المعروف ان العراقيين اهل حضارة وعلم وذات نزعة انسانية التي هي منافية ومضادة للنزعة العشائرية واعرافها المتوحشة وشيوخها الجهلاء المتخلفين الذين يصفقون لكل من يقدم لهم المال لا يملكون قيم ولا مبادئ انسانية حضارية
لهذا نرى الطغاة المستبدين اذا ما رغبوا حكم العراق وفرض العبودية على العراقيين اول عمل يقومون به تشجيع وفرض القيم والاعراف العشائرية ومن ثم التخلف والخوف والفساد
واول من شجع العشائرية وقيمها المتخلفة واعرافها المتوحشة هو الطاغية المجرم معاوية بن ابي سفيان فهذا المجرم كان يطلق على اهل العراق باهل الشقاق والنفاق وكان يعيب على العراقيين جرأتهم على السلطان حيث كان يقول لكل عراقي يلتقي به علمكم ابن ابي طالب الجرأة على السلطان
فالامام علي علم العراقيين الجرأة على السلطان في حين نرى معاوية العشائري علم العراقيين القيم والاعراف العشائرية لان القيم والاعراف وشيوخ العشائر تعلم الانسان الجبن والضعف والاستسلام للطغاة البغاة وحتى بيع الكرامة والشرف واعداء للعلم والعمل بعضهم يغزو بعض وبعضهم يسبي نساء بعض
كلنا شاهدنا شيوخ العشائر في حضرة صدام وهم يهزون بطونهم امام صدام كما تهز العاهرات بطونها لقاء مبلغ من المال وكان صدام يهينهم ويحتقرهم وهم يصفقون ويمجدون الطاغية
فعندما فكر الطاغية معاوية بالغاء الاسلام وقيمه الانسانية واعادة العبودية وفرض حكمه اول عمل قام به انه شجع وفرض القيم العشائرية واعرافها التي قرر الاسلام محاربتها والقضاء عليها باعتبارها السد المنيع الذي يحول دون نشر الاسلام وفهمه الفهم الصحيح وتطبيق تعاليمه
كما ان معاوية اعتبر نشر القيم والاعراف العشائرية وسيلة مهمة واساسية يستخدمها في ذبح كل من يؤمن ويتمسك ويلتزم بقيم الاسلام الانسانية فانه قتل سعد بن عبادة ونفى اباذر وذبح عمار وابعد الانصار وقتل علي ابن ابي طالب وقتلوا ابناء المدينة المنورة واغتصبوا نسائها ومن ثم ذبحوا الحسين وابنائه وانصاره وقطعوا رؤوسهم وعلقوها على الرماح وسبوا بنات الرسول
قيل بعد ما ذبحوا الحسين وكل اصحابه وانصاره وابنائه ولم يبق الا النساء فبدات كل عشيرة تستلم المرأة التي تعود اليها فلم يبق الا بنات الرسول في الاسر فلم نسمع ونشاهد شخص او شيخ من هؤلاء الشيوخ الحقراء تنخا للقيم الانسانية للاخلاق للدين لمحمد واهل بيته وقال هذه بنات الرسالة بنات الرسول محمد في الاسر كيف انقذ امرأة من ابناء العشيرة واتخلى عن بنات الرسول هكذا هي طبيعة العبيد ولو كانوا احرار لانقذوا بنات الرسالة من الاسر اولا
لهذا كان مطلب الامام الحسين لابناء العشائر ان يكونوا احرار كيف يكونوا احرار وهم مقيدين بقيود العبودية والذل بقيم العشائرية وشيوخها
كنا نعتقد ان العراق بعد التحرير التغيير التجديد في 2003 سنلغي قيود العبودية والعشائرية وقيمها وسنجعل من العراق بلد ديمقراطي تعددي بلد المواطنة بلد الدستور والقانون والمؤسسات الدستورية والقانونية خاصة ان الكثير بل كل المسئولين الجدد عاشوا في الخارج واطلعوا على حكم القانون والمؤسسات القانونية والدستورية لهذا رفضوا حكم صدام وتحدوا حكمه ودعوا الى قبره وانقاذ الشعب والوطن منه
المؤسف ان هؤلاء كانوا اكثر تمسكا بالقيم العشائرية واعرافها الفاسدة وشيوخها المتخلفين فاذا صدام وظف الاعراف العشائرية وشيوخها لصالح حكمه وجعلهم مجرد عبيد ومهرجين له حتى جعلهم مجرد عاهرات يهزون بطونهم في حضرته بل بلغت الخسة بهم اخذ بعضهم يتنافس مع بعض في هز البطن امام صدام مقابل ان يقول له عفية او يتكرم له ببعض المال
اما هؤلاء اي المسئولين الجدد الذين حكموا بعد صدام فانهم جعلوا الحكومة والسلطة وحتى انفسهم وكل شي في خدمة شيوخ العشائر واعرافها وهكذا انتهت الدولة والقانون ولم يبق شي اسمه العراق الدولة الحكومة الدستور القانون ولا اجهزة امنية
هل تصدقون ان بعض القضاة ترك المحكمة القضائية وشيد له مضيف وبدأ في حل المنازعات وفق الاعراف العشائرية وبحضور بعض شيوخ العشائر واصبح لكل عشيرة علم وعرف خاص وجيش خاص وبين ساعة وساعة تحدث حربا شعواء لاتفه الاسباب واكثرها سخافة وسفاهة يذهب ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى
فبعد ان كانوا هؤلاء الشيوخ خدم وعبيد لصدام وجوقة تصفيق وتهليل وتمجيد له وجواسيس وعملاء لمخابرات صدام اصبحوا الان هم القوة الوحيدة التي تتحدى القوى الامنية والقانون والدولة بيدهم المال والسلاح ولكل شيخ علم وسلطة وجيش
فعادت الجاهلية جاهلية ال سفيان وال مروان وعاد الفصل والفصلية واحتقار المرأة والجواري وملك اليمين
فسيادة الاعراف العشائرية يعني سيادة الجهل والتخلف والعبودية
فسيادة الاعراف العشائرية يعني الغاء الاسلام وكل القيم الانسانية
لهذا اصبحت عملية بيع النساء في العراق واعتبارها سلعة تباع وتشترى وعادت اسواق النخاسة
الغريب في البرلمان اكثر من 84 امرأة لم نسمع لهن اي صوت وكأن الامر لا يهمهن والاغرب في البرلمان لجنة اسمها لجنة العشائر النيابية مهمتها ترسيخ ودعم الاعراف العشائرية
المفروض ان تكون مهمة هذه اللجنة القضاء على الاعراف والقيم العشائرية والغائها ودفنها كما تدفن اي نتنة قذرة لا ادري كيف تتوافق القيم العشائرية ومهمة البرلمان احدهما ضد الاخر