• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحرب النفسية في الخطاب القرآني .
                          • الكاتب : محمد حديد الجحيشي .

الحرب النفسية في الخطاب القرآني

تعدّ الحرب النفسية من أخطر أنواع الحروب .. وأقساها على الاطلاق.. فهي تستهدف قلب الإنسان وعقله وسلوكه وتقوده نحو الهزيمة والاستسلام بعد القضاء على روح المواجهة لديه. وهي لا تستهدف الأفراد فقط بل تستهدف كلّ فئات المجتمع. وعرفت الحرب النفسية بتعاريف مختلفة، منها: أنّها عبارة عن عدّة إجراءات يتخذها الطرف الأوّل نحو الطرف الثاني من خلال الدعاية والإعلام بشتى ألوانها للسيطرة على أفكار الآخر ومشاعره وعواطفه وسلوكه ومعنوياته. وكما عُرفت بأنّها استخدام مخطط في وقت الحرب أو الطواريء وفي وقت السلم بطريقة دعائية، وذلك للتأثير على أفكار وعواطف جماعات أخرى.
فيما يقول الدكتور زاهر زكار الباحث الفلسطيني المتخصص في الدراسات الأكاديمية والإستراتيجية يمكن تعريف الحرب النفسية ومفهومها بأنّها: \"وضع الأمور والشؤون السياسية والعسكرية والاقتصادية والعقائدية التي خطط لها، موضع التنفيذ الفعلي بهدف التأثير على الآراء والمواقف ووجهات النظر والسلوكيات في هدف معين..\". ولكن بالرغم من ذلك، فإن من الصعوبة إدراك وبدقة ماهية الحرب النفسية ومدلولاتها التي اتسعت في عصرنا الحاضر، وخاصة بعد التطور الهائل في جميع فروع المعرفة الإنسانية، لكن تبقى هي حرب شاملة تطال كلّ بنى المجتمع الاقتصادي والسياسية والفكري.. وتستهدف الفرد والمجتمع على حدّ سواء..
تهدف الحرب النفسية إلى تحطيم الروح المعنوية وزعزعة الإيمان بالهدف المنشود والتشكيك في القيادات المسؤولة وبث الفرقة بين صفوف المجتمع وزرع اليأس وروح الاستسلام في النفوس، وإضعاف الجبهة الداخلية وإحداث الثغرات فيها. بمعنى آخر تهدف إلى أي شكل من أشكال الضغط (عسكري، وسياسي، واقتصادي، ونفسي، ..).
ما يعنينا في هذا الصدد ماورد في الخطاب القرآني من نصوص بهذا الشأن فأعداء الاسلام يشنون هذا النمط من الحرب الدعائية من اجل احباط عزيمة المؤمنين واضعافهم وبث الرعب في نفوسهم وتثبيط عزيمتهم ولذا على المؤمنين ان يشنواالحرب نفسها ولذات الاهداف من اجل بث الرعب والهلع في نفوس الكافرين والمشركين المحاربين وغير المحاربين من اجل سريان الشعور بالخيبة في نفوسهم واليأس عن امكانية تحقيق اهدافهم 0
ان الهدف الاساسي لاعداء الاسلام هو اطفاء هذا الدين من خلال اعلامهم ودعايتهم وتشويهاتهم وافتراءاتهم ويعبر القرآن عن ذلك بقوله تعالى((يريدون ان يطفئوا نور الله بأفواههم))التوبة 32
فهذه الطريقة المقصود بهاهو الخطاب المتضمن اللغة وفنونها من بيان وغيره سواء بالشعر و النثر والاعلام فهي وسائل مشافهة وحكاية ونطق 0
اراد المشركون ابتداءا ان يضعفوا شخصية الرسول ص ومن ثم اضعاف مضمون رسالته فاتهموه بالشعر والخيال والكهانة وبالكذب والجنون والسفاهة ثم اتهام الاتباع بأنهم الاذل وعديمو التفكير من جهة اخرى علم الله نبيه واتباعه بأعتمادالحرب النفسية وادواتها ووسائلهامن خلال الاعداد واظهار هذا الاعداد((واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وءاخرين من دونهم))60 الانفال
فالاستعدادات واظهارها عنصر يحقق ارهاب العدو الظاهر(وقد يكون اشارة الى المنافقين في داخل الصفوف) قال تعالى ((فاضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان)) الانفال 12
فالمطلوب هو القتل للخصم وكذلك ضرب ادواته الاعلامية والدعائية (كل بنان) فالبنان رمز للكتابة والتعبيروالمطلوب هو ضرب كل بنان ضرب كل وسيلة دعائية يمكن ان تبث السموم والدعاية المغرضة الهادفة لاضعاف المؤمنين قال تعالى((فشرد بهم من خلفهم))الانفال 57
فالاظهار الاعلامي لمستوى الاذى الذي يتعرض له العدو يؤثر نفسيا ليس على العدو بل ايضا على من خلفه ومن يدعمه ويمده ويؤيده حتى لو لم يكن المؤيدون معروفين وظاهرين فأن شدة البطش والضرب في العدويصيب سهما فيه وسهما آخرفيمن يؤيده ويدعمه ويحبه ويحتضنه وهنا تظهر اهمية الاعلام الحربي الذي يسهم اسهاما فاعلا في احباط العدو واحباط مؤيديه وعملائه وحلفائه.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=63430
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 06 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14