لفت نظري بهدوءه واطراقه وكثرة تامله وهو يتجول في اروقات المراقد الطاهرة في كربلاء المقدسة وكان شعار القساوية يطوق رقبته فتبادلنا الحديث وتجاذبناه يشاركنا في ذلك بعض الاساتذه لكي نتعرف اكثر على بعض .
انه القس البروفسور والد مار سيسلو استاذ اللاهوت وحوار الاديان في جامعة الكاردينال ويسنسنك في وارسوا عاصمة بولندا ، اخذ والد مار يشرح لنا وجهة النظر الاوربية المعاصرة عن الاسلام والمسلمين فقال :
الناس العاديون لايعرفون شيئا في اوربا عن الاسلام ولايعرفون الفرق بين السنة والشيعة ، وما يعرفونه عن الاسلام هو ما يشاهدونه في التلفزيون في الفضائيات حول سوريا والعراق وليبيا والمذابح التي تحصل وفي مفهومهم ومعلوماتهم إن الاسلام ديانة عنيفة تقوم بالقتل وغير ذلك .
ومثل هذا المهرجان ضروري لانه يعطي صورة نقية للاسلام او صورة اخرى جيدة ومختلفة عما في اذهان الاوربيين ، ولابد من الاستمرار في مثل هذه المهرجانات والمحاولات الاخرى التي يتحقق فيها التواصل بيننا جميعا لاننا يجب ان نعيش معا مهما كلف الامر ، فنحن نؤمن باله واحد ومنتمون لعدة اديان وكل له كتابه فيجب ان يحترم بعضنا البعض الاخر كما هو في التقاليد الشرقية القديمة التي تدعو الى احترام الاخر .
ويجب ان نبتدع حلولا مثل لبنان للتعايش والسلم الاهلي لاننا كمسيحيين نخاف مما يجري في هذا الوقت في الشرق وما تعرضت له الكنيسة الكلدانية في العراق فقبل عام 2003 كان يوجد في العراق اكثر من 1500 كلداني والان لايتجاوز عددهم 200 شخص ، الموصل والتي كانت متعارفة بتعايشها اليوم وضعها محزن بما يخص الاقليات .
وحول زيارته لكربلاء والعراق قال :
انه كان في اربيل منذ وقت قريب لكنه في وضع مختلف اليوم في كربلاء لان اربيل مدينة منفتحة وعلمانية اما كربلاء فهي منطقة اسلامية محافظة وشيعية محضة ولاحظت اهتمام مؤسساتها الدينية بالتقارب مع الديانة المسيحية ولم اكن من قبل قد دخلت الى مدينة اسلامية بحته ولكن ما وجدته في كربلاء شيء جميل جدا ومريح فانه يستطيع ان يتكلم مع الناس بسهولة وتقبلهم لي بلباسي كمسيحي ولعل ما يسجل كشي جديد حصل في حياتي انه لول مرة اصرف من وقتي عدة ساعات لامكثها داخل المسجد ( يقصد المرقد الطاهر ) حيث لاحظت الهدوء والروحانية والسلام الموجود فيه .
واضاف والد مار من المهم ان نتشارك في اختباراتنا بعضنا مع البعض الاخر وهذا هو الطريق الصحيح وانا بطبيعة الحال ساحاول ان اوصل هذه الصورة الجميلة التي شاهدتها في كربلاء للمجتمع الاوربي ، وقد اوضح انه في الاسبوع الماضي كان عندهم في احدى جامعاتهم ثلاثة اساتذة من جامعة كربلاء القوا محاضرات قد نظمتها لهم السفارة العراقية في وارسو وهو يكشف عن طبيعة الجهود المبذولة للتقارب بين الاديان
|