدمة , و دليل على تكريمها و رقيها .
أما إذا كانت الأيديولوجيا متبوعة فهو دليل على التخلف و الأنحطاط , و ما ذلك إلا جعل المعرفة أداة من أدوات تقوية الأيديولوجيا , و الدفاع عنها , و تبرير أفعالها .
فسيطرة الأيديولوجيا على المعرفة من أسوء الأشياء في حياة بني الإنسان , إلا أن الأسوء من ذلك بكثير هو عندما يخضع الدين للأيديولوجيا , و يكون عبداً لها فينشئ جراء ذلك مسخ مخيف , و وحش كريه يهرب الناس منه , و يتحاشون ذكر اسمه .