• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إنقلاب تركي ، نصائح عراقية ....! .
                          • الكاتب : فلاح المشعل .

إنقلاب تركي ، نصائح عراقية ....!

أعطت نتائج الإنتخابات البرلمانية التركية ، أمس الأول ، تراجعا ً ملحوظا في عدد المقاعد 260مقعدا مقابل 295لأحزاب المعارضة ، نتيجةً مخيبة لآمال حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب اردوغان على تشكيل الحكومة بمفرده ، بعد ثلاثة عشر عاما ً من هذا التسيد الرئاسي للحكومة والبرلمان ، مايمكن عده إنقلابا ً أتاحته الديمقراطية التركية .

الإنقلاب التركي سيفتح الفضاء السياسي امام تأويلات ورسم خطوط جديدة في التكوين السياسي والتوجهات للحكومة التركية الجديدة وسياستها الخارجية ، ويهمنا هنا أن نراقب نتائج ذلك وكيفية إنعكاسه على الوضع الداخلي للعراق وسوريا، وارتباطه بظاهرة " داعش " ، باعتبار تركيا أحد أهم اللاعبين في ملف تكوينها ومصادرها وخطوط تمويلها للداخل العراقي والسوري على حد سواء .

إزاحة سلطة اردوغان وقبضته الإسلامية الإخوانية ذات المحاور القطبية الإقليمية، عن مقدرات دولة كبيرة ذات تأثير إقليمي أوربي – شرق أوسطي ، تعني ان برامج عمل هذه المحاور سوف تصاب بشلل نوعي ، او تنعطف على ردة فعل معاكس لما كانت عليه استراتيجية أردوغان ، سيما وان كبرى الأحزاب المعارضة الفائزة أعلنت عن رفض سياسة تركيا الخارجية ومنع الدعم ل " داعش " .

السمة البارزة في السياسات الخارجية لدول الشرق الأوسط ، ومنها تركيا ، تأثرها بشخصية رئيس الحكومة وتوجهاته الإيديولوجية ، بالتساوق مع الإدعاء بالمصلحة القومية للبلد، يأتي هذا في ظل غياب ثوابت العمل المؤسساتي، وكسر هيمنة الإسلام السياسي في تركيا يجعلها في موضع اقرب لمسار دول الجوار وخصوصا العراق وسوريا ، اكثر الدول تضررا من وجود داعش وخطوط عملها وتمويلها .

الحكومة المقبلة في تركيا ووفق جميع الإحتمالات المتوقعة ستنهي الحكم المطلق للإسلام السياسي وطموح أردوغان العثماني الجامح ، وهذا الأمر يدعو الإدارة العراقية الى التصرف بحكمة وتوثيق الصلات وتعميق العلاقات النفعية المتبادلة مع الأحزاب الصاعدة على المسرح السياسي وسدة الحكم ، وتحديدا ً حزب الشعب ، والحزب القومي ، وحزب الشعوب الديمقراطية الذي شكل مفارقة مهمة في وضع التمثيل السياسي الكردي في تشكيل الحكومة وتوجهاتها .

الحكومة العراقية مدعوة للإستفادة من التجربة التركية واسباب فشل اردوغان، وأفول نجم حزبه ، رغم الإصلاحات النوعية التي حققها على المستوى الإقتصادي والخدمي والمعيشي للشعوب التركية ، لكن موضوع الحريات والسياسة الخارجية وقطبياتها المعروفة مع دول الخليج ، وفرض الأمر الواقع لتوجهات الإسلام السياسي وتقاطعها مع توجهات ورغبات عموم الشعب في زمن حريات الشعوب ، وضعه على رصيف الخسارة ، مع الفارق طبعا بين حكومة اردوغان الناجحة خدميا واقتصاديا ، وبين الحكومة العراقية الفاشلة خدميا ً واقتصاديا ً بالتاكيد .

ويبقى التأثير الأكبر الذي سيفرز تأثيراته الإيجابية في الشرق الأوسط ، حين تتمكن أحزاب المعارضة الفائزة من تجاوز تقاطعاتها وتشكيل حكومة إئتلافية تخلو من حزب أردوغان ، حكومة تعيد النظر بالعديد من القرارات والقوانين التي تحد من الحريات والسياسات العدوانية الخارجية ، وبإسناد برلماني بأغلبية تستطيع تمرير الإصلاحات براحة ، مايجعل تركيا تتحرر من تلك القيود التي اراد فرضها اردوغان وحزبه على تركيا وشعوب المنطقة .

Falah.almashal@yahoo.com




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=62980
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 06 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13