مع كلمة تدل على المصاحبة , وعلى حرف جر يفيد معنى فوق , ( على التل , على المنضدة).
وفي التفاعلات البشرية ما بين القوى , يختلط الفهم ما بين على ومعَ , ذلك أن القوة التي معك , ليس بالضرورة تحقق مصالحك , لأن كل قوة لا يمكنها أن تصاحب قوة أو حالة أخرى , إن لم تحقق المصاحبة مصالحها.
وقد تكون القوة معك لكنها لا تحقق مصالحك , وإنما تضرّ بها , بل وتدمرك وتتسبب لك بالمزيد من المشاكل والخسائر.
وما يحصل في المنطقة العربية , أن أنظمتها (السياسية) , تتكل تماما على من يوهمها بأنه معها , وتتناسى أن القوة دائما تكون مع ما ينميها ويزيد من قدرتها على التدمير والسطوة والهيمنة , والوصول إلى مصالحها بأقل التكاليف.
ولهذا فأن المنطقة في محنة الويلات لأنها تتغافل أو تتجاهل بوصلة مصالح القوى التي تحسبها معها , وهذا يتسبب في أن القوة المصاحبة تصبح عبئا وثقلا على الذي يُصاحبها , وعامل تدمير وتخريب لوجوده , لأن مصالح تلك القوة تقتضي بذلك.
وهذا يفسر الكثير من الحالات , ويجيب على العديد من التساؤلات , فليس بالضرورة أن تكون القوة التي معك , هي في حقيقة سلوكها معك , وإنما هي مع مصالحها , التي وجدت الأرضية اللازمة لتحقيقها , أي أن تقبل أي قوة لتكون مع قوة أخرى , يعني أنها قد وجدت منافذ جديدة وسهلة للوصول إلى أهدافها.
ومشكلة القوى الصغيرة أنها تتحول إلى حالة معمعية للقوة الكبيرة التي صحبتها , وبهذا فأنها تكون مسخرة لتأكيد إرادة تلك القوة , لأنها ربطت مصيرها بها , وأصبحت مستعبدة ومأسورة بقبضة القوة المصاحبة.
ومن هنا فأن هذا الفهم المنحرف والمضطرب , يمنع رؤية الواقع والتحديات , وينمي الإتكالية والتبعية وعدم الشعور بالمسؤولية , وتصبح القوة الكبيرة فيما تقوم به على القوة الصغيرة التي تماعيها , وبهذا تتحول ديارها إلى سوح خراب ودمار.
وما يجري في البلاد العربية يمكن تفسيره وفقا لذلك , لأن الأنظمة (السياسية) , مصابة بالمعمعية , وهو وسواس سلوكي تدميري فظيع , يؤهل المجتمعات للإنقراض والإبادة بتعجيل شديد.
فهل ستستيقظ الأنظمة العربية , وتتعلم الإعتماد على نفسها وتتعايش وتتكافل بأساليب وتقاليد حضارية معاصرة؟!! |